أخبار الآن | لندن – بريطانيا ( صحيفة الغارديان )
تل أبيض.. المدينة الحدودية بين سوريا وتركيا، التي عرفت ببوابة داعش إلى الرقة، والتي مثلت سيطرة الأكراد عليها خسارة كبيرة للتنظيم الذي استخدمها لنقل الأسلحة والمقاتلين وعبور النفط الذي يباع في السوق السوداء.
وقالت الحكومة التركية مرارا، إنها لا تستطيع تأمين حدود طولها 500 متر مع سوريا، ففي يناير/كانون الثاني من العام الماضي، حين استخدم التنظيم المنطقة الحدودية للدخول والخروج، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، إن السيطرة المحكمة على الحدود ستكون مستحيلة، ولا يمكن أن ننشر جنودا في كل مكان على الحدود, فيما أعاد دبلوماسي تركي، الشهر الماضي، على مدى صعوبة وقف المقاتلين العابرين للحدود خاصة في الليل، وفق صحيفة الجارديان البريطانية.
وقالت «الجارديان»، إن وثائق وصلتها من المتحدث باسم القوات الكردية السورية تحمل أختام داعش تشير إلى أنه خلال الفترة من ديسمبر/كانون الأول 2014 وحتى مارس/آذار 2015، سجلت الوثائق 70 مسافرا، 28 منهم دون سن الـ18 بينهم 7 أطفال، مشيرة إلى أسمائهم ومحل ميلادهم وكافة المعلومات الدقيقة بشأنهم.
وأكدت الوثائق، أن معظم الركاب المسجلين سافروا من الأراضي التي سيطر عليها داعش، وأن إحدى المجموعات المسافرة كانت تتضمن 5 رجال وسيدة جميعهم من تونس، وتتراوح أعمارهم من 23 إلى 36 دخلوا تل أبيض في تلك الفترة قادمين من القيروان، جنوب العاصمة التونسية، والمعروفة بأنها مرتع التطرف، وهي المدينة التي درس فيها الإرهابي سيف الدين رزقي، الذي قتل 30 سائحا بريطانيا على سواحل سوسة في يونيو/حزيران الماضي.
وتعد تونس المصدر الأكبر للمقاتلين الأجانب في سوريا، حيث قدرت السلطات التونسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعداد مقاتليها بما يزيد على 6 آلاف، غادروا تونس للمشاركة في الصراع بسوريا.
ووفق الوثيقة، توجهت بعض الناقلات إلى مدينة الرقة التي تبعد 40 كيلومترا عن تل أبيض، بينما امتلأت الناقلات الأخرى بعائلات من الموصل العراقية.
يأتي ذلك، في الوقت الذي تواجه فيه تركيا ضغوطا دولية لإحكام السيطرة على حدودها التي يستغلها التنظيم الإرهابي للعبور من وإلى سوريا, وهو ما تم التأكيد عليه مرارا في أعقاب أحداث باريس الدامية، التي ارتكبها التنظيم الإرهابي بشن هجمات متفرقة خلّفت 130 قتيلا.
وقال باحث أكاديمي متخصص في العلاقات بين داعش وتركيا في جامعة كولومبيا، إن تركيا تعلم جيدا التحركات علي حدودها وتستطيع السيطرة عليها، مشيرا إلي أن حركة نقل منظمة ومحكمة السيطرة من جانبي الحدود تستخدم لنقل الأسلحة والمقاتلين والنفط.
أما تركيا، فقد علقت على تلك الوثيقة بالتأكيد على أنها تحكم المراقبة على التونسيين العابرين لحدودها، متسائلة إن كانت تلك الناقلات قد عبرت الحدود بطريقة شرعية أم لا.