أخبار الآن | الريحانية – تركيا (وضحى عثمان)
كارثة تطارد نزلاء تلك المراكز، ومصير مجهول يواجهه المرضى المتواجدين في مركز "إعمار" للتأهيل والعلاج الفيزيائي في مدينة الريحانية، فئات عمرية مختلفة من المرضى، جمعهم الألم والمرض، من أطفال وشباب وشيوخ، وذلك بعد إعطاء إدارة المركز مهلة أسبوع لإيجاد مكان لهم، بعد توقف الدعم عنه، وهو المركز الثالث الذي يغلق في تركيا خلال شهر، بعد إغلاق مركز البنفسج ودار الاستشفاء، خاصة بعد التراجع الكبير في الخدمات التي تقدمها المراكز ممن لا تزال تعمل، كمركز "وبشر الصابرين".
يقول أحد المرضى وهو شاب فقد القدرة على الحركة بعد إصابة تعرض لها في العمود الفقري: "لقد تمت رعاية المركز لمدة ثلاث سنوات من قبل المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية، وجاء قرار إغلاق المركز مفاجأة كبيرة لكل من المرضى والكادر الطبي، وكخطوة أولى طُلب إخلاء صالة المنامة وطلب من المرضى تدبير أنفسهم خارج المشفى، مع العلم أن معظم المرضى لا يملكون ثمن الطعام ولا مكان يأويهم".
يستقبل مركز إعمار بين 40 الى 50 مريضا شهريا، ويقدم لهم خدمات العلاج الفيزيائي من الدرجة الأولى إضافة إلى المنامة والمأكل والمشرب مع وجود صيدلية تؤمن "الحفاضات" والدواء بشكل مجاني، وتم إبلاغ الطاقم الطبي وعمال المطبخ والنظافة بإنهاء عملهم آخر الشهر الجاري.
يقول "مفيد" أحد الممرضين في المركز: "سيتم إيقاف المركز حتى يأتي من يقوم بدعم أعمال المشروع من جديد، نحن بغاية الأسف، لكن لا حل آخر أمامنا".
وإلى أن يتوفر الدعم لهذا المركز أو أمثاله، سيبقى الأطفال والشباب والشيوخ المصابين نتيجة الحرب، في واقع مرير يحاصرهم المرض وقسوته، وفي أفضل الحالات ستستضيفهم الشوارع، فكثير منهم ليس لديه أقارب أو معارف هنا.
هذا ويأمل المرضى أن تتراجع المؤسسة عن هذا القرار، لأنها قدمت الكثير خلال ثلاث سنوات للمرضى الموجودين في المركز، وما هذه الحالة إلا عبارة عن نتيجة قرارات جديدة كل يوم، تحاصر السوريين المشردين في بقاع الأرض.