أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (يوسف البستاني)
قبل نحو سنتين، وبعد ما عانته "معضمية الشام" من ضغط كبير تمثل بالقصف الصاروخي والمدفعي والتدمير الكبير الذي تعرضت له آنذاك؛ بُدأ بتنفيذ بنود اتفاقية الهدنة مع النظام، والتي بدأت برفع علم النظام في أعلى نقطة في المدينة مقابل إدخال الأغذية والأدوية. ولكن النظام أخلّ بوعوده وسمح فقط لمن يدخل المعضمية بأن يدخل معه بعض الأغذية والأدوية، وتم تسليم عربةBTR معطلة من قبل ثوار المدينة. وكانت بنود الهدنة تنص على إعادة الحياة للمعضمية وعدم التعرض لأهلها واعتقالهم خارجها، والانتهاء من ملف المعتقلين. لكن تبين فيما بعد أن النظام كان يحاول استغلال هذا الاتفاق فقط لأجل إفراغ يد الثوار من السلاح الثقيل والمتوسط دون تقديم أية تنازلات لصالح الأهالي.
خرق الاتفاق
وفي حديث لأخبار الآن، يفيد الناشط "داني القباني" أنه بعد بدء سريان الهدنة فُتح معبر وحيد من جهة العاصمة دمشق وبقيت باقي المحاور محاصرة من قبل دبابات وشبيحة النظام، دون أي تراجع أو تخفيف لعدد العناصر. عاد بعدها إلى المعضمية أكثر من ثلاثين ألف مدني من سكانها كانوا مهجرين جراء القصف.
وبعدها بدء النظام بالتضيق على المدينة بين الحين والآخر ويقوم بإغلاق المعبر لشهر كامل إلى أن تم إغلاقه سبعة أشهر بشكل متواصل أصبحت فيها الحالة الإنسانية في المدينة صعبة للغاية.
ومع بداية عام 2015 تم إغلاق المعبر بشكل كامل وبدأ النظام يقصف المدينة بشكل عشوائي على مناطق المدنيين مسببا جرحى وشهداء، واستمرت الحال على هذا التصعيد إلى الشهر التاسع حيث بدأت قوات النظام مدعومة بالطيران الحربي باقتحام الجبهتين الشرقية والجنوبية، وهي المنطقة الفاصلة بين داريا والمعضمية، وتشهد هذه المنطقة يوميا عشرات البراميل والهاون والمدفعية مع تجدد الاشتباكات العنيفة لصد قوات النظام مع خسائر كبيرة في صفوفه.
مصير المعضمية القادم
اليوم باتت هدنة المعضمية في طي النسيان بعد عشرات الخروقات واستخدام سياسة الحصار والتجويع والإذلال على الأهالي الذي يقدر عددهم بنحو 50 ألف نسمة.
ولكن ما هو مصير معضمية الشام بعد التهديدات الأخيرة؟ هل هو إفراغ المدينة من الثوار على خطى الزبداني أم هي سياسة أرض محروقة؟
حسب مصادر داخل معضمية الشام قام النظام في الفترة الأخيرة بإرسال تهديدات تمثلت بإخلاء المدينة لكل من يرفض الدخول ضمن مصالحة كاملة وتسليم السلاح أو أنه سيقوم بحرب مفتوحة على المدينة، ومن ضمن سياسة إفراغ المدينة قام النظام بالسماح للموظفين بالذهاب لوظائفهم ولكن شريطة أن لا يعودوا للمعضمية وهذا يقع ضمن سياسة التفريغ والتغيير الديموغرافي.
الحالة الإنسانية في المعضمية تدهورت بشكل كبير في ظل الحصار المفروض والقصف المستمر وقلة الغذاء والدواء، حيث تعتبر المعضمية محاطة بعدد من المقار الأمنية والعسكرية "الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري وفرع المخابرات الجوية فيه فرع 555، مساكن الشرطة، شعبة الكيمياء، سرايا الصراع، فرع لجيش التحرير الفلسطيني".
وتحدث المكتب الإعلامي في معضمية الشام أن عدد المحاصرين اليوم هو أكثر من 45 ألف في حين وجّه عددا من النداءات للأمم المتحدة والمنظمات المعنية لإنقاذ المعضمية من سياسة التهجير القسري الذي يمارسه النظام منذ عدة شهور، ووثق المكتب الإعلامي استشهاد طفلة عمرها 7 ساعات لعدم سماح النظام لأهلها بالخروج للعلاج.
يذكر أن "معضمية الشام" كانت قد تعرضت في 21/8/2013 لمجزرة بالغازات السامة أدت إلى مقتل العشرات من النساء والأطفال.