أخبار الآن | تدمر – سوريا ( فارس نور )
هاجم عشرات من المحتجين الغاضبين من أبناء عشيرة "العمور" إحدى أكبر العشائر في سورية وتتخذ من محافظة حمص مركزا لها هاجموا مبنى المحكمة العامة في مدينة تدمر شرق حمص التي يسيطر عليها تنظيم داعش وذلك بعد أن شنت الطائرات الروسية عشرات الغارات على مناطق مختلفة داخل المدينة وحولها ما أدى إلى استشهاد نحو خمسة وعشرين مدنيا وإصابة العشرات بجروح.
واحتشد العشرات أمام المبنى الذي كان قصرا عدليا قبل دخول التنظيم للمدينة مطالبين قيادة التنظيم في لهجة عالية النبرة بإيجاد حلول لحماية المدنيين كاستخدام المضادات الأرضية للتصدي للطائرات الروسية وإزالة الأسلحة الثقيلة من المدينة.
التنظيم يمتص غضب المدنيين للمرة الثانية خشية من إندلاع ثورة ضده
يقول "أبوالنور" لأخبار الآن وهو أحد أبناء المدينة : "بعد أن تجمع عشرات الغاضبين المسلحين بأسلحة خفيفة أمام مباني المحكمة والحسبة مطالبين التنظيم بإيجاد حلول لحمايتهم بعد الغارات الروسية العنيفة مؤخرا، حاول التنظيم كعادته امتصاص غضب الناس بالتصبير وإلقاء الخطب، مشيرا إلى أنها المرة الثانية التي يثور فيها المدنيون على التنظيم، فقبل نحو ثلاثة أشهر عندما بدأت الطائرات الروسية حملتها في سورية قام المدنيون باحتجاجات مماثلة ولكن التنظيم حاول استيعابها وتعامل معها بحذر شديد".
التنظيم يستغل الاحتجاجات ويحولها إلى خلافات عائلية
يتابع "أبوالنور" أن تنظيم داعش كلف أحد أبناء المدينة المنتسبين له والذي كان يعرف قبل دخول التنظيم للمدينة بسرقته للآثار وبيعها، كلفه ليكون خطيباً في هذا الموقف، ولكن الأسلوب الذي تحدث به قاد المحتشدين للقيام بضربه ليتدخل أقاربه وتتحول الاحتجاجات من احتجاجات على التنظيم إلى خلافات عائلية، استخدم فيها الطرفان الأسلحة ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في الجانبين".
المخاوف من ردة فعل التنظيم خفضت سقف المطالب
وعن مطالب المدنيين يتحدث "أبو النور" يشعر المدنيون بغضب عارم من تواجد التنظيم، فكل منهم يتمنى خروجه من المدينة، ولكن الخوف من ردة الفعل حالت دون طلب مغادرته واقتصرت على إيجاد حلول للحماية.
كما يرى أبو النور أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن المدنيين سيخرجون عن صمتهم، خاصة أن المدينة قد هجرها نصف أهلها تقريبا بسبب القصف وممارسات عناصر التنظيم التي أدت أيضا بدورها إلى هروب الجزء الآخر.
الغارات الروسية لاتستهدف مقرات التنظيم
شهود محليون في المدينة أكدوا لأخبار الآن أن الطائرات الروسية لم تستهدف مقرات لتنظيم داعش إلا بشكل نادر وأكدوا أن معظم الغارات تركزت على المناطق السكنية والآثار التي دمر جزء كبير منها بفعل تلك الغارات وقال أبو سمير وهو من أهالي مدينة تدمر فضل أن يطلق هذا اللقب خشية من إعتقال داعش يقول لأخبار الآن : " إذا ما استمر القصف على هذا النحو فإنه لن يبقى في المدينة مدني واحد خلال أسبوعين خاصة في ظل خروج أغلب محطات المياه والكهرباء عن الخدمة نتيجة الغارات أيضا".
مجزرة بفعل الطائرات الروسية في معامل الملح بمحيط المدينة
وعلى صعيد آخر فقد استهدفت الطائرات الروسية معامل الملح في منطقة الصناعة بنحو عشرين غارة ما أدى إلى استشهاد نحو ثمانية عشر عاملا سبعة منهم من عشيرة "العمور" وخروج عدد من المعامل عن الخدمة بسبب الدمار الذي لحق بها وبحسب مصادر محلية فإنه مازال هنالك عدد من العمال مفقودين من المتوقع أن يكونوا قد قضوا تحت الأنقاض.
وتشن الطائرات الروسية حملة شرسة على المدينة منذ 25 ديسمبر كانون الأول الماضي، استهدفت فيها منطقة الصناعة والمشفى الوطني بالإضافة إلى المركز الثقافي وأماكن أخرى، وقد سجل خلال الحملة مقتل نحو خمسة وعشرين مدنيا وإصابة أكثر من مائة آخرين بجروح.