أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أحمد الريحاوي – متابعات)
بعد الخسائر الكبيرة التي تعرض لها داعش في سوريا والعراق وخسارة الأراضي والأموال ومقتل عدد كبير من قادته لجأ داعش الى هجمات خارجية يائسة دعائية بهدف رفع معنويات مقاتليه ومحاولة الحفاظ على ما بقي له من اراض.
وسيلة أخرى اتبعها داعش لإخفاء الخسائر الكبيرة بمنع الإنترنت ومشاهدة القنوات الفضائية في المناطق التي يحتلها فقد أصدر داعش في قراراً بمنع استخدام أهالي المناطق التي يحتلها أجهزة الاستقبال الفضائي وبيعها وترويجها وصيانتها وهو إجراء من بين عدة قرارات اتُخذت مؤخرا بهدف التضييق على الناس وعزلهم عن العالم بشكل كامل ..الزميل أحمد الريحاوي لديه مزيد من التفاصيل .
ماذا بعد القتل والذبح والتنكيل والاعتقالات في مناطق داعش؟ انتهاكات تكشف تباعا ومضايقات وقيود تصل إلى حد عزل الناس عن بقية العالم .
في مدينة الرقة السورية أصدر داعش قبل أيام قرارا يمنع فيه استعمال أجهزة الإستقبال الفضائي المعروفة بالدش, ويمنع أيضا بيعها وترويجها أوصيانتها في كافة المناطق التي يحتلها التنظيم بحجة حماية دين الناس من الفساد وصون شباب المسلمين من خطر هذه الأجهزة، ومن يخالف الأوامر تنتظره عقوبات قاسية.
كثير من شباب الرقة عبروا عن مخاوفهم من الموت على يد التنظيم بعد هذا القرار خاصة ممن يستخدمون فضلا عن مستقبلات بث القنوات، أجهزة استقبال الانترنت الفضائي في منازلهم سرا, فالإنترنت ممنوع أيضا في المناطق التي يحتلها داعش .
التنظيم أصدر قرار منع الإنترنت أيضا عن الناس بعد اشتداد الضربات الجوية من التحالف الدولي ضده، منع استخدام نواشر الإنترنت في كافة المدن ليتبعها بقرار بعد فترة وجيزة بإغلاق محال الإنترنت كافة ومصادرة جميع الأجهز المتعلقة بها، ليفرض إعادة فتحها برخصة يتوجب على صاحب العلاقة الحصول عليها بشروط صعبة ومنها:
– أن يزكيه عنصرين من عناصر داعش يعرفانه معرفة شخصية
– أن لا تجمعه صلة قرابة بأحد الناشطين المدنيين
– أن يزودهم بمعلومات مكان إقامة جميع أقربائه خارج مناطق داعش وطبيعة عملهم.
لينتهي الأمر بحصول خمسة محال فقط على هذه الرخصة في مدينة الرقة, وليتحول الحصار الواقعي الضيق إلى حصار افتراضي أيضاً .
سلسلة المضايقات والأوامر الإلزامية للمدنيين بدأها داعش مع المرأة، ففرض عليها ارتداء الخمار الأسود والقفازات والجوارب
ومنعها من استقلال سيارات الأجرة وكذلك خروجها من المدينة من دون محرم ومن دون عذر مقنع، وعدم مرافقة الرجل لها عند طبيبات الأمراض النسائية.
لتأتي بعدها قرارات إغلاق المقاهي العامة، ومنع مشاهدة مباريات كرة القدم, ومنع الرجل من حلق لحيته ومن إطالة شاربيه، ومنعه من مرافقة أي امرأة لا تربطه بها صلة قرابة من الدرجة الأولى حصراً.
يروي محمود وهو أحد أهالي الرقة مثالا على ذلك ويقول: في أحد الأيام كنت أرافق زوجة أخي الكبير لأوصلها إلى بيت أهلها فاستوقفتنا سيارة فيها مهاجرين عرب وسألني أحدهم عن صلتي بها فأجبته، فنزل من السيارة واعتقلني وعوقبت يومها بـ ٢٤ جلدة .
يضيف محمود: "لم نتقبل هذه الأمور منذ سنتين وحتى هذا الوقت، فنحن شعب متدين ومعتدل في الأساس, وطبيعتنا سمحة لا تعنت لدينا ولا تسيّب، لكن أفراد داعش يعاملوننا وكأننا كفار .
من تونس عبر الهاتف د.عبداللطيف الحناشي – خبير الجماعات المتشددة