أخبار الآن | درعا – سوريا (أسامة زين الدين)
قامت مجموعة مسلحة اليوم في محافظة درعا باعتراض سيارة القاضي في دار العدل والناشط البارز في "رابطة أهل حوران" أكبر منظمة للعمل المجتمعي في درعا "أبو البراء الجلم" وحاولت اقتياده إلى جهة مجهولة قبل أن يتم اعتراضها ومطاردتها وتحرير القاضي.
وفي التفاصيل أن سيارة اعترضت سيارة القاضي في نفس المنطقة التي اعترضت فيها محافظ درعا الحرة الدكتور "يعقوب العمار" قبل أيام قليلة، وبنفس الأسلوب حيث تم الاعتداء عليه وضربه بأعقاب البنادق. تم الشك بالسيارة ومطاردتها من قبل أحد الجهات الثورية وتمكنت من استعادة القاضي؛ الذي ظهرت على وجهه بعض الكدمات من آثار الاختطاف. ولم يصدر بيان رسمي من دار العدل بعد تفاصيل الحادث، بينما سربت أنباء عن إيجاد القاضي لدى إحدى الكتائب في منطقة "عتمان" غرب درعا. وكان القاضي قد تعرض منذ أسابيع قليلة لمحاولة اغتيال بتفجير سيارته ونجا منها بأعجوبة.
فلتان أمني ينذر بشل مؤسسات الثورة في الجنوب
بعد أن كان النصف الأول من العام الماضي عام الانتصارات والتفاؤل بدور درعا المركزي في جبهتها الجنوبية بزحفها نحو دمشق، وبمؤسسات إدارتها المدنية الي قدمت نموذجا ثوريا يحتذى، تغيرت الصورة تدريجيا مع بداية النصف الثاني من نفس العام حيث عاد الخمول العسكري ليصيب درعا وجيوشها وكتائبها بما يشبه الشلل التام، وأخذ النظام زمام المبادرة وخاصة مع بداية الغارات الروسية، وعمت حالة من "الفلتان الأمني" تجسدت بمئات محاولات اغتيال لشخصيات مدنية وعسكرية، نجح معظمها دون معرفة الفاعلين وتم تسجيلها ضد مجهول.
يعيش الآن معظم قادات العمل المدني والثوري في درعا حالة رعب واستنفار أمني كبير وخاصة بعد تبلور معالم مشروع يوحي بضرب الجبهة الجنوبية ومعالم الثورة فيها، فقد وجهت ضربة كبيرة لأنضج نموذج ثوري في مجال المحاكم المدنية، والتي قدمته درعا على يد الشيخ أسامة اليتيم الذي اغتيل مؤخرا، كما وجهت ضربة قاصمة لمجلس محافظة درعا بخطف مؤسسه ورئيسه الدكتور "يعقوب العمار" والذي عد من قبل الناشطين وبشهادة الحكومة المؤقتة من أنجح تجارب الإدارة المدنية على مستوى الثورة.
غادر على إثر حالة الانفلات الأمني عدد من قادات العمل المجتمعي إلى خارج البلد بينما بقي بعضهم الآخر صامدا في مكانه ضمن ظروف صعبة، وفي حالة استنفار أمني بعد وصول رسائل تهديد لهم يبدو أنهم مضطرون على أخذها على محمل الجد.
يقول ناشط وصلته رسالة تهديد لأخبار الآن ورفض الكشف عن اسمه "أن العمل الثوري كله في مهب الريح في درعا إن لم يتم أخذ خطوات جادة لحماية الرموز، ونشر شبكة حواجز وتسيير دوريات جوالة تقوم بضبط الأمن في مناطق درعا، وواضح أن هناك مشروعا واضح المعالم لضرب أية مؤسسات مرجعية للثورة وترسيخ الفوضى والتسلط في المناطق المحررة".
شلل أمني وخمول ميداني يستغله النظام عسكريا
فيما يصعب الجزم فيما إذا كانت هجمات النظام الأخيرة منسقة مع أعمال الخطف والاغتيال التي شهدتها المنطقة، يبدو أكيدا أنه قد استفاد بشكل كبير من حالة الفوضى هذه في شن هجمات مفاجئة وقوية على محاور استراتيجية مهمة في درعا، كان آخرها محاولته للتقدم في "المنشية" في درعا البلد ومحاولاته السيطرة على "الجمرك القديم" الذي يقطع شرق المنطقة عن غربها بشكل كامل.
كما شهدت مدينة "الشيخ مسكين" الاستراتيجية هجمات عنيفة وقصفا همجيا من الطائرات الروسية، كما شهدت المدينة محاولات اقتحام واشتباكات ضارية حاول فيها النظام التقدم باتجاه اللواء 82 فيها، إلا أن الثوار تمكنوا من صد هجومه بعد نداءات استغاثة ومؤازرة، ولا زال الوضع خطيرا والتصعيد سيد الموقف فيها، الأمر الذي حدا بتشكيلات الجبهة الجنوبية اليوم لتشكيل غرفة عمليات موحدة لتدارك الوضع والتصدي للنظام وردّه قبل فوات الأوان.