أخبار الآن | سرمدا – سوريا (وائل أمين)
أبو خطاب مقاتل سابق مع تنظيم داعش إنشق عن التنظيم بعد مشاركته في عدة معارك في سوريا والعراق، يقول أبو خطاب إنه إكتشف كذب وخداع التنظيم بعد أن حوصر مع مجموعة إقتحام وتخلى عنهم تنظيم داعش وكذب عليهم ونجح أبو خطاب بعض من عناصر المجموعة التي كان يقاتل معها نجح في الهرب من الحصار بعد مخاطرة كثيرة، أبوخطاب من ريف دير الزور يقول لأخبار الآن: "منذ وصول تنظيم داعش إلى منطقتنا كنا نحارب مع الفصائل الثانية ضد التنظيم وأنا منذ مشاركتي مع الجيش السوري الحر حاولت أن أكون بعيدا عن الإعلام وذلك خوفا على عائلتي إذ يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرت القوات التابعة للنظام،
ويقول أبو خطاب لم أكن معروفاً أنني أقاتل مع الجيش السوري الحر سوى من قبل بعض الأصدقاء وكنت دائما في الجبهات وعندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على المنطقة وطرد كل الفصائل علمت أن كثير من الأشخاص بايعوا التنظيم وكنت أخشى كثيرا أن يتم كشفي أنني كنت أقاتل ضد التنظيم فكرت بالخروج ولكن لا يوجد مكان ألجأ إليه وليس الأمر سهلاً أن أذهب وأقاتل مع مجموعات ثانية في مناطق لا أعرفها.
وأضاف أبو خطاب أن تنظيم داعش بدأ إقامة بعض الدروات الشرعية والإستتابة وإلتحقت بإحدى الدورات قبل أن يبلغني أحد الأمنيين أنه تم إختياري للإلتحاق بالقتال مع التنظيم وقبل أن أجيبه قال لي أنني عندما حضرت الدورة بايعت على الطاعة وهذا يعني أنني أنفذ كل ما يطلب مني دون تردد، قلت له ليس لدي خبرة كبيرة بالأسلحة وهذا الأمر صحيح كنت لا أعرف سوى بعض الأسلحة التي إستخدمتها فقط، لكنه أجاب سيتم تدريبي في معسكرات على كل الأسلحة لم يكن لدي أي خيار للرفض لأنني كنت أعرف أني مصيري سيكون إما القتل أو السجن في الأمنية وهذا يعني أنني سأخضع للتعذيب سأتمنى الموت ألف مرة في ذلك السجن كنا نسمع الكثير عنه وعن أساليب التعذيب فيه.
تم نقلي إلى مدينة البوكمال لمدة شهر تقريبا قبل أن ألتحق بمجموعة في مدينة القائمة العراقية، وهناك شاركنا في القتال ضد القوات العراقية وفي إحدى المعارك طلب منا أن نكون في مجموعة الإقتحام تقدمنا في معركة البغدادي وعندما وصلنا إلى مواقع متقدمة،بقيت مع مجموعة كنا حوالي 15 شخص في الرباط.
يضيف أبو خطاب بقينا لأكثر من أسبوع كانت القوات العراقية تحاول التقدم لكنها تفشل في ذلك ما دفع القوات العراقية إحضار الكثير من التعزيزات مترافقة مع غارات مكثفة وتحليق عدة طائرات في الجوا معا وتم إستهداف الكثير من مواقعنا مما ساعد القوات العراقية في التقدم، وإنسحبت الصفوف الخلفية لتنظيم داعش لكن لم يتم إبلاغنا بذلك كان من المفترض أن ننسحب نحن أولا ومن ثم الصفوف الخلفية بالتدريج ولكن عندما كنا نتواصل مع الصفوف الخلفية كانوا يؤكدوا لنا أن الأوضاع جيدة وهي تحت السيطرة.
يضيف أبو خطاب : " لم ندرك أننا في حصار إلا بعد أيام حيث إلتفت القوات العراقية علينا ورغم ذلك كان أمراء داعش يكذبوا علينا، لم يكن أمامنا أي خيار سوى الإنتظار وعندما نسألهم عبر اللاسلكي يقولون لنا اصبروا هناك مؤازرة وقوة وعمليات إقتحام لإستعادة المنطقة وتحريركم من الحصار.
إنتظرنا لأيام لكن لم يحدث شيء كان وضعنا يزداد سوءا قررنا أن ننقسم لأفراد إثنين أو ثلاثة فقط ونحاول الهرب، نجحت مجموعة في الهرب وقتل وأسر أخرون وعندما وصلنا فوجئنا بأنهم يلقون باللوم علينا علما أننا من لم يغادر موقعنا حتى بات الموت أو الحصار مصيرنا ونجاحنا في الهرب كان مثل المعجزة أن نصل أحياء.
بدأت أدرك تماما أن هؤلاء لا يعنيهم عناصرهم كنت أعرف ذلك لكني رأيته بعيني داعش لا يهمهم عناصرهم قتلوا أصيبوا ق يتخلوا عن جريح في معركة مثل القوات التابعة للنظام تماماً، كان كل ما يرديونه مني ومن وصل معي أن نعود للرباط بالرغم من الظروف السيئة التي نعاني منها.
قالوا لنا سيتم نقلنا إلى إحدى جبهات القتال لم يكن لدي خيار للرفض إنتقلت وكنت متعب جداً وكي لا نبقى معنا قاموا بتوزيعنا على مجموعات ونقاط متعددة ومنا من تم إرساله إلى جبهات القتال وأخرون إلى نقاط وحواجز داخل المدن وذلك كي لا نتحدث عن ما حصارنا وتخلي التنظيم عنا في المعركة ولا نكشف عن الإحباط التي أصبنا بها وبدأت أدرك أن أيامي باتت معدودة وأنهم سيحالون التخلص مني كي لا أتحدث عن خيانتهم لنا.
يقول أبو خطاب لم يكن لدي أي خيار سوى الإصابة وقررت أن أطلق على رجلي رصاصة كنت أخشى حتى أن أطلب من شخص أن يطلق رصاصة علي كي لا يكشف أو يفضح أمري وبالفعل بعد إصابتي تم نقلي إلى المشفى وهناك بدأت أرتب للهروب خارج مناطق سيطرت التنظيم ونجحت في الوصول بأمان بعد عدة محاولات.
يكشف أبو خطاب عن غارات التحالف التي قلبت موازين المعركة بعد أن كان تنظيم داعش يتقدم ويوسع من مناطق سيطرته،
ويؤكد أن داعش كان يتقدم بأرتال ومجموعات كبيرة لم ينجح أحد في وقف تقدمه سوى الغارات هي فقط من كبدته الخسائر الكبيرة وأجبرت التنظيم على تغير إستراتيجيته.
يقول أبو خطاب: "في السابق كان التنظيم يتحرك إلى المعركة بأرتال كبيرة وأليات ثقيلة ولا يخشى شيء خلال تحركه كان يحقق إنتصارات سريعة يدخل إنتحاري ومن ثم يبدأ المعركة ولا يحتاج سوى أيام قبل أن يسيطر على المنطقة، لكن بعد الغارات تكبد التنظيم الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد، وأصبح التحرك صعبا ولم يعد من السهل التنقل في مجموعات كبيرة بل تم تقسيمنا إلى مجموعات صغيرة جدا وأفراد ونتنقل بصعوبة وأحيانا عندما نتحرك كأفراد نخفي سلاحنا بقطعة ملابس،
ويضيف أبو خطاب : " أصبح وصول الدعم والمؤازرة إلى جبهات القتال يحتاج لأيام وربما أسابيع وأشهر وأيضا نقل الجرحى من جبهات القتال لم يعد أمرا سهلا بسبب الغارات ".
أبو خطاب يقول أن حالة من عدم الثقة يعيشها الكثير من عناصر التنظيم حتى في المجموعة الواحدة ولا يمكن لأحد أن يكشف عن تفكيره بالإنشقاق أو الهرب لأنه يخشى من صديقه وكل شخص يعتقد أن الأخر هو أمني أو جاسوس لأمنين يتجسس على عناصر داعش ليعرف من يريد أن ينشق أو من يتذمر من التنظيم، ويؤكد أبو خطاب قرار الإنشقاق والهروب ربما يحتاج لأيام وأسابيع قبل أن يحسم الشخص أمره وهو يدرك أنه قد يفقد حياته بعد هذا القرار أو قد يتم قتلك لأن أمر مثل هذا قد يفقدك رأسك فورا ".
أبو خطاب نجح في الهروب من التنظيم ولكن كثير من العناصر يخشون حتى البوح بذلك خشية أن يتم قتلهم أو تصفيتهم، ويؤكد أبو خطاب أن العشرات سينشقون عندما تسمح لهم أول فرصة للهرب وقال هذا ما دفعني لإطلاق الرصاص على قدمي لأنه لم يعد لدي أي خيار أخر ولا يمكن أن أنتظر أكثر لأقتل معهم فكان أمامي إما الموت أو الإصابة للنجاة".