أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
لعل الحملة العسكرية الشرسة على ريف اللاذقية والتي تقوم بها قوات النظام وقوات الدفاع الوطني، والميليشيات الطائفية الموالية له، والقوات الروسية سواء بالتدخل العسكري الواضح بالطائرات الحربية الحديثة، والراجمات، وصواريخ البوارج الحربية، أو بالخطط الحربية الواضحة والتي لم يسبق للنظام أن استخدمها في جبال ريف اللاذقية، تعد هي "الأعنف" منذ بداية الثورة على جبلي الريف.
يقوم النظام وبشكل مستمر التقدم نحو المناطق الإستراتيجية الهامة والتي تطل على أكبر عدد ممكن من القرى والنقاط العسكرية الخارجة عن سيطرته، كما حاول اليوم التقدم نحو "برج القصب" في جبل التركمان، وذلك بعد أن سيطر في الفترة الماضية على بلدة غمام، ثم دير حنا، إلى الزويك التي لا تبعد عن البرج سوى بضعة كيلومترات.
حيث قام الطيران الحربي الروسي منذ صباح يوم أمس بأكثر من خمسين غارة، علاوة عن التمهيد المدفعي والصاروخي من المراصد المطلة على المنطقة "مراصد انباتة، بارودا، تلا" تزامناً مع هجوم عنيف شنته قوات النظام والميليشيات الطائفية الموالية له، حيث جرت اشتباكات بينهم وبين قوات الجيش الحر مكبدين إياهم خسائر مادية وبشرية كبيرة.
أخبار الآن التقت الناشط الميداني "أبو أحمد" ليتحدث حول آخر التطورات على جبهة "برج القصب": "هذا البرج تم تحريره منذ أكثر من ثلاث سنوات وعادت الحياة إلى الريف بعد تحريره، واليوم تحاول قوات الأسد وميليشياته إعادة السيطرة عليه بالقصف العنيف والغارات المستمرة، ولكن ثوار الساحل لن يتنازلوا عن هذا البرج ولن تعبر قوات النظام إلا على جثثنا رغم الحملة الإعلامية الشرسة التي تبثها قنوات النظام بالسيطرة على البرج".
أسر خمس عناصر من جيش النظام واشتباكات متقطعة في جبل الأكراد
جرت اشتباكات غير مباشرة تمثلت باستهداف الثوار لمقرات النظام في المناطق التي سيطر عليها مؤخراً، حيث قام الجيش الحر باستهداف "تلة الزويّك" بقذائف الدبابات واستهداف قرية "دير حنا" وبعض مناطق تجمع النظام في بلدة "غمام" بقذائف الهاون، ما أسفر عن خسائر مادية وبشرية في صفوف النظام، علاوة عن استمرار القصف المدفعي والصاروخي والجوي على معظم قرى جبلي الأكراد والتركمان.
وأعلن اليوم "فيلق الشام" عن أسر خمس عناصر من جيش النظام أثناء الاشتباكات الدائرة في الريف، أما عن الأوضاع في جبل الأكراد فقد فرغت معظم القرى من ساكنيها إلا من تقطعت بهم السبل ولم يغادروا بيوتهم، كون معظم الغارات الجوية تستهدف القرى المدنية.
أخبار الآن التقت القائد العسكري "أبو خليل" ليتحدث حول المجريات العسكرية الأخيرة في جبل الأكراد: "يحاول النظام بشكل يومي التقدم نحو نقاطنا ومحارسنا، باستخدام سياسة الأرض المحروقة، ولا نعوّل على المؤتمرات الخارجية التي تجري بخصوص سوريا، فلا مصالحات ولا هدن مع النظام الذي قتل أهالينا، واليوم يهجّر من تبقّى منهم نحو الشريط الحدودي رغم الظروف المعيشية الصعبة".