سيف محمد
أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)
لم يفهم الكثير من نشطاء الرقة حملة داعش الأخيرة والتي بدأت من 25/11/2015 في مصادرة الكثير من البيوت في الرقة المدينة، خصوصا مع قيام الكثير من عناصر "المهاجرين" في الرقة المدينة بنقل عائلاتهم منها، وبقيت هذه الحالة تشكل علامة استفهام كبيرة، ولكن "لا جرأة لنا بالسؤال عن ذلك" كما يقول "مصعب" وهو من ناشطي الرقة القلائل الذين يستطيعون التسلل واختراق أجهزة المخدمات التي تخضع لرقابة شديدة من تنظيم داعش، ويكمل مصعب، وهو اسم مستعار اختاره صاحبه": "ولكن قبل يوم من القصف الذي قام به الطيران الروسي لشارع 23 شباط وضحت الحقيقة، فهذه البيوت تتركز بأغلبها في هذا الشارع والذي شاهد كثيرون عمليات تنظيف وإصلاح لها وليتوقف عندها مساء يوم القصف "باصين" يُعتقد أنهما من الباصات التي قيل أنها تنقل عناصر التنظيم المحاصرين في الحجر الأسود ومخيم اليرموك! .. فما كان من الطائرات الروسية بعد ذلك إلا أن تغير وجهتها، وعند الثانية من نفس الليلة على الحي الذي لا يحوي ولا مقرا لداعش.
وفي الرقة المدينة أيضا أبلغ تنظيم داعش أهل الشاب "مهيار العثمان" 32 عاما، والمعتقل لدى التنظيم منذ ثلاثة أشهر أنهم قد قاموا عليه حدّ القتل وهو الحد الذي يقام على غالبية من قتلهم التنظيم من شباب الرقة دون تهمة واضحة.
داعش يرفع منسوب بحيرة سد الفرات
أما في الريف الغربي، الذي نال النصيب الأكبر من القصف، وفي مدينة "الطبقة" التي يعرفها الروس جيدا "فهم من أنشأوا فيها سد الفرات وبنوا المدينة الجديدة في سبعينيات القرن الماضي"، قام الطيران الروسي بتنفيذ ثلاث غارات على الطبقة المدينة التي يقوم تنظيم داعش بعمل خطير وغير مسبوق في رفع منسوب بحيرة سد الفرات إلى مستويات جد خطرة، الأمر الذي يقول عنه المهندس "محمد عياش" من ملاك سد الفرات والمقيم حاليا بمدينة "كلس" التركية: "اذا استمر الامر على ما هو عليه فسيشكل ذلك كارثة أولا على جسم السد نفسه وثانيا على القرى والبلدات المحيطه بالبحيرة نفسها".
وفي ذات السياق قام عناصر من التنظيم اليوم بإبلاغ أهالي قرية "صفصاف تحتاني" بضرورة إخلاء منازلهم نظرا لارتفاع منسوب المياه.
ويكمل المهندس محمد: "ما يفكر به داعش لا يمكن التكهن به، خصوصا وأنه في هذه الفترة يكون النهر في أغزر حالاته وذلك بسبب الأمطار والثلوج وأيضا اكتمال امتلاء بحيرة أتاتورك في تركيا، مما يسمح بزيادة كميات المياه المتروكة، وسبب آخر هو توقف مشاريع الري خلال هذا الفترة بالعموم، أنا أحذر وبشدة مما يفكر به داعش".
حصار قوات سورية الديمقراطية" لريف تل أبيض .. النظام متنكرا
وإلى الغرب الشمالي باتجاه سد تشرين، خفت حدة المعارك تماما بعد ان استولت "قوات سورية الديمقراطية" على ناحية "أبو قلقل" وأصبحت على بعد 20 كيلومترا عن قرية "شمس الدين" أول قرية تتبع إداريا لمحافظة الرقة من الجهة الغربية، والتي قام تنظيم داعش بقطع طريق الرقة – سد تشرين- منبج إلى الشمال منها في قرية "تل عثمان" والتي تقع بدورها إلى الجنوب الشرقي من سد تشرين وعلى بعد 20 كم عنه.
أما في الريف الشمالي، فلا زالت "قوات سورية الديمقراطية" لليوم الرابع عشر على التوالي في محاصرتها للمناطق الواقعة في ريف "تل أبيض" الجنوبي؛ والتي يسيطر عليها لواء ثوار الرقة وهي ما مجموعه 123 قرية ومزرعة.
ومن خلال حصارها تمنع عن جميع الأهالي الخبز والدواء والوقود وأيضا تمنع على لواء ثوار الرقة الدخول إلى تل أبيض أو حتى إسعاف جرحاهم كما صرح "أبو معاذ" مدير المكتب الإعلامي للواء ثوار الرقة والناشط في مجال التوثيق "أحمد الحاج صالح".
من آثار القصف على مدينة الطبقة