أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)

شنت قوات النظام السوري، مدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات الأفغانية، هجوما واسع النطاق فجر يوم الإثنين بغية السيطرة على مدينة "الشيخ مسكين" بريف درعا الشمالي الغربي.

بدأ الهجوم بإسناد جوي من الطيران الحربي الروسي الذي شن عشرات الغارات الجوية على المدينة، حيث أعلنت فصائل الجيش الحر النفير العام في كافة أرجاء المحافظة بغية التصدي لمحاولات الاقتحام للقوات البرية التي بدأت التقدم من عدة محاور وسط اشتباكات عنيفة جرت بين الكتائب المرابطة والقوات المهاجمة استمرت حتى مساء الإثنين.

تفاصيل ومجريات المعارك

خسائر كبيرة تكبدتها قوت النظام وحلفاءها خلال المعارك اليوم، فبعد ساعات من القصف التمهيدي لعملية تقدم برّية مفترضة، خسرت قوات النظام والميليشيا الداعمة لها قرابة الثلاثين عنصرا وعدد من الآليات العسكرية بالرغم من الغطاء الجوي الذي استهدف المدينة بأكثر من 55 غارة جوية.

"أبو المجد الحوراني" عضو ملتقى "أحرار مدينة الشيخ مسكين" تحدث لأخبار الآن عن تفاصيل المعركة قائلا: "بدأت مدفعية النظام باستهداف المدينة بعشرات القذائف منذ مطلع فجر الإثنين ليتبعها سرب من طائرات السيخوي الروسية شنت قرابة العشرين غارة جوية وسط هجوم بري من المحور الشمالي، إلا أن فصائل الثوار تمكنت من إعطاب دبابتين وصد محاولة الإقتحام الأولى".

ويتابع الحوراني "بعد إعلان النفير العام دخلت إلى المدينة مؤازرات ضخمة من الثوار وانتشرت على تخوم المدينة بسلاحها الثقيل والمتوسط، حيث بدأ الإقتحام الثاني من محور محطة الكهرباء تمكّن خلالها الجيش الحر من إيقاع ميليشيات النظام البرية في كمين وسط حقل من الألغام سقط على إثره قرابة العشرين عنصرا مما أجبرها على الإنسحاب أيضا واستمرت الاشتباكات حتى المساء".

كما أفاد الحوراني بوصول ما يقارب 32 جثة لمشفى إزرع من بينهم ضابط وعدد من عناصر حزب الله اللبناني جراء الاشتباكات مع الثوار؛ التي أفضت إلى انسحاب القوات المهاجمة مع عدم تمكنها من التقدم إلى داخل المدينة.

الشيخ مسكين ومحاولات الاقتحام المتكررة

استطاعت قوات النظام وحلفائها استعادة السيطرة على منطقة الإسكان العسكري والمنطقة الصناعية، إضافة لأجزاء من اللواء 82 المحرر مطلع شهر نوفمبر الماضي لتصبح بذلك مركزا لانطلاق قواته باتجاه أحياء المدينة، حيث حاولت التقدم عدة مرات بغية الوصول إلى طريق "نوى- الشيخ" وطريق "إبطع- الشيخ" بغية حصار المدينة، إلا أن فصائل الجيش الحر تداركت الوضع وأعلنت عن تشكيل "غرفة عمليات مشتركة" وأطلقت معركة "رد الطغاة" حيث تمكنت من استعادة المنطقة الصناعية وبعض النقاط المتقدمة بالقرب من منطقة الإسكان العسكري وأوقفت بذلك زحف قوات النظام. 

الأهمية الإستراتيجية لمدينة الشيخ مسكين

تتوسط مدينة الشيخ مسكين محافظة درعا إلى الغرب من مدينة إزرع أحد أكبر معاقل قوات النظام جنوب سوريا، وتعد نقطة تنسيق متقدمة ومتوسطة بين قيادة الفرقة الخامسة والمتواجدة في إزرع، والفرقة المدرعة التاسعة المتواجدة في الصنمين، وكانت تُعتبر من أهم معاقل النظام ومن أهم نقاط "المثلث الناري" لقواته لمنع كتائب الثوار من التقدم باتجاه العاصمة دمشق، لكن الأخيرة تمكنت من كسر هذه القاعدة وأعلنت السيطرة على المدينة في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي بعد معارك ضارية استمرت لعدة أسابيع، وهو ما جعلها هدفا متكررا لمدفعية وطيران الأسد مسببة فصلا جديدا من نزوح الأهالي.