أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

جيل جديد من الارهابيين يطفو على السطح ويهدد العالم بهجماتِه المتكررة، وطرقِ انتهاكاته البشعة، جيل ينتمي الى داعش، يعتمد على الغاية تبرر الوسيلة الاجرامية.  

هجمات باريس الأخيرة وفق صحيفة "واشنطن بوست" سلطت الضوء على صعود هذا الجيل من الإرهابيين. جيل لا يعترف بالفرق بين الجريمة المنظمة والتطرفِ الديني، ويسخّر أفرادُه المهارات التي اكتسبوها سابقا في القيام بالعمليات الإجرامية وخرق القانون  لخدمة أهداف داعش.

و في خطوة لدعم هجماته، يقوم داعش بإنشاء جيش من الموالين له داخل أوروبا، يشمل عددا كبيرا من قُطّاع الطرق والسجناء السابقين، وذلك في مؤشر على تحول طبيعة التطرف في حقبة الخلافة المزعومة، التي أعلنها داعش.  

بدلاً من تخلي المجندين الجدد بالتنظيم عن حياة الإجرام وطي هذه الصفحة، فإنهم يعمدون إلى استغلال مهاراتهم الخارجة عن القانون لتمويل شبكات التجنيد وتوفير مصاريف سفر المقاتلين الأجانب، بما أن ما اكتسبوه من إجرامهم في الماضي، يجعل بإمكانهم الولوج بشكل أسهل للمال والسلاح، وهو ما يشكل تهديدا من نوع جديد بالنسبة للسلطات الأوروبية.

وبحسب مقال "واشنطن بوست" قبل أن يبرز عبد الحميد أباعود، بصفته المشتبه الرئيس وراء تنفيذ هجمات باريس الشهر الماضي، فقد ارتبط اسمه بشبكة من اللصوص المتطرفين، وهذه العصابة، تضم شبابا كانوا مستعدين للذهاب للمشاركة في القتال بسوريا والعراق، كانوا يعترضون سبيل السياح وينهبون ممتلكاتهم، ويقومون بالسرقة داخل المحلات التجارية.

الصورة التى تتجلى الآن فيما يتعلق بآلة داعش فى أوروبا تشي بأن التنظيم يختلف عن تطور القاعدة التى أعتمدت بشدة فى السنوات الأولى من تأسيسها على مجندين من المتطرفيبن دينيا ورعاة أجانب أثرياء. و    على العكس من ذلك، فإن مجنَدي داعش يستخدمون مهاراتهم الإجرامية  لتمويل التنظيم. 

فأبا عود، قام بعدد من الجرائم وطُرد من منزله فى سن السادسة عشر، وأصبح متطرفا فى عام 2013، وذهب للقتال فى سوريا. 

لكن حتى خلال عودته القصيرة إلى بلجيكا بعدها بعام، ظل يرتكب جرائم السرقة، ويوضح المسؤولون أن الشبكة الإرهابية التي كونها أبو عود فى باريس كانت مختلفة عن عصابته فى بلجيكا التى كانت ترتكب جرائم صغيرة ولم تنفذ هجمات فى أوروبا، بل قامت بتجنيد مقاتلين ومولت عمليات نقلهم للشرق الاوسط. 

كما كشفت الصحيفة أن مسؤولا فرنسيا على اطلاع بالتحقيقات التي تتم بشأن هجمات باريس، أكد أن التشريحات الطبية كشفت وجود مادة الكابتاجون المخدرة داخل جثث عدد من منفذي الهجمات