أخبار الآن | درعا – سوريا (سارة الحوراني)
تتفاقم معاناة أهالي مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي يوماً بعد يوم، إثر الحصار الشديد الذي تفرضه قوات الأسد على المدينة منذ 12 يوماً، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة إنسانية في مختلف مجالات الحياة الرئيسية.
وحذر السيد "محمد" المسؤول في المجلس المحلي لمدينة الصنمين التابع للحكومة السورية المؤقتة من استمرار الحصار فيما لو استمر لعدة أيام قائلاً لأخبار الآن: "إن الموقع المعقد لمدينة الصنمين من حيث إحاطة المدينة بالقطع العسكرية والحواجز التابعة لقوات الأسد والمليشيات المساندة له، يمنعا من إدخال المواد الغذائية إلى المدينة إلا عبر المنافذ الخاضعة لسيطرة النظام، والتي تمنع إدخال أي شيء للمدينة منذ 12 يوماً" مشيراً إلى أن الحصار المطبق على المدينة بدأت تأثيراته تظهر على الأهالي والذين يعتمدون على قوتهم اليومي من مخزونهم الخاص الذي بدأ ينضب.
بدء نفاذ العديد من المنتجات الرئيسة في المدينة
وبيّن المسؤول بأن "أي مقومات للصمود على المدى القصير تنعدم لعدة أسباب أهمها أن غالبية الأهالي يعملون في دمشق أو في سوق الصنمين ونتيجة لإغلاق الطريق باتت تلك الغالبية من الأهالي عاطلة عن العمل، والتي لا يتخطى مدخولها اليومي 3 دولار، موضحاً أن أهم المواد التي أخذت بالنفاذ من المدينة هي الخضار، ولعدم وجود مشاريع لزراعة الخضروات في المدينة واعتمادها على منتجات المدن والبلدات المجاورة زاد من صعوبة تأمينها، كذلك قلة المواد الأساسية كالسكر والأرز والبيض والحليب بالإضافة إلى الأدوية بكافة أنواعها وخاصة أدوية الأمراض المزمنة كالسكري والضغط".
مناشدة الجهات الداعمة
ووجه السيد محمد المسؤول في المجلس المحلي لمدينة الصنمين رسالة إلى الجهات الداعمة طالبهم فيها "بضرورة جعل مدينة الصنمين من ضمن أولويات عملهم أو معاملتها باستثناء، من خلال منح المجلس المحلي المال اللازم لتخزين المواد الغذائية، وتنفيذ المشاريع الخاصة للتخفيف من وطأة الحصار المفروض على المدينة، مشيراً إلى أن الجهات الداعمة رفضت تقديم أي دعم لهم كون أولوية الدعم تذهب إلى المناطق المحررة من قوات الأسد مستثنين مدينة الصنمين كونها محاصرة".
إخضاع الجيش الحر وتسليم سلاحه هدف الحصار الرئيسي
وعن سبب الحصار الذي فرض على المدينة يقول الناشط الإعلامي في مدينة الصنمين "أبو إيناس الحوراني" لمراسلة الآن: "بدأ الحصار منذ 12 يوماً بعد قيام الجيش الحر بقتل ضابط وخطف آخر من قوات الأسد إثر قيام عناصر حاجز "الفقيع" باعتقال شاب من أبناء المدينة وسوقه إلى التجنيد الإجباري"، مشيراً إلى أن قوات الأسد تهدف من فرضها الحصار إجبار الجيش الحر في المدينة على الخضوع وتسليم السلاح لقوات الأسد وفرض سيطرتها الكاملة على المدينة، حيث تحيط بمدينة الصنمين ستة حواجز لقوات النظام أشدها وأخطرها حاجز الفقيع وقائده الرائد رواد العلي وهو المسؤول عن أغلب المجازر في المنطقة واعتقال كثير من أبناء المنطقة.
وأوضح الحوراني بأن بعض تأثيرات الحصار أخذت تنعكس على ارتفاع أسعار المواد الأساسية والغذائية والدوائية وحليب الأطفال والمحروقات بشكل كبير، حيث يصل عدد سكان المدينة إلى أكثر من 70 ألف نسمة من بينهم ما يقارب 40 ألف نسمة نزحوا إلى المدينة من المدن والبلدات الأخرى، وباتوا محاصرين مع سكان المدينة الأصليين.
يشار إلى أن مدينة الصنمين تقع في منصف المسافة بين دمشق شمالاً ومدينة درعا جنوباً، حي تتوسط أيضا العديد من مدن وقرى وبلدات ريف درعا الشمالي الأمر الذي جعلها مركزاً اقتصادياً وخدمياً هاماً، وتتبع لها إداريا العديد من المدن والبلدات الهامة كإنخل والحارة وعقربا وكفر شمس ودير العدس وكفر ناسج ودير البخت وغباغب وجباب بالإضافة إلى وجود مقر قيادة الفرقة التاسعة، ويوجد حولها عدد كبير من الكتائب والألوية التابعة لقوات الأسد.