أخبار الآن | الرقة – خاص – (عزام الحاج)

يُعتبر "لواء ثوار الرقة" واحداً من أكثر الفصائل المسلحة ارتباطاً بالثورة والتزاماً بطابعها الشعبي الوطني ووفاءاً لقيمها وأهدافها، وليس ذلك لأن أفراد اللواء هم من أبناء المنطقة الذين لم يسايروا أو ينخرطوا في برامج وأجندات وفدت من خارج الثورة وحسب، بل لأن مسيرة اللواء منذ تشكيله حتى اليوم بقيت أمينة لتصور "الجيش الحر" كأداة ثورية للدفاع عن المدنيين وإسقاط النظام وإقامة دولة مدنية، دولة كل السوريين.

اللواء الذي ساهم في تحرير محافظة الرقة وطرد سلطات النظام الأمنية والإدارية والعسكرية منها في ربيع العام 2013 تصدى لتنظيم داعش وتحمل منفرداً، تقريباً، عبء مواجهته في الرقة منذ ذلك الوقت. إلّا أن استقلالية اللواء، سواء عن الأجندات غير الوطنية أم التمويل الخارجي، وضعته في امتحان قاس ودفعته مؤخراً إلى الدخول في تحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي يتحكم بما يُسمى "وحدات حماية الشعب الكردية"؛ التحالف الذي سبب له نقداً شديداً من قبل أبناء المحافظة نظراً لدور طرفيه وغموض آفاق العلاقة بينهما وما يعلنه الحليف الكردي من نوايا وما ينفذه من ممارسات على الأرض.

يتلازم اسم لواء ثوار الرقة باسم قائده "أحمد علوش"، الملقب بأبي عيسى. أبو عيسى الأربعيني، الذي طابق خط حياته الشخصية مسار الثورة خلال السنوات الخمس الأخيرة بكل ما فجرته من تحد وشجاعة وتضحية وعمل وذكاء وكل ما فرضته من آلام وخسائر وخيبات وانكسارات على ناشطيها ومناضليها.

مراسل "الآن" توجه ببضعة أسئلة إلى قائد "لواء ثوار الرقة" في ما يخص معركة تحرير الرقة المرتقبة ودور اللواء وموقفه من سلوك "وحدات حماية الشعب"، وخاصة بعد استشهاد أحد مقاتلي الجيش الحر باعتداء نفذته هذه الوحدات مؤخراً.

هل يمكن أن نرى الرقة محررة من تنظيم داعش قريباً؟.

في الحقيقة، نحن على أُهبة الاستعداد وننتظر ساعة الصفر بفارغ الصبر لتحرير الرقة في القريب العاجل

مَنْ يحدد ساعة الصفر؟.

لا يمكن لجهة واحدة أن تعلن ساعة الصفر، لأن لنا شركاء. قوات التحالف العربي وقوات أخرى

هل اللواء قادر على تحرير الرقة بمفرده؟.

نعم نحن، أهل الرقة، أعلم من غيرنا. نحن قادرون على تحرير الرقة، إذا توفر السلاح اللازم، ولكن ضعف العدة يتطلب مشاركة من فصائل أخرى [في إشارة منه إلى الوحدات الكردية على ما يبدو].

وماذا عن عديد وقدرات تنظيم داعش المحلية في الرقة؟

من خلال عملنا الأمني داخل مناطق داعش ومن خلال العمل الدؤوب لمعرفة إمكانيات العدو من حيث العدد والعدة تبين لنا وبإحصائية دقيقة أن عدد المقاتلين من أهالي الرقة حوالي عشرة آلاف مقاتل. قُتل منهم أكثر من 30 بالمئة. وجُرح أكثر من 40 بالمئة. وجزء منهم يقوم بأعمال خدمية

ما هي الطريقة الأنسب للتعامل مع العاملين المدنيين منهم؟

مثلما تعاملنا مع دواعش تل أبيض كذلك سنتعامل مع دواعش الرقة. أتصور أن النسبة الأكبر من الدواعش ستهرب إلى العراق؛ أما مَنْ يلقى القبض عليه، فسيتم محاكمته محاكمة عادلة

هل لدى لواء ثوار الرقة خطة عمل مستقلة بشأن الرقة؟

في الفترة الماضية تم تشكيل مجلس محلي لمحافظة الرقة وتم تشكيل مجالس مصغرة لإدارة المناطق المحررة ولكن كل ذلك متوقف على المساعدات

ما هي علاقات اللواء مع الوحدات الكردية في شمال الرقة؟

بعد استشهاد "مصطفى الهبال" والتوتر الحاصل هناك وبيان جيش العشائر، فأعتقد أن الحادثة لم تؤثر على العلاقات، وأتمنى أن لا تتكرر مثل هذه الحوادث من أي طرف كان.

هل يمكن أن تتحول حادثة كهذه إلى تناحر قومي في المنطقة؟

لا أعتقد ذلك لأن كل طرف التزم بما عليه من واجبات، وقمنا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة بقيادة العميد "علي" وبعد الانتهاء من التحقيق سيقدم الجناة الى محكمة قضائية مستقلة

أخيراً، وعن قدرة اللواء وجيش العشائر على وقف عمليات تهجير سكان قرى تل أبيض من قبل الوحدات الكردية رأى قائد لواء ثوار الرقة أن "مشكلة التهجير يجب أن تتوقف. وأرى أن كل هذة الأمور ستحل خلال الأيام القليلة القادمة".