أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إبراهيم الاسماعيل)
مع اشتداد وتيرة القصف على المدنيين والزحف المفاجئ لمعارك ريف حلب الجنوبي باتجاه المناطق المحررة، ونزوح قرابة نصف سكان المنطقة الجنوبية من ريف حلب ومثلهم في ريف حماة بعد اندلاع اشتباكات متفرقة في ريفها الشمالي، زاد عدد النازحين بشكل واضح وملحوظ وأصبحت متطلباتهم تزيد يوماً بعد يوم مع تزايد الأعداد.
البرد والتهجير والأمراض المنتقلة معهم زادت من نسب الإصابة بأمراض معدية أثناء التجوال. وبسبب المناطق التي سكنوا فيها أو السكن في العراء، تعددت حالات المرض بين الأطفال وكبار السن، الأمر الذي يقابله مباشرة نقص الأدوية والمشافي.
مشروع العيادات المتنقلة
مشروع مشترك بين منظمة أطباء عبر القارات PAC واتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية UOSSM أتى كاستجابة طارئة لحركة النزوح التي حدثت نتيجة القصف والتي طالت مناطق عدة في ريف حلب وحماة وإدلب.
التحرك السريع والاستجابة السريعة جاءت من قبل المنظمتين الطبيتين من أجل تقديم يد العون لهؤلاء النازحين والمساهمة في تخفيف معاناتهم والحد من تفشي الأمراض والأوبئة المعدية.
تمثلت الاستجابة بتسيير ست عيادات طبية متنقلة على مساحة جغرافية واسعة في محافظتي إدلب وحلب، والتي غطت في عملها قرابة الـ 40 قرية ومخيماً لجأ اليها النازحون في المناطق التالية: ريف حلب الغربي الجنوبي، ريف سراقب الشرقي، ريف معرة النعمان الشرقي، ريف أبو الضهور الغربي، ريف ادلب الجنوبي، ريف أريحا الشرقي.
الخدمات التي تقدمها العيادات والمكونات الأساسية لها
استطاعت هذه العيادات المتنقلة تقديم خدمات أكثر تميزاً وتكاملاً حتى من مراكز الرعاية الصحية الأولية الثابتة، مستفيدة من الشراكة المتميزة بين المنظمتين الممولتين للمشروع، مسخرة خبراتها في هذا المجال لتقديم خدمات متكاملة من خلال الكوادر المدربة وخدمات الاستشارة الطبية وخدمات الصحة النفسية وخدمات التغذية والعلاج الدوائي وخدمات التوعية المجتمعية ونظام الإحالة.
كما أن هناك تعاون مع شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة Ewarn لمتابعة الحالات المرضية الوبائية المشتبه بها والتي يتم رصدها من قبل أطباء العيادات المتنقلة أثناء عملهم في المناطق المذكورة آنفاً.
يقول الدكتور "محمد مجد فحام" وهو مدير مشروع العيادات المتنقلة لأخبار الآن: "انطلق المشروع في الأول من شهر تشرين الثاني من العام 2015، حيث بلغ عدد المستفيدين من المشروع في الشهر الأول من انطلاقه أكثر من 12000 مستفيداً بنسبة تقدر بـ 85% منهم من النازحين".
تتنقل العيادات الطبية عن طريق سيارات مجهزة بأجهزة طبية لازمة وخفيفة إضافة إلى الصيدليات المتنقلة معهم وخيم للمعاينات المرضية السريرية وأطباء من الجنسين لتقديم الرعاية الطبية للنساء والرجال على حد سواء.
يضيف الدكتور فحام: "من خلال هذه التجربة الرائدة في الاستجابة السريعة للكوارث والأزمات نرى ضرورة التعاون وتوحيد الجهد بين المنظمات الفاعلة في الداخل السوري لتكون أكثر فعالية وقدرة على تلبية الاحتياجات الملحة للنازحين وللناس الأكثر ضعفاً وفقراً في المناطق السورية".
يجدر بالذكر أن المشاريع المماثلة لمشروع النقاط الطبية المتنقلة جرى العمل به منذ مدة ليست ببعيدة في المناطق غير المخدمة بالمشافي الميدانية أو النقاط الطبية المدعومة والذي استمر لفترة محدودة قبل توقفه بسبب انقطاع الدعم المادي عن المشروع وعدم القدرة على تأمين مبالغ مالية تساعد في العمل لفترة أطول.
تفيد هذه العيادات الطبية المتنقلة في القرى والبلدات المتضررة والمحررة حديثاً والتي تفتقر وبشكل كبير إلى أبسط مقومات العناية الطبية وعدم تواجد الكوادر المؤهلة لافتتاح مراكز طبية أو نقاط اسعاف فيها.