أخبار الآن | دير الزور – سوريا ( مصطفى كمونة ) 

جراء الخسائر الكبيرة التي يتكبدها تنظيم داعش في مصادر تمويله وعلى رأسها النفط وتجارته، يحاول التنظيم سد هذه الفجوة في خسائره الكبيرة والتي تكبدها جراء الغارات التي تشنها قوات التحالف مستهدفة منشآت نفطية شرق سوريا يستخدمها التنظيم في تجارته وتمويل عملياته العسكرية.

الكثير من القوافل التي تنقل مشتقات نفطية تم إستهدافها في غارات لطيران التحالف وكبدت التنظيم الكثير من الخسائر، ما دفع داعش للبحث عن مصادر أخرى للحصول على المال إذا إعتمد تنظيم داعش في تمويل عملياته على عدة مصادر كان على رأسها النفط يليها المخطوفون الأجانب والفدية الكبيرة التي يطلبها مقابل إطلاق سراح المخطوفين، إضافة إلى إتفاقيات وعقود تجارة بينه وبين القوات التابعة للنظام.

أبو محمد لديه أرض زراعية في ريف الحسكة يقول لأخبار الآن: "نبيع المحاصيل الزراعية لتجار من مناطق النظام يقوم بتحميل المحاصيل والتوجه بها إلى الرقة وهناك يقوم بتفريغ نسبة من هذه الحمولة لتنظيم داعش، ولا يكتف التنظيم بذلك بل أيضا يفرض علينا الضرائب أيضا بحجة أنها زكاة أموالنا، يأخذ منا ومن التاجر والمحاصيل المتجهة لمناطق سيطرت النظام يقول أبو محمد هذا التنظيم مثل المنشار تماما في أخذ المال من الناس ".

وكانت عوائد نفط تنظيم داعش تراجعت بشكل كبير خصوصا بعد تدمير أكبر أبار النفط حيث تجاوزت الأبار المستهدفة مائة بئر وكان أهمها وأكبرها حقل العمر، وبحسب مصادر ومحليين إقتصاديين فإن الغارات تسببت بخسائر كبيرة وتراجع عائدات النفط للتنظيم من قرابة المليار دولار سنويا إلى نحو 400 مليون دولار سنويا .

وكان تنظيم داعش يعتمد على النفط ويتم نقله إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام وإلى لبنان أيضا وقليل يتم تهريبه إلى تركيا وإقليم كردستان العراق، لكن تراجع ذلك بشكل كبير خصوصا مع الغارات التي تنفذها طائرات التحالف للأبار التي يسيطر عليها التنظيم سواء في سوريا أو العراق وحتى قوافل الشحن التابعة للتنظيم.

أمام هذه الضغوط والأعباء الإقتصادية التي بات يواجهها داعش، بدأ التنظيم يزيد من ضرائبه التي يفرضها على السكان والمدنيين في مناطق سيطرته كما بدأ يزيد هذه الضرائب على بعض الأعمال في مناطق سيطرته، وبالرغم من الإضاع السيئة والظروف الإقتصادية الأسوأ التي يعيشها الأهالي في مناطق سيطرت التنظيم إلا أنه ضرب عرض الحائط كل شيء ولا يهمه سوى جمع المال.

منشق عن تنظيم داعش يقول لأخبار الآن: "إن التنظيم بات يدرك تماما أن أخر أيامه في المدن الكبرى باتت قريبة جدا ويدرك التنظيم أنها سيعود إلى الصحراء كما حدث معه في العراق سابقا، يقول كنت أسمع من أمنيين وأمراء عراقيين عن معاناتهم في تلك الفترة وكيف أنهم فقدوا كل شيء حتى لم يكن لديهم المال لشراء الطعام وكي لا تعود تلك الحقبة مرة ثانية فإن هؤلاء يحاولون جمع المال وتخزينه لهذه الأيام السوداء التي باتت قريبة وأعتقد أن التنظيم سيبدأ بالإنسحاب إلى الصحراء وربما إستراتيجية جديدة في زرع خلايا له في دول غربية وقيام ببعض العمليات ليظهر وكأنه ممسك بزمام الأمور لكن الحقيقة غير ذلك تماما ".

أما نواف الديري كما طلب أن نسميه خشية من تنظيم داعش فيقول لأخبار الآن وهو من ريف دير الزور: "إن التنظيم يقوم بسرقة المنازل وبيوت المدنيين لكل من نزح عن دياره أو لجأ إلى خارج سوريا يستحل منازلهم محالهم أمالكهم يبيعها يتصرف فيها كما يشاء لقد سرق بيوت ومحال تجارية وسيارات لأحد أقربائي ولم نستطع أن نحرك ساكنا لأننا لا يمكن أن نقول له لا وإلا سنواجه مصير مظلم ربما السجن أو القتل بحجج وذرائع واهية لا نقول سوى حسبنا الله ونعم والوكيل وننتظر بفارغ الصبر ذوال هذا السواد عنا تعبنا ".

خسائر كبيرة تكبدها تنظيم داعش في صفوف عناصره وفي جبهات القتال سواء في سوريا ضد الجيش السوري الحر وفصائل من الثوار وفي العراق أيضا والغارات التي أسفرت عن مقتل العديد من قادته كما كبدته خسائرة كبيرة ليس في الأرواح والعتاد فحسب بل في الإقتصاد أيضا وقضت على جزء كبير من أهم موارده المالية.