أخبار الآن | عين العرب – ريف حلب – سوريا – (حصري)
عمد داعش إلى حرق وإتلاف المزارع والحقول في المناطق التي احتلها قبيل هروبه منها، فضلا عن نهب المحاصيل ومخزون الصوامع، وهو ما زاد من صعوبة الأمر على أهالي المناطق المحررة، لأن الزراعة تُعد مصدر الدخل الرئيس لأهالي تلك المناطق. محمد التريكي من أهالي عين العرب كوباني لم يستسلم لما فعله داعش وأصر على إعادة الحياة إلى أرضه وبساتينه، قصته في التقرير التالي.
لم يتخلَ محمد ترميكي إبن الريف الجنوبي لمدينة عين العرب كوباني عن ما بقي من أشجار الزيتون خاصته التي نجت من تدمير داعش الممنهج قبيل إنسحابه من المدينة، متبعا سياسة الأرض المحروقة التي إستقاها من النظام السوري.
يقول محمد: "قطاع الزراعة هو الأكثر تضرراً في كوباني من معارك الأخيرة , فداعش بعد أن هاجمت كوباني سلبت أغلب المحاصيل التي كانت مخزنة في هذه المنطقة بالإضافة إلى أن بعد انسحابهم كانوا يحرقون الأخضر واليابس من خلال إشعال النيران بشكل عمدي قبل خروجهم أو أنهم يطلقون القذائف الحارقة محرقة مما تسببت في إشعال النيران بالأراضي الزراعية ومن بينها الأشجار".
ولم يكتف داعش بحرق الأرض الزراعية، بل سرق المحاصيل ونهب الصوامع، حيث عرفت المنطقة بجودة ووفرة محاصيلها، قبل أن يفرض داعش عليها حصاراً أدى إلى تراجع كارثي في معدلات الإنتاج.
ويضيف المزارع محمد: "سهل السروج في هذه المنطقة معروفة بغلاتها الزراعية قبل مجيء داعش كنا نقوم بتخزين ما نحتاجه ونصدر الفائض إلى الخارج من زيتون وفستق الحلبي والحبوب بشكل عام , ولكن الحصار الذي فرضه داعش على هذه المدينة منذ عامين وأكثر أدى إلى منعنا من التصدير بالإضافة إلى قلة الأدوية والسماد مما أدى إلى تراجع نسبة الإنتاج لجميع المحاصيل هذا القطاع".
وبالرغم من حرق داعش لنحو سبعين في المئة من الأشجار التي قُدر عددها بمليونين وثلاثمئة ألف شجرة، أكثر من نصفها أشجار زيتون، والإهمال الذي طال قطاع الزراعة في المدينة على مدى عقود من حكم نظام الأسد، إلا أن أهالي المدينة يبذلون كل ما بوسعهم لإعادة إحياء مصدر رزقهم الأول.
ويختم حديثه بالقول: "أجدادنا زرعوا أشجار الزيتون والفستق واللوز بالإضافة إلى الزراعة المروية والبعلية , ونحن نحاول الحفاظ عليه كون الزراعة مصدر الرزق لأغلب الأهالي في المنطقة ولكن في السنوات الأخيرة تضرر هذا القطاع كثيراً وخاصة منذ عام لم ترى هذه الأشجار الماء فكيف السبيل الى الإنتاج".
وينذر تردي وضع الزراعة في المدينة بكارثة حقيقية إذ سيؤدي إستمرار الأوضاع المتردية إلى خسائر تجاوز الخمسة مليارات دولار وفق ما يؤكده باحثون، فضلا عن هجرة عدد كبير من أهالي المدينة.