أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

لعل معركة "صد الأحزاب" التي أطلق عليها الثوار هذا الاسم في ريف اللاذقية، هي من أطول المعارك وأشرسها التي شهدها ريف اللاذقية المحرر؛ فقدان السيطرة على مناطق، واستعادتها في اليوم التالي، قصف روسي مستمر براً من المدفعية المتمركزة على التلال القريبة من القرى الموالية، وقنابل عنقودية بحراً من البوارج الحربية الروسية، وجواً لا تفارق السماء طائرات الميغ والسوخوي الحديثة والتي تصب حممها فوق رؤوس المدنيين والعسكريين سواء.

منظومة الصواريخ S400 لا جدوى لها أمام صواريخ غراد

قام الثوار يوم أمس 14-12 بقصف عدد من النقط الحيوية في محاولة تعطيل مطار حميميم، أو على الأقل بث الخوف والرعب في صفوف النظام والعناصر الروسية المتواجدة فيه، وتكبيدهم خسائر معنوية ومادية من جهة، ومن جهة أخرى؛ إثبات أن يد الثوار تطال "المارد الروسي" رغم وجود أحدث منظومة صواريخ في العالم.

أخبار الآن التقت مع "أبو خالد" أحد عناصر الجيش الحر في جبل الأكراد ليتحدث حول قصف مطار حميميم: "بعد استشهاد خيرة شبابنا في ريف اللاذقية، وتهجير أهالينا المدنيين، ومجازر دوما، لا بد أن نذيق النظام ودبّه الروسي جزءا بسيطاً من الحمم التي يصبها على رؤوسنا كل يوم، صواريخنا تصل إلى عقر دارهم، صاروخ واحد عليهم يوازي مئة صاروخ علينا"؟

الثوار يواصلون إفشال خطط النظام في جبل الأكراد

لا يخفى على أهالي ريف اللاذقية المحرر أهمية "جبل النوبة" الإستراتيجي، فهو يطل على العديد من قرى جبل الأكراد وعلى عدة قرى موالية للنظام وأهمها قرية "كفرية"، والتي تعد أحد خطوط الدفاع الأولى باتجاه القرى الموالية، حيث حاول النظام وعلى مدار الوقت بسط سيطرته على هذا الجبل، ولكن قوات الثوار كانت له بالمرصاد.

وشهد يوم أمس الإثنين ومنذ ساعات الفجر الأولى معارك طاحنة زج فيها النظام جميع ما يملك من أسلحة للتغطية النيرانية الكثيفة سواء بالطيران أو المدفعية الثقيلة والرشاشات، ومن ثم محاولة الاقتحام البري المدعم بعناصر من "القوات الخاصة"، لكن قوات الثوار قامت بقتل وجرح العديد منهم، وإجبار ما تبقى منهم على التراجع.

أخبار الآن التقت الناشط الميداني "أبو علي" وتحدث حول آخر اشتباكات جبل النوبة: "هذا الجبل له أهمية خاصة لثوار الساحل، وندعوه بجبل الشهداء لكثرة من فقدوا أرواحهم أو أصيبوا أثناء الدفاع عنه، ودماء شهداؤنا وجرحانا لن تذهب هباءً، ولن تمر قوات النظام إلا على جثثنا، وسنستمر في دحرهم إلى أن يعرف النظام ومن والاه حق المعرفة أن جبلنا هو لنا ولن نتخلى عنه".

وفي ذات السياق، شهدت "قمة غزالة" القريبة من "قمة النبي يونس" الإستراتيجية اشتباكات عنيفة بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام، في محاولة الأخير تأمين القمة، حيث فقد النظام على اثر الاشتباكات ما لا يقل عن عشرة قتلى من جنوده.

وتشهد قوات النظام حالة تراجع معنوي بين صفوفها، حيث رصدت عدة مكالمات بين جنود وضباط يطالبون بالانسحاب من إحدى النقاط، نتيجة خوفهم من هجمات الثوار، والضباط لا يأبهون بهم ويحثونهم على "الثبات".