أخبار الآن | حماة – سوريا – (مكسيم الحاج)
باتت دلالات عجز النظام على تعويض النقص البشري الكبير والحاصل في صفوف عناصره وقواته وميلشياته جراء معارك الاستنزاف الأخيرة التي خاضها بريفي حماة وحمص واضحة بقوة جراء طلبه لعشرات الآلاف من المدنيين الشبّان للخدمة في صفوف الاحتياط، ودفع موظفيه العاملين في مؤسساته ودوائره الحكومية إلى القتال بجانبه، إضافة لطلبة الجامعات وآخرها للمدنيين العاطلين عن العمل والشبّان ما دون الثامنة عشر عاماً.
تشكيل "لواء حماة"
في آخر خطب صلاة الجمعة المقامة في مساجد مدينة حماة السورية وسط البلاد، أمرت مديرية الأوقاف أئمة المساجد حثّ الشباب والرجال على التطوّع في صفوف النظام وقواته، والخدمة في ميلشياته لتعويض النقص الحاصل في صفوفه، بهدف حماية حماة من "العصابات المسلحّة" كما يقول التعميم الصادر عن الأوقاف، بالإضافة إلى تعميم آخر قرار صادر عن محافظ حماة "غسان الخلف" بتشكيل لواء عسكري جديد تابع لجيش النظام وهو "لواء حماة" الذي يهدف لحماية محافظة حماة.
وتحدث الناشط الميداني "محمد الحموي" بأن التعميم صدر للمرة الأولى عن مجلس محافظة حماة رغم أنه يحمل طابعاً عسكرياً، وهو تشكيل لواء لخدمة أبناء محافظة حماة بداخله بعقود عمل مؤقته، تتراوح فترات التطّوع فيه من الستة أشهر إلى العام، والعامين والثلاثة أعوام، ضمن رواتب شهرية تصل إلى 35 ألف ليرة سورية، أما الموظفون المتطوعون في اللواء فلهم نصف راتبهم الذي يتقاضونه عن طريق مؤسساتهم الحكومية بالإضافة إلى 35 ألف ليرة سورية.
وتعبر هذه هي التجربة للأولى بتسلّم مجلس مدني الشؤون العسكرية، حيث حوّل العمل العسكري إلى عقود عمل تتراوح ضمن مدّة محددة، وهو ما يوصف بـ"المرتزقة" في العرف الدولي.
وبحسب الناشط الإعلامي "سيف" يتزامن إصدار هذا القرار مع قرار القيادات الأمنية في حماة بإسناد أمور حواجز مدينة حماة إلى الموظفين العاملين في مؤسسات الدولة صباحاً، فيما سيتولى عناصر "كتائب البعث" من طلاب الجامعات والمدارس أمر حراسة تلك الحواجز ليلاً، إضافة لعناصر هذا اللواء المشكّل حديثاً، مع بقاء مسؤولين أمنيين من قبل النظام رؤساء لتلك الحواجز كنوع من الرقابة.
مهام "لواء حماة" هي القتال في معارك الريف الحموي، إذ يتم زجّ غالبية المتطوعين إلى الخطوط الأمامية في جبهات مدينة مورك واللطامنة بريف حماة الشمالي، كما أن من أهم مهامه مساندة النظام في معاركه خارج حدود محافظة حماة.
"المرتزقة الجدد" .. موظفون وطلبة وعاطلون عن العمل
ويعمل النظام على استغلال أوضاع العاطلين عن العمل في ظل توقف غالبية المعامل والمحال التجارية في حماة، وحاجة آلاف العائلات لإجبارهم على الخدمة في صفوفه وإغرائهم بالرواتب الشهرية والأموال والسلطة والعمل تحت مظلة المخابرات والنظام.
يقول "خالد" الطالب الجامعي في حماة، أن قائد كتائب البعث ونائبه في سوريا قاموا بجمع عدد كبير من الطلبة الجامعيين في مدرّج الباسل في كلية الطب البيطري في حماة الأسبوع الماضي للاستماع إلى طالبهم ومقترحاتهم في سبيل تطويع عدد أكبر من الطلبة في صفوف كتائب البعث في سوريا.
وبحسب خالد، فقد تحدث قياديو كتائب البعث أثناء الاجتماع بأنه من المتوقع في مطلع العام القادم صدور قرارات تخص الطلبة تسهل تطويعهم في صفوف كتائب البعث، أهمها بأن الطالب المتطوع في كتائب البعث يخدم لمدة عام واحد فقط في صفوف النظام، ويعفى من الخدمة الاحتياطية، ويخصص له راتب 25 ألف ليرة سورية، ولا تحسب سنين خدمته من سنوات رسوبه في كليته الجامعية، كما سيكون له وضع خاص في جيش النظام يختلف عن باقي العناصر المتطوعة من أجل تسهيل إجازاته ونوع خدمته الميدانية.
إعادة ثقة الموالين للنظام!
من جهته، أشار "أبو يمان" القيادي العسكري في الجيش الحر بحماة بأن مقتل مئات العناصر من قوات النظام وميليشاته رغم مساندة القوات الإيرانية واللبنانية والروسية للنظام أثارت غضب مواليه بشكل كبير خاصة في قرى وبلدات ريف حماة الموالية للنظام، وبات تحقيق أي تقدم على حساب المعارضة ضرورياً وملحّاً لإرضاء قاعدته الشعبية وهذا لا يتحقق إلا إن عمل على جلب آلاف العناصر وتشكيل ألوية "كتائب البعث" و"لواء حماة". والمغريات الماديّة والتسهيلات التي يقوم بها النظام للمتطوعين في صفوفه ليست إلا تسهيلات وهمية تقدّم للمتطوع في الشهر الأول من خدمته ولكن النظام سرعان ما يقوم بقلب الطاولة على جميع الشروط والبنود المبرمة ليبدأ بقطع تلك الرواتب وزج تلك العناصر التي لم يقم بتدريبها على القتال حتى على الخطوط الأولى الساخنة ليعاملهم معاملة المقاتلين المرتزقة.