أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (محمد السالك)
وصلت المجاعة في بلدتي "مضايا وبقين" مرحلة حرجة بعد الحصار الخانق الذي تتعرض له منطقة الزبداني منذ بداية الحملة العسكرية التي شنها النظام وحزب الله بداية تموز/ يوليو الماضي، حيث يخضع حوالي "50" ألف نسمة لحصار غذائي يسجل معه يوميا عشرات حالات الإغماء للأطفال والنساء بسبب النقص الشديد في الغذاء وسط حالة جنونية من ارتفاع الأسعار، فقد وصل سعر كيلو الأرز إلى "22" ألف ليرة ووصل سعر كيلو حليب الأطفال إلى "40" ألف ليرة.
الوضع الإنساني والمجاعة
طرحت "لجنة المصالحة" في المنطقة عدة مبادرات للحل تتضمن خروج الثوار إلى إدلب مع أهاليهم وتسوية وضع من يرغب بذلك، وفك الحصار عن المنطقة والسماح بدخول المواد الإغاثية وتفعيل مؤسسات الدولة في المنطقة، وهذه المبادرات جاءت بعد اتفاق هدنة مع النظام وإيران ارتبطت فيها الزبداني ومضايا وبقين بقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، ولكن تم عرقلة تنفيذ بنود تلك الهدنة التي تتضمن فك الحصار وإخلاء الجرحى وإطلاق سراح معتقيلن، وترك المدنيون لمصير مجهول يتضورون جوعا في ظل صمت إعلامي غريب عن المجاعة الحاصلة، وسط حديث عن إلقاء مواد إغاثية للفوعة وكفريا من الطيران وهو ما يعد خرقا للهدنة، ويسعى بعض الأطراف في مضايا وبقين لفك ارتباط مصير البلدتين عن الفوعة وكفريا، وقد استغل النظام هذا الأمر وطلب التسليم الكامل مقابل ذلك، وهو أمر أوقع فتنة بين أهل البلدة بين مؤيد للتسليم ومعارض له، وتعرض قائد المجلس العسكري في مضايا "أبو عبد الرحمن ناصيف" لإطلاق نار بسبب ذلك الخلاف الحاصل، حيث كان يسعى لمصالحة النظام لفك الحصار.
يأتي هذا في وقت شهدت فيه منطقة الوعر في حمص تسوية سبقتها بلدة قدسيا في دمشق، يقول خالد من مضايا: "المناطق التي يتم فيها الحل لم يحدث فيها مثل هذا الحصار الخانق فهم كان لديهم طرق سرية لتهريب المواد بينما نحن مخنوقون بشكل كامل!". ويقول "هيثم" من "بقين" وهو أب لستة أطفال: "أدركونا قبل أن نموت، أولادي لم يأكلوا منذ أيام، أولادي يموتون أمامي!".
وكان النظام قد زرع ألغاما حول مضايا وبقين لمنع تهريب أي مادة غذائية ومنع خروج أي شخص من الحصار، إضافة لعشرات الحواجز والنقاط العسكرية التي تحيط بالمنطقة وتحاصرها، وقد حصل أن سقط عدة ضحايا أثناء محاولة تهريب بعض المواد الغذائية كان آخرهم سقوط أربعة شباب قبل يومين، وتعرض عشرات آخرون لحالات بتر أقدام نتيجة انفجار الألغام بهم.
اعتصام في بلدة مضايا للمطالبة بفك الحصار
وفي سياق متصل، قام أهالي بلدة مضايا والزبداني أمس الجمعة بتنظيم اعتصام غالبيته من النساء والأطفال للمطالبة بفك الحصار عن المدنيين. وأطلق ناشطون "هاشتاغ" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان #استجيبوا، لتسليط الضوء على المعاناة التي يعانيها السكان من النقص الحاد في الغذاء.
وتم رفع لافتات عديدة طالبت بفك الحصار وتحييد المدنيين عن الصراع، وناشد المعتصمون أطراف الصراع لتصفية حساباتهم بعيداً عن المدنيين، ورفعت أيضاً لافتات تدعو لنبذ الطائفية وفك الحصار عن المدنيين سواء في مضايا والزبداني أو في كفريا والفوعة.