أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
أثارت عملية تسوية فريدة من نوعها مع قوات النظام السوري جدلا واسعا لدى الجهات الثورية والمدنية في الجنوب السوري. هذه العملية التي تم بموجبها دخول عدد من المسلحين برفقة عوائلهم فجر يوم السبت إلى مدينة "إزرع" بريف درعا على شكل عدة أرتال من السيارات بشكل سري سالكة عدة طرق منها مدخل مدينة إزرع الشرقي المقابل لبلدة "مليحة العطش" ومدخل المدينة من جهة بلدة "الحراك" وسط تكتم عن مجريات العملية وطبيعة الأشخاص الذين قاموا بتسليم أنفسهم لقوات النظام ولأي الفصائل ينتمون.
تفاصيل عملية التسوية
القيادي في لواء الشهيد أحمد العمر "عمر الشوالي" شرح عبر بيان تم تداوله على صفحات التواصل الإجتماعي عن تفاصيل تلك العملية، والذي أفاد بدخول رتل مؤلف من عدة سيارات بالقرب من إحدى نقاط الجيش الحر المتواجدة على أطراف بلدة مليحة العطش من جهة مدينة إزرع مما استدعى العناصر المتواجدين في النقطة إلى اللحاق بالرتل وإيقاف السيارة الأخيرة بقوة السلاح حيث تبين أنها تحمل عناصر من تنظيم جبهة النصرة من عشيرة الشعيطات الذين لجأوا إلى محافظة درعا إبان سيطرة تنظيم داعش على محافظة دير الزور".
وأردف قائلا: "إن العناصر الذين تم إيقافهم برروا دخول السيارات بإتجاه مدينة إزرع بوجود عملية تبادل سرية للأسرى مع قوات النظام مما استدعى عناصر الجيش الحر إلى تركهم يعبرون على الرغم من حالة الشك بعد إدعائهم بالإنتماء إلى فصيل إسلامي آخر وهو جند الملاحم المنشق عن تنظيم جبهة النصرة".
ويتابع "الشوالي"، بعد دقائق من مراقبة الثوار عن بعد لعملية التبادل المفترضة تفاجأ عناصر الجيش الحر بدخول الرتل بشكل مباشر إلى حاجز قوات النظام على أطراف إزرع بالتزامن مع قدوم سيارة أخرى متجهة من داخل بلدة مليحة العطش إلى مدينة إزرع، وبعد إيقاف السيارة تبين أن من بداخلها أحد أمراء جبهة النصرة وهو "أبو صالح الديري" من عشيرة الشعيطيات والذي ادّعى إنتمائه لفصيل جند الملاحم أيضا، إضافة لإدعائه سلوك الطريق بالخطأ وأن الوجهة هي مدينة "بصر الحرير" مما استدعى عناصر الجيش الحر إلى اعتقاله وإرساله إلى جهة لم يعلنوا عنها بغية التحقيق معه في الحادثة.
مسلحون وعائلات ضمن الاتفاق المبهم
وفي ذات السياق صرح القيادي في فرقة "عمود حوران" المنضوية في صفوف الجبهة الجنوبية "سامر مثقال" لمراسل الآن أن: "عدد السيارات التي دخلت إلى مدينة إزرع يناهز 22 سيارة، منها ثماني سيارات دخلت من محور بلدة مليحة العطش ويبلغ العدد الكلي للأشخاص الذين سلموا أنفسهم لقوات النظام 180 منهم عناصر مسلحة إضافة لعوائلهم".
كما أكد "مثقال" أن العناصر الذين دخلوا إلى مدينة إزرع إنتحلوا صفة "جند الملاحم" رافضا التأكيد على هوية الفصيل المنضوين في صفوفه لأسباب وصفها "بالأمنية".
من جهة أخرى أفاد مصدر مطلع لأخبار الآن رفض الكشف عن هويته أن عدد العائلات التي دخلت مدينة إزرع هي 25 عائلة من عشيرة الشعيطات برفقتهم عشرات المسلحين، قسم منهم من مقاتلي جبهة النصرة وقد دخلوا بعتادهم الكامل وتمت العملية بعد التنسيق مع قوات النظام وبإشراف مباشر من قبل ضباط الجيش السوري.
جدير بالذكر أن تنظيم جبهة النصرة لم يدلِ بأي تصريحات تفند تلك الرواية مما يفتح المجال أمام عدة تساؤلات عن طبيعة تلك العملية فيما إذا كان العناصر الذين سلموا أنفسهم هم خلايا للنظام السوري تم زرعهم في صفوف جبهة النصرة لأغراض تجسسية أم هي تسوية تحمل طابع مبهم لم يشأ التنظيم إظهارها للرأي العام.
جماعة "أبو ماريا القحطاني"
"جماعة أبو ماريا القحطاني" هم مجموعة من مقاتلي جبهة النصرة معظمهم من عشيرة الشعيطات انسحبوا إلى محافظة درعا برفقة عوائلهم بعد أن طردهم تنظيم داعش من منطقة دير الزور مطلع العام الماضي، ويقودهم شرعي النصرة "أبو ماريا القحطاني" الذي حظي بمكانة عالية في صفوف التنظيم في الجنوب. إلا أن سياسة التقارب مع فصائل الجيش الحر التي اتبعها القحطاني لم تؤت ثمارها لأسباب عدة منها حالة التصدع التي شهدها التنظيم في الجنوب نتيجة تركز المعارك ضد لواء شهداء اليرموك المقرب من تنظيم داعش مع إهمال جبهات القتال ضد قوات النظام إضافة لتنظيم الجيش الحر صفوفه في الجنوب السوري تحت مظلة "الجبهة الجنوبية".