أخبار الآن | القلمون – سوريا (رواد حيدر)

لم تمر سوى 24 ساعة على سريان الاتفاقية بين الطرفيين "الحكومة اللبنانية وجبهة النصرة"، حتى استهدفت إحدى الطائرات اللبنانية جرود عرسال ومخيمات اللاجئين السوريين الملاصقة لها، تلاها قصف براجمات الصواريخ على المنطقة ذاتها، أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح آخرين.

نقض الاتفاق ومقتل ثلاثة مدنيين

"خالد رعد"، مدير مخيم المعلمين في عرسال وعضو اللجنة المركزية للنقابة العامة للسوريين، ذكر لأخبار الآن، أن القصف استهدف منطقة الزمراني، إحدى المناطق التي يجب آن تكون آمنة حسب الاتفاق المزعم، في حين أن "حاجز وادي حميد" الذي تكفلت الحكومة اللبنانية بفتحه في وجه المدنيين لا يزال مغلقاً ومُنع المدنيين اليوم من عبوره "لأسباب أمنية".

وبعد أكثر من سنة وأربعة أشهر على اختطافهم، أطلقت جبهة النصرة سراح ستة عشر عسكرياً لبنانياً، مُحتجزين لديها منذ انتهاء معركة عرسال في 7-8-2014.

إطلاق سراح العسكريين في الأول من الشهر الجاري، جاء بعد فشل عدة مبادرات من  قبل وسطاء إقليميين، ورفض متكرر من قبل الحكومة اللبنانية لمطالب النصرة، التي كان أولها وأهمها إطلاق سراح أشخاص موجودين في السجون اللبنانية، إلا أن اتفق الطرفان على التبادل ضمن عشرة بنود.

من أهم البنود المُتفق عليها، فتح ممر آمن للمدنيين بين عرسال وجرودها وهو أحد الشروط الملزمة، تأمين إغاثة بشكل شهري للاجئين، اعتبار منطقة وادي حميد "منطقة آمنة" للمدنيين، الإفراج عن عدد من المعتقلين في السجون اللبنانية ونقلهم الى جرود عرسال، من ثم تخييرهم بين البقاء أو الانتقال حيث شاؤوا.

وخرج على إثر هذه المعاهدة تسعة وعشرون شخصا بينهم أربعة أطفال من معتقلات النظام السوري والسجون اللبنانية، حسب قائمة نشرتها النصرة. أبرز الأسماء التي جاءت في القائمة "سجى الدليمي" الزوجة السابقة لزعيم داعش "أبو بكر البغدادي"، إضافة لـ "جمانة حميّد" من بلدة عرسال والمتهمة بإدخال متفجرات والتجهيز لعمليات إرهابية داخل لبنان.

ما خلف تبادل الأسرى

المفاوضات بين جبهة النصرة والحكومة اللبنانية تعرقلت مرات عدة، ففي البداية كان الاختلاف في مضمون المطالب، وحين أُتفق على المطالب اختلف الطرفان على آلية التطبيق.

هنا يتحدث قائد إحدى فصائل الجيش الحر العاملة في القلمون الغربي "فضّل عدم ذكر اسمه" لأخبار الآن، أن المفاوضات بقيت سرية طيلة أسبوع كامل، إلا أن تسرّبت قبل 72 ساعة من توقيت التبادل.

المرحلة الأولى كانت بإطلاق سراح 12 معتقلة لدى سجون النظام السوري، وتأمينهم الى مدينة التل، لتأتي المرحلة الثانية بتطبيق الاتفاقية بين النصرة والحكومة اللبنانية بالبنود التي ذُكرت سابقاً.

وكان من المُلاحظ أن المُفرج عنهم من سجون النظام السوري يملكون نفس الكنية، وهو ما علّق عليه القائد العسكري بقوله: "المستفيدون من هذه المفاوضات هم أقرباء قادة في جبهة النصرة، وإن لم يكونوا كذلك، فهم من المقربين للجبهة وتصل بينهم علاقة وطيدة أو علاقة عمل".

وأشار القائد العسكري إلى أن سجن رومية مليء بالمعتقلين، وفيه شخصيات دعمت الثورة السورية بكل ما تملك، كحال الشيخ "عمر الأطرش" الذي ظهر في فيديو مسرّب، قبل أربعة أشهر، وهو يُعذب، وآخرين من الجيش الحر وهم كُثر، ولم يكن لهم أي عمل عسكري ضد الجيش اللبناني، إنما كان ذنبهم الوحيد دفاعهم عن أرضهم ضد حزب الله.

وختم بقوله، المفاوضات آتت أُكُلها بالنسبة للطرفين، ولن يتم التفاوض بعد الآن على أي اسم، معتبراً الاتفاقية والمفاوضات تمت "لشخص الأمير".