أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)

يبدو أن الطائرة الروسية التي أسقطتها المقاتلات التركية وجدت ميدان ثأرها في أهالي مدينة "جسر الشغور". فالمدينة تعاني من قصف مستمر منذ تاريخ تحريرها بشكل كامل من قوات النظام في 25 نيسان الماضي، حيث بلغة نسبة الدمار في البنى التحتية بما يقارب 70%  ذلك، غير القتلى والجرحى من المدنين وحالات النزوح الكبيرة جدا.

غارات الثأر الروسي طالت الأموات قبل الأحياء

كثفت المقاتلات الروسية القصف على مدينة جسر الشغور بشكل أكبر خلال اليومين الماضيين. قصف طال العديد من المساجد والمدارس.

"طارق عبد الحق" مدير تنسيقية جسر الشغور، يقول في حديث خاص لمراسل أخبار الآن: "بتاريخ 25 -11 -2015 قام الطيران الحربي الروسي بقصف مدينة جسر الشغور بثلاثة غارات متتالية قرب مدرسة رابعة وجامع سكيف أدت الغارات إلى استشهاد مدني وإصابة ثمانية آخرين".

بعدها مباشرة قامت راجمات الصواريخ المتمركزة في معسكر جورين بقصف مدينة جسر الشغور بخمسين صاروخا أدى إلى استشهاد رجل وزوجته وإصابة اثنين آخرين بجروح ودمارا كبيرا بمنازل المدنيين، وبتاريخ 26 -11- 2015 قام الطيران الحربي الروسي بقصف مقبرة جسر الشعور أدت إلى تدمير أكثر 50 قبرا.

استهداف المدارس والجوامع

"أحمد يازجي" مدير مكتب الدفاع المدني في مدينة جسر الشغور يصرّح لأخبار الآن: "الطيران الروسي لم يفارق أجواء مدينة جسر الشغور من اللحظة الأولى التي أعلن فيها بدء حملته العسكرية في سوريا، واستهدفت الأماكن الحيوية في المدينة والمنشآت الحيوية والمدارس ودور العبادة. ومنذ إعلان تركيا إسقاطها الطائرة الروسية صبت جام غضبها على المدينة وقامت باستهدافها بصاروخين فراغيين من الطائرات واستهدفت منزلا ومدرسة أدى على سقوط قتيل وإصابة ستة أفراد من عائلة واحدة ، وتم انتشال العائلة من تحت الأنقاض وإصابة أحدهم خطيرة. وما إن تم استخراج الإصابات وتأمين المكان حتى جاءت الراجمة الروسية المتواجدة في معسكر جورين باستهداف المدينة بعشرات الصواريخ على منازل المدنيين وأدى هذا القصف العشوائي إلى استشهاد شخصين وإصابات بالعشرات. وأدت هذه الحملة إلى حالة نزوح كبيرة من المدينة".

ويضيف اليازجي أن القصف استمر إلى ساعات متأخرة من الليل، وما إن أخذت الناس قسطا من الراحة حتى عاد القصف في الساعات الأولى لليوم التالي. مشيرا إلى أن صفارات الإنذار لم تهدأ في المدينة وحالة الرعب بين الأهالي أدت إلى ازدياد حالات الإصابة بمرض" أبو صفار" التهاب الكبد وخصوصا بين الأطفال.

"محمد خضير" مدير مركز جسر الشغور الإعلامي، حدثنا عن الوضع في مدينة جسر الشغور بعد إسقاط المقاتلة الروسية: "منذ إسقاط المقاتلة بدأت العملية العسكرية تجاوز عدد الغارات اليومي العشرة، وعدد الضحايا 4 وعدد الجرحى تخطى 15 جريحا. أغلب الأماكن المستهدفة هي جوامع ومدارس، فتم استهداف جامع قشقارة وتدميره بالكامل، وجامع عمر بن الخطاب وتم كذلك استهداف جامع سكيف وتدميره بشكل شبه كامل. وتم استهداف مدرسة علي ومدرسة الأنشطة للأطفال".

مع عودة مدينة جسر الشغور إلى الحياة، ووجود المنظمات العاملة هناك على إعادة الحياة إليها وافتتاح المدارس مجدداً وإصلاح المياه وتركيب العديد من مولدات الطاقة الكهربائية للمدينة وتزويد السكان بالإنارة ومستلزمات الحياة اليومية؛ يسعى النظام إلى تدميرها بشكل مستمر.