أخبار الآن | دمشق – سوريا (آية الحسن)
أصبح المواطن السوري الذي يقبع تحت احتلال النظام مضطرا لأن يحول سخطه وغضبه تجاه إعلام كاذب إلى حالة من السخرية والضحك، وهو ما يحدث هذه الأيام في مدينة دمشق على وجه الخصوص.
من منا لا يعرف من هو "أحمد شلاش" عضو مجلس الشعب السوري، الذي أقسم على شاربيه بعد تحرير إدلب أنها ستعود إلى حضن النظام بعد 48 ساعة. تلك الحادثة التي أثارت سخرية عارمة في أوساط المعارضين واستياء في أوساط المؤيدين، كانت فاتحة ليصبح الشخصية الهزلية لأهالي دمشق.
دوره الفيسبوكي
بعد أن أصبح "الشيخ شلاش" يستخدم الفيس بوك ويكتب منشورات تحاكي "حادثة الشوارب" من حيث الأهمية ويعبر من خلالها عن موقفه السياسي، إضافةً للآراء التشبيحية المثيرة للسخرية والاستهزاء؛ بدأت صفحته تتحول لمكان افتراضي للشارع السوري الساخر، وتطور موضوع المنشور ليصبح موقفاً شخصياً.
فقد عمّد كثيرون للرد عليه ومناكفته بكتابة التعليقات والردود، يشتمونه تارةً ويسخرون منه تارةً أخرى باعتباره أصبح "نكتة فيسبوكية".
ولم يتوقف الأمر عند السيد "شلاش" حد تمجيد الأسد ونشر صور له ولأبيه، بل راح يلقي الوعود والتطمينات على مؤيديه ويتعهد بالإجابة على رسائلهم وحل مشكلاتهم المتعلقة بالمعتقلين والمفقودين، ومشكلات أخرى أمنية واقتصادية واجتماعية.
وظيفته الإخبارية .. والترفيهية
لا يتوانى "شلاش" عن الإدلاء بآرائه التحليلية بعد كل هزيمة ونكسة تصيب النظام، حيث ينبري بمنشوراته التي تثير سخط المؤيدين وسخرية المعارضين.
كتب بعد أسقاط تركيا للطائرة الروسية: "إسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك خطوة كنت أتمناها منذ زمن، لأن بحب بشركم "باي باي" تركيا .. هارد لك أردوغان والخبر موثوق.. الشيخ أحمد شلاش".
يقول "أبو محمد" من جنوب دمشق، الذي بدأ مؤخراً يتابع كلام شلاش: "مثل هذا الحديث يدل على ضعف الرؤية المستقبلية لشخص مسؤول، وطفولته في العمل السياسي. لكنه مسلّي".
أمّا "أمجد" 22 عاما، فيقول أن هناك العديد من صفحات الشبيحة من ضباط وأعضاء مجلس شعب على فيسبوك، لكني كمعارض أجد أن هناك متعة استثنائية بمتابعة منشورات شلاش لأنها تعطيك طمأنينة كبيرة بمدى غباء وسطحية أزلام النظام المتمثلة به.
ويقول مهند: "أتابع التعليقات على كل منشور وأخجل من الشتائم الموجهة له، بالنسبة لي اعتبرها نكت وليست آراء سياسية، أصلاً وجوده في مجلس الشعب نكتة. ومجلس الشعب نكتة أكبر بعد أن أصبح مجلساً للمطبلين والممجدين".
علق شلاش على أحداث باريس قائلاً: "طبّاخ السم إلا ما ياخد لحسة وصحّة هولند"، وهلل لفوز المنتخب السوري مؤخراً معتبراً أن هذا الفوز جاء من ما أسماه "تميمة الحظ" وهي صورة "بشار الأسد" على قميص المدرب، متهماً لاعبي سوريا المعارضين، الذين رفضوا الانضمام للمنخب، بالعمالة للخليج.
ولم يكتف هنا فقد كتب عن المجرم "قاسم سليماني" حول أنباء إصابته على يد الثوار: "الحاج الفريق قاسم سليماني بخير و بصحة ممتازة. الخبر تازة بإتصال مباشر بالأخ والصديق أمير موسوي ووعدني بشرب كاسة زهورات بمنزلي بدمشق وأتشرف بزيارتك المباركة وبتعمر المضافة بحضور الأخ أمير وحضورك يا حج قاسم".
واجهة النظام الإعلامية باتت تخفف عن كرب المواطنين، وانقلب الحال من غضب على كذبها وتحليلاتها اللامعقولة إلى مصدر لإطلاق الفكاهات المختلفة، وهو ما يراه "عبد الرحمن" حين يقول: "نتعامل مع شلاش وكل الإعلام السوري على أنه حكايات من الخيال، ننتظر كل يوم جديد تعليقات منه على صفحته الشخصية، نحن بحاجة لأن نضحك أيضا".