أخبار الآن | دير الزور – سوريا – ( سعيد غزول)
ضمن حملة الاعتقالات العشوائية التي شنها داعش على مدينة دير الزور، عقب القصف العنيف لطائرات العداون الروسي ونظام الأسد، الذي تعرضت له المدينة خلال الأيام الماضية، نفذ التنظيم حملة مماثلة منذ صباح يوم أمس "الإثنين"، شملت مدينتي "الميادين والبوكمال" وقرية "بقرص" في الريف الشرقي.
اعتقالات داعش لشباب المدينة
أربعون شاباً من قرية "بقرص" اعتقلهم داعش واقتادهم إلى جهةٍ مجهولة، حسب ما أفاد الناشط "سعد الديري" لأخبار الآن، مضيفاً أن حملات الاعتقال التي كثفها تنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي، جاءت بعض القصف الجوي الروسي الذي طال بعض مواقعه، معتقداً بوجود "عملاء مدنيين" يقومون برصد مواقعه وإعطاء إحداثياتها للتحالف الدولي ولطائرات روسيا ونظام الأسد.
وأضاف "سعد" أن داعش يعتقل كل يوم عدداً من الشبان عشوائياً، ويقوم بالتحقيق معهم وتفتيش "جوالاتهم" آملاً بالعثور على ما يدينهم، وأغلب الحجج التي يعتقلهم على إثرها "حلق اللحية، وإطالة الشارب، وطول الإزار "البنطلون"، وغالباً يعتقلهم بطريقة تعسفية دون أدنى تهمة، مشيراً إلى الاستيلاء على عدد من المنازل تعود لمدنيين في قرية بقرص".
الإعدامات الميدانية لداعش في دير الزور
من جهةٍ أخرى، نفذ داعش أمس الإثنين، حكم الإعدام رمياً بالرصاص، بحق أحد أبناء قرية "الحريجي" التابعة لبلدة الصور بريف دير الزور الشرقي، وذلك بتهمة "التواصل مع جبهة النصرة"، في حين أعدم كل من "ياسين حسون الخرسان" و"حمادة أحمد العواجي" في بلدة البوليل يوم الأحد، بتهمة "التعامل مع الجيش الحر"، علماً أن "العواجي" كان أحد أمنيي داعش في مدينة الميادين.
كذلك، وفي ظل القصف الجوي الروسي المستمر على مدينة دير الزور وريفها، نفّذ داعش عدة إعدامات ميدانية أمس، بحق ثلاثة من سكان بلدة حطلة بالريف الشرقي، بتهمة "التشيّع" رغم أنهم ليسوا كذلك، وعٌرف منهم "يحيى السلوم" وولده "بشار يحيى السلوم" وهو مختل عقلياً، فيما لم يتم التعرف على الشخص الثالث، كما نفذ حكم الإعدام في مدينة الميادين بحق "عبد الله العبيد الهنادوي" من أبناء عشيرة الشعيطات، بعد أن اعتقله داعش قبل شهر من داخل إحدى صالات الانترنت.
النظام يستقدم مدنيون مطلوبون للاحتياط إلى دير الزور
على الصعيد الميداني والعسكري، قال الناشط "سعد الديري"، أن قوات النظام استقدمت مدنيين مطلوبين للخدمة الاحتياطية إلى دير الزور، بعد أن اعتقلتهم من مختلف المحافظات السورية، ضمن حملة الاعتقلات الأخيرة التي قام بها النظام في عموم سوريا، مضيفاً أن عددهم يقدر بأكثر من "500" مدني، تم وضعهم في معسكر الطلائع، ويجري تدريبهم على الأعمال العسكرية والقتالية، ليتم الزج بهم في جبهات القتال ضد "داعش" بدير الزور.
هذا، ونفذت طائرات العداون الروسي، عدة غارات على منطقة "دوار المعامل"، ومدينة البوكمال وقرية حطلة تحتاني في الريف الشرقي، كما تعرض معمل الغاز "كونيكو" ومحيطه لغارات مماثلة، أدت إلى توقفه عن العمل، تزامناً مع قصفٍ مدفعي لداعش على مبنى المحافظة وسط مدينة دير الزور، ومعسكر الطلائع بحي الجورة.
حملة للناشطين في دير الزور والائتلاف يستجيب
وكان نحو 30 شهيداً، وعشرات المصابين من المدنيين بينهم نساءٌ وأطفال، حصيلة نحو 30 غارة نفذتها طائرات النظام الحربية والطائرات الروسية يوم الجمعة الفائت، إضافةً لـ 18 صاروخاً أطلقتها البوارج الروسية من "بحر قزوين"، استهدفت مناطق "الزباري، والبوليل، والعشارة، والميادين، والبوكمال"، في حين أوقعت الغارات الروسية في وقت سابق، نحو 150 شهيداً في مدينة البوكمال، و100 آخرين في مدينة الميادين، في قصفٍ هو الأعنف على دير الزور منذ بداية الثورة السورية في المنطقة الشرقية، ما دفع أهالي المحافظة إلى إطلاق حملة تحت عنوان "إن كان الائتلاف السوري لا يذكر دير الزور فهو لا يمثلها"، وذلك تنديداً بصمت "الائتلاف الوطني" تجاه ما ارتكتبه روسيا من مجازر في مدينة دير الزور وريفها.
وبناء على ذلك، طالب منظمو الحملة من ثوريين وإعلاميين في مدينة دير الزور، بتعليق تمثيل أهالي دير الزور في الائتلاف، وحجب الثقة عن الممثلين الحاليين، ما دفع رئيس الائتلاف الوطني "خالد خوجة" لعقد مؤتمر صباح اليوم، قدم خلاله العزاء إلى ذوي الضحايا في جميع المدن السورية ومنها "دير الزور ودرعا وحلب وريف دمشق"، مضيفاً أن "العدوان الروسي استهدف المدنيين في دير الزور الذين بذلوا الغالي والنفيس على طريق الحرية، بدل استهداف مقرات داعش، مما أسقط العديد من الضحايا بينهم أطفال ونساء".