أخبار الآن | سوريا – درعا (أسامة زين الدين)

وسط المشكلة المستعصية التي تشهدها سوريا بشكل عام، والمناطق المحرّرة في درعا بشكل خاص من انقطاع الطّاقة الكهربائيّة لفترات طويلة، ووسط ارتفاع أسعار المحروقات في هذه المناطق والتي تصل لخمس أو ستّ أضعاف سعرها في مناطق النظام، وما يؤثر ذلك سلبيّا على عمل المنشآت الحيويّة كالأفران والمشافي التي تعاني بالأصل ضغطا ماليا، وتتأثر بشكل كبير بانقطاع المحروقات؛ عمد ناشطو قرية الجيزة في درعا إلى إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة بالتّحول إلى الطّاقة البديلة. حيث قاموا بتركيب منظومة طاقة شمسيّة متكاملة في مشفى قريتهم، ليكون مشفى الجيزة المدني أول مشفى في مناطق درعا المحرّرة يعمل على الطّاقة الشمسيّة بالكامل بكلفة قاربت 27 ألف دولار.

معاناة المشافي مع الطاقة

يصف "أبو محمد" الطّبيب في المشفى لأخبار الآن المشروع بالنّقلة النّوعية التي ستؤمّن بيئة عمل أكثر راحة واستقرارا وسترفع من كفاءة العمل للمشفى، فبعد أن كان كادر المشفى يصرف جزءا كبيرا من وقته في العمل على حلّ مشكلة المحروقات وانقطاعها، وتخزين ما يكفي منها للأزمات، وتحويل عدد من المرضى لمشافي أخرى لعدم توفّر الطّاقة اللازمة لغرفة العمليّات لإجراء الأعمال الجراحيّة، وما يترتب على ذلك من نزف المريض أو موته في بعض الحالات. أصبحت هذه المشاكل حاليّا من الماضي، وتزويد المشفى بهذه الطّاقة البديلة سينقذ الأرواح وسيزيح همّا كبيرا على عاتق أطباء وكادر المشفى، ويمكن لغرفة العمليّات حاليّا أن تعمل على مدار السّاعة.

لجنة تمكين الجيزة التي تعمل على تطوير البنية التّحتية والخدمات في قرية الجيزة كانت هي من رعى ماليا هذا المشروع، وصرّح منسّقها الميداني "عدنان الزعبي" لأخبار الآن أنّ: "المشروع سيوفر ما بين ألف وخمسمائة إلى ألفي ليتر شهريا، وتمّ توفير مولّدتين كهربائيّتين لأغراض أخرى سيتمّ استخدامهما في مشاريع أخرى. ويمكن لهذه الخطوة أن توفر الملايين وتنقذ الجرحى، وترفع من سويّة العمل الطبيّ والجراحي في الجيزة وهو هدف المشروع الأساسي".

الطاقة الشمسية .. خيار أمثل رغم كلفته العالية

مع معاناة الهيئات الثّورية والمدنيين من مشاكل الطّاقة، وارتفاع أسعار المحروقات وانقطاعها المتكرّر كان خيار الانتقال للطّاقة البديلة هو الخيار الأفضل والأسلم لهم، إلا أنّ الكلفة العالية لإنشاء شبكات الطاقة البديلة والخوف من تأثرها بالقصف أو التعدّي يشكل هاجسا دائما لهم، فخلال العام الماضي شهدت مناطق درعا ازدهارا ملحوظا لتجارة وتركيب الألواح الشمسية. يقول "عامر المسالمة" تاجر الألواح الشّمسية في مدينة صيدا لأخبار الآن أن ضجر الناس من وضع الطاقة في مناطقهم وتقنينها لساعات طويلة وسياسة العقاب الجماعي التي اتبعها النظام بقطعها المستمر، دفعهم لتركيب المنظومة الشّمسية بكلفة تزيد عن أربعمائة ألف ليرة سوريّة تشمل لوحيين شمسيين على الأقل مع مدّخرات لتأمين الطّاقة ليلا وهو ما يكفي بالحد الأدنى لتشغيل منزل متواضع.

أما الهيئات الثورية فتسعى أيضا للانتقال لهذه المنظومة في أعمالها الخدمية، فتم تأهيل عدد من الآبار لتشغيلها بالطاقة البديلة بعد أن وصلت كلفة تشغيلها على المحروقات لسبعين دولارا في السّاعة، مع ضرورة تشغيلها لعشر ساعات متواصلة لتأمين المياه للمدنيين ما يعني كلفة إجمالية تصل سبع مئة دولار يوميا في حال كانت المحروقات متوفرة، وترتفع للألف في حال انقطاعها كما يقول المهندس "عبد الله أبازيد" الناشط في المجلس المحلي في درعا.

مشفى الجيزة في درعا .. أول مشفى يعمل على الطاقة الشمسية