أخبار الآن | حلب – سوريا (محمد وسام)
يعيش الآلاف من الأطفال السوريين في المناطق المحررة ظروفاً استثنائية وأوضاعاً نفسية مضطربة نتيجة فقدهم لأحد أو كلا ذويهم خلال أحداث الثورة السورية، ليفقدوا أيضاً حقهم في الرعاية الأسرية التي تحميهم وتؤمن لهم حياة كريمة بهدف تكوينهم ليصبحوا فاعلين في بناء مستقبل بلادهم.
أيتام حلب في تزايد
نحو ثلاثين ألف طفلٍ يتيم أحصتهم اللجنة المشتركة للمؤسسات المعنيّة برعاية الأطفال في حلب، تكفلت منهم سبعة آلاف وتعجز عن تقديم الدعم لبقية الأطفال في حين تبذل المؤسسات جهود كبيرة لكفالة أكبر عدد من أيتام حلب.
وتقدم المؤسسات العاملة في مدينة حلب وريفها والمعنيّة بشؤون الأيتام ورعايتهم، كفالة ماديّة قدرها "50 دولار" شهريّاً لليتيم الواحد، حيث تسعى اللجنة المشتركة إلى وضع قاعدة بيانات موحدة لتعزيز التنسيق بين هذه المؤسسات البالغ عددها تسعة في حلب وريفها.
مؤسسات كفالة الأيتام .. برامج تأهيل مختلفة
مؤسسة غراس إحدى أبرز الجهات المعنيّة برعاية الطفل وتنميته، تسعى أيضاً إلى تقديم الدعم النفسي للأيتام وذلك عبر برنامج "دعم نفسي"، الهدف من وراءه معالجة الآثار النفسية التي خلفتها الحرب عند الأطفال، إذ يحتوي البرنامج على افتتاح عدّة نوادي ترفيهية وثقافية من شأنها إفراغ الطاقات السلبية التي دخلت نفوس الأطفال خلال السنوات الأخيرة الماضية.
"أولويتنا بعيدا عن الدعم المادي، التركيز على تكوين الطفل نفسيّاً" تقول "آية باقي" وهي مرشدة اجتماعية ضمن برنامج رعاية الأيتام في مؤسسة غراس، مؤكدة على ضرورة التركيز على الاهتمام بتعليم اليتامى وحثهم على إكمال تحصيلهم العلمي إذ أن الكثير من الأهالي يجبرون الأطفال على العمل من أجل إعالة الأسرة.
وتضيف آية في حديثها لأخبار الآن: "نحاول ما استطعنا أن نسد الفراغ لدى الطفل اليتيم والذي أنتجه فقدان أحد ذويه. يوجد لدينا نوادي ترفيهية نعطي من خلالها للأطفال قيم ثقافية واجتماعية عن طريق اللعب والترفيه، لدمجهم مع مجتمعهم بشكل اعتيادي كبقية الأطفال".
وترى "ريم وسام" المسؤولة في المكتب التعليمي لدى مؤسسة "فسحة أمل" أن المؤسسات المعنيّة بشؤون الطفل في حلب قد قطعت شوطاً كبيراً في قضية كفالة الأيتام وتقديم الرعاية لهم، إلا أن كثيراً منهم ما زال يفتقد إلى الكفالة والرعاية الأسرية وهذا ما يجب على اللجنة المشتركة الإسراع في إيجاد حلول إسعافية له.
"سارة الأحمد" لم تتجاوز السابعة من عمرها، وجدت نفسها يتيمةً دون أبيها الذي قضى بقصف البراميل المتفجرة على منطقة بستان القصر أواخر العام الماضي. تقضي سارة نهارها في مدرستها ثم تذهب إلى نوادي غراس لتعلب وتلهو هناك، تقول سارة أنها تحلم بأن تصبح مدرّسة لغة إنكليزية لتعليم من هم في عمرها الآن.
في يوم الطفل العالمي، يبقى لأطفال سوريا حق الحلم بانتهاء الحرب التي شنها النظام على بلادهم وأمانيهم، للانطلاق نحو الأمام وبناء مستقبل أفضل لأبناء جيلهم ووطنهم.