أخبار الآن | درعا – سوريا (أسامة زين الدين)
توعد لواء شهداء اليرموك، عبر كلمة صوتية لأحد الناطقين باسمه والمسمى "أبو حمزة"، جيش الفتح في حوران بحرب ضروس، ومهددا الفصائل المكونة له والتي نعتها في كلمته بالصحوات بـ"تناثر الأشلاء، وسفك الدماء، وقطع الرؤوس"، وأنه لن يهدأ له بال حتى يحكم شرع الله فيهم تحقيقا لا تعليقا، على حد وصفه.
يأتي هذا بعد يوم واحد من تمكن جيش الفتح من توجيه ضربة قاصمة للواء المحسوب على داعش باغتيال ثمانية من قادة صفه الأول بعملية انغماسية، حيث اعترف اللواء عبر بيان رسمي لمكتبه الإعلامي بقتل قائد اللواء أحد المفرج عنهم من صيدنايا "أبو علي البريدي" المعروف في درعا بـ"الخال" ونائبه "أبو عبد الله الجاعوني" وعدد من قادته وشرعييه ومدير مكتبه الإعلامي.
جدير بالذكر أن حربا مستعرة نشبت بين جيش الفتح وبين لواء شهداء اليرموك مطلع هذا العام على إثر اتهامات له ببيعة داعش وتبينه لسلوكياتها وخطابها ونهجها في درعا. ودعت دار العدل كافة الفصائل العاملة في درعا إلى جلب قادة اللواء لمحاكمتهم فيها.
قائد جديد للواء
بعد الضربة القاسية التي تعرض لها، سارع اللواء سريعا في محاولة منه لإظهار تماسكه وصلابته بتكليف قائد جديد له، وهو "أبو عبيدة قحطان" الذي قاتل سابقا في أفغانستان، وتنقل بين أكثر من بلد عربي خفية قبل أن يستقر به المقام لدى شهداء اليرموك، والذي كان مفتاحا أساسيا من مفاتيح دعم اللواء بحكم شبكة علاقاته الجهادية الواسعة. وكان مقربا جدا من قائد اللواء المعروف بالخال ويشتهر عنه بأنه أقل تصلبا منه، كما كان رفيق درب الشيخ "أحمد كساب المسالمة" الذي أطلق الخال يده في معسكرات اللواء الشرعية، وكان عرّاب الفكر المغالي فيه قبل اغتياله منذ عام على يد جهة مجهولة.
استراتيجية جيش الفتح
بادر جيش الفتح بعد ضربته النوعية بإصدار بيان بارك فيه التخلص من رؤوس الخوارج المارقين، كما وصفهم في بيانه، وعرض على أتباع اللواء الذين لم يصيبوا دما حراما مهلة تنتهي بعد 24 ساعة، طلب فيها منهم تسليم أنفسهم وسلاحهم على أن يعطوا الامان، ويخلى سبيلهم بعد إخضاعهم لدورة شرعية، حرصا منه على إنهاء ملف الدواعش في الجنوب وطيّ صفحته بشكل كامل.
مصدر في جيش الفتح رفض التصريح باسمه أكد لأخبار الآن أن العملية تم التخطيط لها بعناية شديدة، وأن وقت تنفيذها كان حساسا للغاية إذ أتى بعد أيام من ارتفاع الروح المعنوية لأنصار اللواء بعد تمكنه من خرق الحصار النسبي المفروض عليه من قبل جيش الفتح، وتقدمه باتجاه عدة قرى منها "حيط"، وهجومه على حاجز "العلان" في ريف درعا الغربي. وأكد أن جيش الفتح لن يتوقف حتى ينهي ملف داعش في الجنوب بالكامل ويعود لمقارعة النظام ويحيي جبهات درعا بعد أن يأمن ظهره من غدرهم.
مناطق عسكرية مغلقة ورعب للمدنيين
شن جيش الفتح هجوما على أماكن تمركز لواء شهداء اليرموك في قرية "سحم الجولان" وعلى حاجز العلان في ريف درعا الغربي في محاولته استغلال الضربة التي تلقاها اللواء بعد مقتل قادته، إلا أنه واجه مقاومة من قبل أنصار اللواء لا تزال مستمرة. كما أصدر اللواء بيانا ظهر اليوم هدد فيه باستهداف قريتي سحم الجولان وحيط بالقذائف بكل ما أوتي من قوة ردا على هجوم جيش الفتح ومطالبا الأهالي بإخلائها. وقد صرح "أبو محمد" أحد قاطني منطقة سحم الجولان لأخبار الآن عن انتشار الرعب بين الأهالي، وعن حالات نزوح تشهدها تلك المنطقة وسط توقعات باشتداد الاشتباكات في الأيام القادمة.