أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (نقلا عن "24")
جاءت أحداث باريس مباغتة وصادمة، فعاصمة النور شهدت سلسلة هجمات إرهابية منظمة، خلفت نحو 130 قتيلاً ومئات الجرحى، وظهر اسم عبد الحميد أباعود (27 عاماً)، كإرهابي جديد، خطط ومول لأقوى هجمات حدثت في أوروبا منذ اعتداءات مدريد في مارس (آذار) 2004، رغم تواجده الفعلي في سوريا.
ويعتبر عبد الحميد أباعود البلجيكي ذو الأصول المغربية، إحدى الشخصيات المعروفة في سوريا بلقب "أبو عمر سوسي" بعد انضمامه إلى صفوف داعش، ومن أكثر جلادي التنظيم نشاطاً في سوريا.
وذكرت الشرطة الفرنسية أن أباعود أشرف على التمويل والتخطيط لهجوم باريس، كما أنه العقل المدبر للخلية الإرهابية التي ضبطت في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي ببلجيكا، قبل انتقالها إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، وهو متطرف مشهور ذهب إلى سوريا، وأصدر أمراً بشن العملية من اليونان أو من تركيا.
حي الإرهاب
ولد أباعود في المغرب، وانتقل مع أسرته إلى مولينبيك في بروكسل، الحي الأكثر شهرة في أوساط المتطرفين الأوروبيين، الذي يطلق عليه "قندهار بلجيكا" أو "الرقة البلجيكية"، منذ سيطرة داعش على المدينة السورية التي اتخذها معقلاً له. ويعمل والده عمر أباعود، في محل للبقالة، فيما استطاع عبد الحميد، جر أخاه يونس (13 عاماً) للالتحاق بصفوف داعش في سوريا عام 2014.
وكانت عائلة أباعود أعلنت وفاة ابنها عبد الحميد، إلا أن الشرطة تعتقد الآن أن الإعلان كان كاذباً، إذ ظهر عبدالحميد في مجلة دابق التابعة للتنظيم المتطرف، كما ظهر في عدد من الأشرطة الدعائية لداعش، ليشرح كيفية هروبه من الشرطة. ويعتقد أنه وصل إلى الرقة في أبريل (نيسان) 2014، ثم انتقل إلى دير الزور، وأخيراً استقر في كوباني (عين العرب) قبل تحريرها من قبل البشمركة. وأفادت الصحف البلجيكية أن اسم أباعود يظهر في العديد من ملفات الشرطة، إلى جانب إبراهيم عبد السلام، أحد الانتحاريين الذين فجرا نفسيهما في باريس الأسبوع الماضي. في إطار التحقيقات الجارية، تشير المعلومات الاستخباراتية إلى ضلوع مجموعة بلجيكية موقعها في منطقة مولنبيك القريبة من العاصمة بروكسل بالأحداث الإرهابية، وتوجهت أنظار المحققين الفرنسيين إلى 3 أشقاء فرنسيين قطنوا في بلجيكا هم إبراهيم وصلاح ومحمد عبدالسلام.
خلية فيرفيرس
ترأس عبد الحميد خلية إرهابية في "فيرفيرس"، تم تفكيكها من قبل الشرطة البلجيكية يناير (كانون الأول) الماضي، بعد تبادل النيران مع الشرطة، مما أسفر عن مقتل متطرفين اثنين، والحكم على عبدالحميد بالسجن لمدة 20 عاماً غيابياً، برفقة 32 متطرفاً. وتعتقد الشرطة الفرنسية أن أباعود، ساعد في ترتيب لهجوم إرهابي استهدف قطاراً بين باريس وأمستردام في 21 آب (أغسطس)، الذي أحبط من قبل 4 ركاب بينهم رجل الأعمال البريطاني كريس نورمان، ويعتقد أيضاً أنه تآمر لاستهداف كنيسة في باريس. وذكر مصدر قريب من التحقيقات: "يبدو أنه العقل المدبر وراء العديد من الهجمات المخطط لها في أوروبا".
دعاية داعش
وانتشرت صور عبد الحميد في عدد من أشرطة الفيديو الدعائية لداعش، كما ظهر وهو يقود سيارة تسحب 4 جثث نكل بها عناصر التنظيم.
وانتشرت الصيف الماضي في بلجيكا، صور لشقيقه الصغير (13 عاماً) الذي انضم إليه في سوريا، يحمل فيها كلاشنيكوف، ويرتدي حزاماً ناسفاً.
وتعرف المحققون على 5 من الانتحاريين الـ7 الذين ارتكبوا الاعتداءات التي أعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنها، وهم 4 فرنسيين، أقام اثنان منهما على الأقل في سوريا، والأخير تم تسجيله في اليونان الشهر الماضي بجواز سفر سوري.
وفيما تبحث قوات الأمن التي تتابع علاقات المهاجمين في بلجيكا عن صلاح عبد السلام، ذو الصلات بعبد الحميد، حذر رئيس الوزراء مانويل فالس من أن "الحرب ستكون طويلة وصعبة"، وكذلك من هجمات جديدة "في الأيام أو الأسابيع المقبلة".