أخبار الآن | منبج – ريف حلب – سوريا (خاص)
تطور جديد للمظاهرات التي خرجت يوم الجمعة الفائت في مدينة "منبج" بريف حلب الشرقي، مطالبةً بخروج داعش من المدينة، والتي فرقتها الأخيرة بالرصاص الحي، واعتقلت عدداً من المتظاهرين بينهم نساء.
فقد أفاد أحد الناشطين في مدينة منبج، أن شابا من قرى المدينة القريبة يرتدي ثياب داعش، أقدم أمس الاثنين على قتل قاض شرعي لداعش "تونسي الجنسية" وبرفقته مسلحان آخران سوريان، إضافةً إلى جرح آخرين وذلك قبل أن يطلق الشاب النار على نفسه ليسقط قتيلاً.
وأضاف الناشط "غسان المنبجي" لأخبار الآن، أن القاضي التونسي أصدر حكماً بالإعدام عن طريق "قطع الرأس" في وقت سابق، على شقيق القاتل وأحد أقربائه، وذلك بتهمة تصوير مقرات داعش والتخابر مع الجيش الحر، مشيراً إلى أحكام تعسفية أخرى معظمها الإعدام والصلب، تصدرها داعش لمجرد الشبهة على أهالي منبج، متهمةً إياهم بانتمائهم لما تصفه بـ"صحوات الردة".
عشرات العناصر لداعش انتشروا في أرجاء المدينة وأغلقوا مداخلها عقب مقتل "القاضي التونسي"، تزامناً مع خروج عشرات المدنيين مظاهرة للمرة الثالثة خلال الأسبوع المنصرم، مطالبين بخروج داعش من المدينة، ومنددين بممارسات مسلحيه التعسفية والتضييق على المدنيين والتحكم بكل شؤونهم، وأحكام قضاته الجائرة، فضلاً عن الإعدامات المتواصلة لشبان من المدينة بتهم واهية ومعظمها لمجرد الشبهة.
من جانبها، ذكرت صفحة "منبج الغد" الرسمية على "فيس بوك"، أن مجهولين أطلقوا الرصاص على دورية تابعة لداعش عند طريق الياسطي شمال شرق منبج، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكان أهالي منبج المحتلة خرجوا مساء الجمعة الفائت، مظاهرة في الأحياء الشمالية قرب طريق جرابلس، طالبوا خلالها بخروج داعش من المدينة، أسفرت عن اعتقال الأخير شابين ما زال مصيرهما مجهولاً، وذلك بعد أن فرقت داعش مظاهرتم بالرصاص الحي.
وتعاني مدينة منبج منذ سيطرة داعش عليها مطلع العام الماضي 2014، أحوالا إنسانية صعبة وسط فقر يكتسح معظم سكان المدينة، في ظل الخوف من النزوح منها، خشية مصادرة داعش لأملاكهم إن هم خرجوا من المدينة، تزامناً مع قصف جوي متقطع لطائرات نظام الأسد، والتي أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى في وقت سابق.
يذكر أن مدينة "منبج" المحتلة من قبل داعش منذ أكثر من عام ونصف، أعلنت في شهر حزيران من العام الماضي، إضراباً عاماً شهد إغلاقاً شاملاً للمحلات التجارية وتوقفاً للمواصلات، وذلك احتجاجاً على انتهاكاته بحق المدنيين والإعدامات الميدانية التي تنفذها كل يوم في المدينة، ودعماُ للثوار في معركة أطلقوا عليها "زالزال الشمال" لتطهير منبج من داعش.