أخبار الآن | دير الزور – سوريا ( فراس محمد ) 

كشفت صور حصل عليها موقع أخبار الأن قيام تنظيم داعش بالتنقيب على الأثار في قلعة الرحبة في مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور السورية، كما وثقت صور أخرى قطع ومنحوتات أثرية قام التنظيم ببيعها بعد اكتشافها من خلال عمليات التنقيب عن الأثار، في كل من منطقة الصالحية القريبة من مدينة دير الزور، وقرية الدوير التابعة لمدينة البوكمال، في وقت سابق من العام الجاري.

وتأتي هذه الصور المسربة لتدحض ادعاءات داعش الذي يعتبر الأثار أصناما يجب تدميرها، وهو ما قام به فعلا في متحف الموصل ومعبدي بل وبعل شمسين وقوس النصر في مدينة تدمر، في مشهد اعتبره مراقبون محاولة لذر الرماد في عيون أتباعه من خلال الظهور بمظهر المتشدد دينيا والذي لا يساوم على تطبيق الشريعة الإسلامية، لتكشف هذه الصور حقيقة التنظيم بأنه ليس أكثر من عصابة لا يتوانى عن تبرير وشرعنة أي عمل في سبيل الحصول على المال، حتى لو كان ذلك من خلال الإتجار بالأثار الذي لا تقوم به سوى العصابات المنظمة والمافيا.

وفي التفاصيل قال أحد منقبي الأثار المتعاونين مع داعش، و رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية قال في تصريح خاص لموقع أخبار الأن: "إن التنظيم يعتمد في تنقيبه على الأثار على محورين اثنين
1- الاعتماد على ورشات ومختصين بالتنقيب على الأثار يعملون تحت أشرافه بشكل كامل.
2- من خلال إعطاء تصريح خطي من قبل أمير ديوان الركاز في مدينة الميادين المدعو أبو عبد الرحمن الجزراوي، لكل شخص لديه خبرة في التنقيب على الأثار، ويود التنقيب في أراضي يسيطر عليها تنظيم داعش، ويأخذوا نسبة عشرة٪ من قيمة القطعة التي تباع لتجار موالين للتنظيم، ووفق السعر الذي يضعونه هم.
وحول طرق تهريب الأثار قال المنقب: "هناك طريقتين للتهريب الأولى عن طريق الحدود التركية في ريف حلب الشرقي، والثانية عن طريق القلمون الغربي ومنها الى لبنان".

في ذات السياق أكد أبو مجاهد مدير حملة دير الزور تذبح بصمت أكد لأخبار الآن، صحة المعلومات التي أدلى بها منقب الأثار والصور التي وثقت تنقيب التنظيم عن الأثار، مضيفا أن ناشطين من الحملة أكدوا قيام داعش ببيع سمكة ذهبية بعيون من ألماس بخمسة ملايين دولار، ومومياء اكتشفت في منطقة بالقرب من مدينة دير الزور ب 100 الف دولار، لتباع بعد ذلك في شمال سوريا لتجار أثار ب 250 الف دولار
وعن أهم مناطق التنقيب عن الأثار في دير الزور قال أبو مجاهد: "إن قرى ومناطق الدوير الصالحية مراط الميادين السيالي، والريف الغربي قرب الشميطية تعتبر من أهم مناطق الأثار في دير الزور".
وحول قيام التنظيم بتدمير بعض الأثار في وقت سابق في كل من تدمر والموصل قال ابو مجاهد: "إن التنظيم يحاول خداع الناس والرأي العام بأنه يقوم بتحطيم الاصنام، لكنه في حقيقة الأمر يقوم بتحطيم الأثار التي لا يمكن نقلها، كالمعابد والاثار المسجلة في اليونسكو والتي لا يمكنه بيعها، بينما يناقض نفسه ويبيع الأثار الغير مسجلة بحجة أنها أموال المسلمين على حد وصفه ".
و تضم محافظة دير الزور التي تقع ضفاف نهر الفرات بعضا من أهم المراكز الأثرية في سوريا والشرق الاوسط، ومن أوائل الحضارات قامت في هذه المنطقة، حيث يرجع المختصون ابتكار الزراعة منذ الف السنين بشكلها البدائي إلى تلك المنطقة وما يجاورها من سوريا قبل حوالي 12 ألف عام ، ووجدت فيها قطع أثرية وتماثيل لتجمعات بشرية قديمة ترجع لمرحلة ثقافات ما قبل الحضارة، وفيها تم تطور نظام المدن وتخطيط المدن في الحضارات السورية القديمة، ووجدت فيها مناطق تعود لفجر الحضارة البشرية مثل آثار بقرص (الألف السابع قبل الميلاد)، ودور ختليمو (الألف الرابع قبل الميلاد) وماري والكثير من الممالك-المدن الآشورية والبابلية والحضارات السورية القديمة والمواقع الرومانية والإسلامية، كما أن المحافظة تعتبر مركزا لخطوط تهريب الأثار التي سرقها تنظيم داعش من العراق وتدمر، ليم تهريبها لاحقا خارج سوريا بالتعاون مع مافيات تهريب دولية.