أخبار الآن | درعا – سوريا – (خاص)
وسط حالة من الفوضى الأمنية تشهدها محافظة درعا، وجمود عسكري على مختلف الجبهات، واستنزاف للفصائل الإسلامية في حربها مع مؤيدي داعش، قامت قوات النظام السوري بالتقدم في منطقة الشيخ مسكين الاستراتيجية في ريف درعا الشمالي، حيث سيطرت على مواقع شملت الإسكان العسكري، والموارد المائية.
حاولت قوات النظام التقدم من ثلاثة محاور بعد تمهيد مدفعي وصاروخي رافقه قصف عنيف بالبراميل المتفجرة، وعدة غارات جوية على المنطقة والقرى المجاورة لها. تلا هذا الهجوم نداءات استغاثة من قبل الناشطين والفصائل المتمركزة هناك للمؤازرة العاجلة من باقي فصائل الجبهة الجنوبية؛ التي أرسلت تعزيزات للمنطقة في محاولة منها لإيقاف تقدم النظام، واستعادة ما تم احتلاله في المدينة، حيث تجري اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
ريف درعا الغربي والشمالي في عين النظام
لم يكن هذا هو الهجوم الأول على المدينة بعد العدوان الروسي، فقد سبق ذلك منتصف الشهر الماضي هجوم خاطف لقوات النظام على الشيخ مسكين حاولت فيه التقدم باتجاه اللواء 82 وسيطرت على مؤخرته بعد اشتباكات عنيفة مع قوى الثوار، مما يبرز أهمية هذه المدينة مع تل الحارة كهدف مقبل للنظام قد وضعه نصب عينه. وأكد العقيد "خالد الدهني" قائد فرقة 18 آذار لأخبار الآن وهي الفرقة التي قام عناصرها بالاقتحام في معركة تحرير الشيخ مسكين العام الماضي أن النظام يسعى لتثبيت بعض المكتسبات على الأرض لتثبيت موقعه التفاوضي قبل مؤتمر فيينا بعد فك حصار مطار كويرس والتقدم النسبي في حلب، محاولا تحقيق نصر آخر في حوران، وأن من واجب كل الفصائل الثورية السعي لإفشال خططه في هذه المرحلة الحرجة من عمر الثورة.
تراجع في جبهة الجنوب
رغم تماسكها النسبي وانتصاراتها المتتالية العام المنصرم، وأوائل العام الحالي تشهد محافظة درعا انتكاسة إدارية وأمنية وعسكرية، فانتشرت فيها ظاهرة الاغتيالات بشكل غير مسبوق ولم يعرف من يقف وراء معظمها وسط عجز من الفصائل على وضع حد لها بتشكيل منظومات أمنية قوية وشبكة حواجز متماسكة بتنسيق عال، رغم مطالبات الناشطين المتكررة لهذا الأمر الملح.
طالت هذه العمليات شخصيات عسكرية واجتماعية وأمنية وإعلامية وقضائية، كما شهدت الجبهات خمولا نسبيا لم يحرز فيه الثوار أية انتصارات فعلية رغم محاولتهم التقدم باتجاه القنيطرة، إلا أن النظام سرعان ما استعاد ما تم تحريره.
داعش الجنوب
رافق ذلك أيضا بروز ظاهرة لواء شهداء اليرموك المحسوب على داعش والذي يعد خنجرا في خاصرة المحافظة، حيث تم تحييد القوى الإسلامية في المحافظة في حربها ضد النظام والتي تفرغت واستنزفت بشكل شبه كامل لمحاربته دون أن تتمكن من تحقيق الحسم الكامل في معركتها ضده.
وقد قام اللواء خلال الأيام القليلة الماضية بهجوم مفاجئ على فصائل جيش الفتح المنتشرة في قرية سحم الجولان التي يسيطر عليها، ما استدعى سحب بعض القوات من جيش الفتح من أماكن رباطها على خطوط الجبهة مع النظام، للمؤازرة لصد هجوم لواء شهداء اليرموك. وحدثت اشتباكات عنيفة قتل خلالها ما يزيد عن 30 مقاتلا من الطرفين بينهما القائد العسكري في حركة أحرار الشام "أبو علي النجيح"، وتضررت منازل المدنيين بشكل كبير نتيجة هذه الاشتباكات.
وفي سياق آخر متصل قام اللواء بإصدار بيان هدد فيه الأردن بالرد في حال إطلاق نيران مضادات جيشها على أماكن نفوذه ومتوعدا بالرد بكل ما أوتي من قوة على من يستبيح دمه على حد وصفه.