أخبار الآن | القلمون – سوريا – (أبو محمد اليبرودي)
لم يكتف النظام السوري بتدمير أجزاء كبيرة من مدينة يبرود وقتل وتهجير القسم الأكبر من سكانها والنازحين إليها، بل عمد لتجنيد من بقي فيها من شباب ورجال للقتال في صفوفه، لتتحول المدينة التي كانت عاصمة للثورة في القلمون إلى معسكر للشبيحة ويجبر من تبقى فيها إما على القتال في صفوفه أو اللحاق بأهله النازحين في جرود القلمون ودول الجوار.
من الثورة إلى السقوط بيد النظام
باتت يبرود اليوم محط اهتمام إعلام النظام بتركيزه على حث أبنائها على الانخراط في صفوفه وتعظيم دورهم في دحر الإرهاب وتسليط الضوء على التكريم والميزات التي تمنح لذوي من يقاتل دفاعا عن النظام السوري.
يقول "محمد اليبرودي" مدير تنسيقية يبرود أن يبرود التي يبلغ عدد سكانها 70 ألفا استقبلت في سنين الثورة الثلاث قبل سقوطها أكثر من 80 ألف نازح من ريف حمص والقصير، وكانت حاضنة ثورية وشعبية كبيرة للمقاتلين ضد النظام السوري في القلمون، ولم تتوقف يوما عن تقديم الشهداء في سبيل الثورة. ولكن بعد دخول النظام السوري مدعوما بحزب الله لها لم يبق فيها أكثر من 10 آلاف شخص جلّهم من الطبقات الفقيرة أو من الموالية له مما سهل عليه عملية تجنيدهم في صفوفه.
وفي الحديث عن ارتفاع نسبة القتلى من أبناء يبرود دفاعا عن النظام السوري يقول اليبرودي أن النظام عمد إلى تجنيد كل الشباب الذين بقوا داخل المدينة من خلال الضغط عليهم للانضمام لصفوفه بعد تقديمه لبعض الميزات المادية والمعنوية لهم ولذويهم، ومن لم ينضم لصفوفه فإنه سيعرّض نفسه وذويه للمضايقات الأمنية والاعتقال التعسفي، مما جعل شباب المدينة بين خيار الانضمام لصفوف النظام أو الهجرة هربا من المضايقات، وهذا ما لا يستطيع عليه معظم من بقي في المدينة أساسا بسبب الفقر وضعف الإمكانات، ليصل عدد المنخرطين في صفوف النظام بحسب تقديرات ناشطين إلى أكثر من 500 مقاتل عدا من تم سحبه إلى الاحتياطي في جيش النظام في مناطق مختلفة من سوريا.
ويذكر أن يبرود كانت قد تحررت من في أوائل عام 2012 وتعرضت للاقتحام من قبل النظام السوري لمرتين دون إمكانية التمركز داخلها، إلى أن استعان بحزب الله ودخلوا في معركة يبرود الشهيرة في آذار/ مارس 2014 والتي استمرت لأكثر من شهر وانتهت بسقوط المدينة بيد النظام السوري والذي حوّلها لمعسكر كبير له بعد تهجير معظم أهلها باتجاه الداخل اللبناني وتجنيد من بقي فيها لصالحه.
عودة إلى النشاط الإعلامي
يقول "أبو الجود" الإعلامي في الهيئة العامة ليبرود أن النظام السوري تعمّد تجنيد أكبر قدر من الشباب من أبناء المدينة طوعا وكراهية وذلك لزجهم في مواجهة أبناء بلدهم من الثوار المرابطين في جرود القلمون وذلك سعيا لخلق عداوات وأحقاد بين أبناء البلدة لن تنتهي لزمن طويل حتى ولو سقط النظام السوري في الوقت القريب، مما يضمن له استمرارية قتالهم في صفوفه وذلك حفاظا على حياتهم.
وفي سياق مختلف يشير أبو الجود إلى أن سياسة التهجير القسري التي اتبعها النظام السوري لم تثنيهم عن الاستمرار في العمل لأجل ثورتهم واستكمال حراكهم السلمي في بلدان النزوح وخاصة في المجال الإغاثي والتنظيمي، اذ يشير إلى أنهم سارعوا عقب سقوط مدينتهم إلى تشكيل الهيئة العامة في يبرود والتي استلمت زمام الأمور بالنسبة لأبناء بلدهم النازحين من تأمين مستلزماتهم ومساكن لهم وحل مشاكلهم اليومية، بالإضافة لتوحيد جهودهم الثورية وتمثيلهم في المحافل الخارجية مما قدم نموذجا مميزا مجددا لتنظيم الحراك الثوري ليبرود على الرغم من صعوبة الظروف.
ويشير أبو الجود إلى أن الهيئة العامة ليبرود كان لها جهود كبيرة في تغطية الاحتياج الكبير لنازحي يبرود والقلمون معا خلال الأشهر الفائتة وذلك سعيا لتوفير الظروف الملائمة لهم للاستمرار في طريق ثورتهم وعدم الضعف أمام مغريات النظام والذي يسعى لاستدراجهم لصفوفه وجعلهم كوقود له للاستمرار في السيطرة على مدن القلمون.