أخبار الآن | درعا – سوريا – (براء عمر)
أبو الايهم، شاب سوري من مدينة درعا , يقضي نهاره في دكانته الصغيرة عاملا على تحصيل قوت يومه, وفي الليل، هو عين ساهرة في صفوف الجيش الحر، إذ يخرج ليلا الى محرسه في إحدى نقاط المعارك مع قوات النظام بالقرب من جمرك درعا القديم، قصة أبو أيهم في تقرير مراسلنا براء عمر.
يُمضي ساعاتِ النهارِ في دُكّانِهِ الصَغيرةْ، سعيًا إلى توفيرِ قوتِ أُسرَتِهْ، إذ يَعتَمِدُ أبو أيهم بَرنامجاً لتقسيمِ وقتِهِ خلالَ اليوم، فثُلثٌ في دكّانِهْ، وثلثٌ في منزلِهْ، وثلثٌ في مناوَبَتِهِ الليليةْ مرابطًا على خطِ الجبهةِ في مدينةِ درعا جنوبَ سوريا.
يقول أبو الأيهم وهو في دكانه : شوفة عينك فاتح بقالية عم أتسبب منها نتيجة الأوضاع الصعبة يلي عم نعيشها بالأضافة لهيك أنا مع الجيش الحر عم بطلع رباط ليلي يعني عم بخلص من المحل هون عالعصر بروح عالبيت بتغدا وبريح شوي وبنام أذا كان معي وقت بعدين بطلع عالرباط الليلي على نقطة ساخنة بالمدينة
مع حُلولِ الليلْ، يَتوجَهُ أبو أيهم إلى مَحرَسِهِ على أطرافٍ جُمركِ درعا القديم في مدينةِ درعا، برفقةِ عددٍ من الثوار .
يقول أبو الأيهم اثناء توجهه الى محرسه : أنا متجه باتجاه نقطة الرباط تبعي منضل من المغرب لوجه الصبح للفجر تقريبا بخلص نوبتي وبتيجي نوبة ثانية بتستلم ومنضل مرابطين عالدشمة منراقب تحركات الجيش النظامي أذا كان في تسلل منتعامل معو أن شاء الله
بين الفينةِ والأُخرى، يتجولونَ بينَ خطوط ِالرباط، يُمشّطونَ خلالَها المِنطقةَ للتأكدِ من عدمِ تسللِ قواتِ النظام، وذلكَ لقُربِ خطوط ِالاشتباكِ بينَ الطرفين، واعتمادِ النظامِ التسلّلَ الليليَ في عملياتِهِ العسكرية.
يضيف أبو الأيهم : اني هون قاعد عم برصد أي تحركت لعناصر النظام ومنضل على قعدتنا هي من المغرب يعني من لما نيجي لوجه الصبح على نفس هالقعدة عالطلاقيات منتابع أي تحرك أو تسلل للجيش وأن شاء الله يعني منقدر نصدو اذا صار أي تقدم من جهة النظام
ولقضاءِ ساعاتِ الليلِ الطويلةِ وتَحَمُلِ بردِهِ القارسْ، يَجمعونَ بعضَ الحطبِ ويُشعلونَ النارَ، ليجلِسوا حولَها ويَتبادلوا الأحاديثَ التي يَستذكرونَ فيها اصدقائَهم الذينَ قَضوا خلالَ معارك ِالحرية.
بعدما سهروا على حِمايةِ مدينَتِهم وأهلِها من غَدرِ النظام، يَفرَغونَ من أداءِ واجِبِهِمْ، ويُسَلِمونَ رِفاقَهم يومًاً جديداً من الرباط.
يُنْهونَ نَوبَتَهُمْ مَعَ طُلُوعِ الفَجرِ.. على أَملِ لِقَاءِ فجرٍ جديدٍ يَحمِلُونَ فيهِ سِلَاحَهُمْ على عَتَبَاتِ عَاصِمَتِهُمُ المأسُورَة.. دمشق