أخبار الآن | السويداء – سوريا – (تالا جابر)
أكد مشايخ الكرامة أن النظام أعلن الحرب، وأن أي اعتداءٍ عليهم هو اعتداء على الجبل، وذلك في ردة فعلٍ أولي على اتهام النظام للشيخ "رأفت البلعوس" بخطف وقتل أمين فرع الحزب ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة "شبلي جنود".
إعلام النظام يتهم المشايخ
وأعلن التلفزيون السوري عن وفاة جنود الذي انقطع الاتصال به بتاريخ 23 أيلول الماضي، بعد بث لقاءاتٍ مع كل من شيخ طائفة الموحدين الدروز "حكمت الهجري" وأمين فرع الحزب المكلف "اسماعيل الحناوي"، اللذين زعما أنهما حضرا جلسات اعتراف الطبيب "عاطف ملاك" والذي اعتقل قبل يومين من قبل الأمن العسكري، والتي أشار فيها حسب تأكيدهم أنه استدعي إلى منزل الشيخ رأفت البلعوس مرتين لمعالجة شبلي جنود قبل وفاته وأنه نصح بنقله إلى المستشفى.
وبعد بث هذه المقابلات اجتمع مشايخ الكرامة في مضافة الشيخ البلعوس، ووفق مصدرٍ موثوق فقد أكدوا على أن "الاتهام الموجه لمشايخ الكرامة بقتل شبلي جنود يعتبر حربا أعلنتها الدولة علينا، و نحن إذ صبرنا طيلة الفترة الماضية كان هذا لحقن الدماء ولكن بعد الذي وصلنا إليه قد نفذ صبرنا وبلغ السيل الزبى ويعتبر أي مساس برجال الكرامة هو مساس بالجبل كله وإن الطاولة سوف تقلب فوق رؤوس الجبناء الذين يشعلون نار الفتنة في البيت الواحد .. وقد أعذر من أنذر".
تصريح مقتضب يضمر تهديداً للنظام بأن يحسب خطواته مع رجال الكرامة، هكذا يرى ناشط فضل عدم ذكر اسمه، مضيفاً أن السويداء الآن على مفترق طرق فالنظام يريد القضاء على حركة مشايخ الكرامة بشكلٍ كامل عبر اتهام زعيمها الحالي رأفت البلعوس بهذه التهمة، فإما الرجوع لعباءة النظام وإما المواجهة واتباع سياسة عض الأصبع ومن يصرخ أولاً.
أيام حذرة قادمة
ويؤكد الناشط أن مشايخ الكرامة في الفترة الماضية بالغوا في هدوئهم وحذرهم بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس ورفاقه في 4 أيلول الماضي، بوجهة نظرهم أنهم كانوا يحاولون حماية المحافظة من مواجهاتٍ لا تحمد عقباها، لكن هذا الأمر دفع بالنظام إلى التصعيد، فعملية الاغتيال ومن بعدها خطف جنود كانت بمثابة بالونات اختبار إن صح التعبير، لمعرفة ردة الفعل الحقيقية للشارع في السويداء ذات الغالبية الدرزية، ويعتبر أن النظام الآن سيساوم المشايخ على دماء شهدائهم.
ومن ناحية ثانية يقول "سليم" أحد المقربين من مشايخ الكرامة، أنه لو بقيت وتيرة الاحتجاجات التي سادت المحافظة عقب اغتيال البلعوس ورفاقه على حالها كان النظام سيعيد حساباته كثيراً، لكن المشكلة في الأصوات التي طالبت باتباع الدبلوماسية مع النظام من ضمن حركة مشايخ الكرامة نفسها، وتضارب الآراء حول الرد المطلوب من المشايخ على عملية الاغتيال.
أما الآن فيرى سيلم أن المهادنة ستعني إنهاء الحركة تماماً، ولا خيار أمام مشايخ الكرامة اليوم إلا مواجهة النظام.
ناشط آخر فضل عدم ذكر اسمه يرصد السيناريوهات المتوقعة بعد هذا الاتهام، ويعتبر أن الأمن سيعمل على تشويه سمعة مشايخ الكرامة وتلفيق المزيد من الاتهامات لهم، لكنهم في الوقت ذاته لن يقدمون على اعتقال الشيخ رأفت، في المرحلة الحالية على الأقل، لأنهم سيدخلون في مواجهات لا تحمد عقباها بالنسبة لهم، لذلك على مشايخ الكرامة التصرف بسرعة وعدم ترك الأمور تسير كما يشاء لها النظام.