أخبار الآن | دمشق – سوريا (آية الحسن)
أقر منذ يومين مجلس الشعب في سورية قراراً يقضي بتجريم دبلجة المسلسلات التركية بهدف إقامة مقاطعة إعلامية للمنتجات التركية، وكأن مثل هذا القرار من شأنه أن يهدد الاقتصاد التركي ويوصله للضعف والانهيار. وقد لقيّ هذا القرار عدم اهتمام وسخرية الكثيرين.
قرار يثير السخرية
الفئة التي سوف تتأثر بفعل تطبيق هذا القرار هم الممثلون وشركات الإنتاج ممن يعملون داخل البلد حصرا. فمن المعروف أن عمليات الدوبلاج المنتشرة في أنحاء الوطن العربي عبر محطاته الفضائية هي عن طريق شركات الإنتاج التي تعتمد على الممثل السوري في هذه العملية.
فقد انتشرت المسلسلات التركية بشكل غير مسبوق منذ ما يقارب الخمس سنوات، وانتشرت معها اللهجة السورية بسبب النجاح الكبير في عملية الدوبلاج.
هذا القرار وتأثيراته كان حديث الممثلين في مقاهي دمشق التي تتواجد فيها هذه الفئة. فيرى "م" أحد الممثلين الشباب: "أنه لا توجد لدينا فرص عمل كثيرة في الدراما السورية بسبب نقص الإقبال عليها ويأتي هذا القرار ليقطع موارد العمل الذي نقوم به. هناك مسلسلات جديدة من دول مختلفة لكن أجورها تختلف بالطبع عن المسلسل التركي".
لكن الممثل ينوه في الوقت ذاته أن شركات الإنتاج تعمل خارج سورية والذي سيتأثر هو الممثل الموجود في سوريا فقط.
ويبدو أن شركات الإنتاج في سوريا لديها خبرة بالقرارات الغريبة التي يمكن أن تصدر من حكومة النظام، فبدأوا منذ وقت قصير بالعمل على دبلجة مسلسلات غير تركية كالإيرانية والهندية والمكسيكية، والتي بدأت تلاقي رواجاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية في سورية وحتى خارجها، طالما هي تعتمد على حرفية الدوبلاج السوري.
لكن "علاء" وهو أحد الفنيين في شركة للإنتاج يتساءل بطريقة كوميدية: "هل سيتم تجريم الممثل الذي يقوم بعملية الدوبلاج في مسلسل تركي؟!".
مجلس الشعب والفن التركي!
قال "أحمد" مترجم محترف لإحدى الشركات بأنه تلقى هذا الخبر بسخرية كبيرة وكأنه سيؤثر على نشر الثقافة التركية في الأوساط الثقافية العربية والسورية خصوصاً، وكأن مجلس الشعب لا يعرف بأن أكثر شركات الدوبلاج تعمل منذ سنوات في لبنان والأردن ومصر وتتقاضى مبالغ أفضل من السابق. وهذا لن يؤثر على سير عمل هذه الشركات أبداً.
وتابع "محمود" ممثل يعمل في الدوبلاج منذ أكثر من خمس سنوات: "أولاً أي قرار يصدر عن نقابة الفنانين في سورية هو قرار غير هام لأن هذه النقابة لم تقم بشيء حيال الفن السوري منذ سنوات بل على العكس كانت تؤثر على سيرورة العمل سلباً".
وأضاف "عامر" مسؤول الإعداد في نفس الشركة: "هل من المعقول أن يجتمع مجلس الشعب من أجل أن يقر قراراً خاصاً بالمسلسلات التركية، وهم الغافلين عن كل الكوارث التي تحدث في سورية؟ يبدو أنه يحارب الإرهاب بكل ما أوتي من قوة!".
وتكمل "لمى" ممثلة دوبلاج: "لن يؤثر هذا على عمل الدوبلاج لأننا مازلنا نعمل وبكثافة على الكثير من الأعمال الدرامية الأخرى إلى جانب دبلجة الأفلام المتحركة، وهو بطبيعة الحال لم نوقع على عقود للأعمال التركية لأن لدينا الكثير".
يبدو أن النظام قد تأخر كثيراً بإصدار مثل هكذا قرار، فقد أصبح في وقته الحالي مضحكاً أكثر منه مأساوياً، فمن الممكن اعتبار أن مثل هذه المهنة قد شقت طريقها في الوسط الفني العام داخل سورية وخارجها وبشكل أكثر تنوعا من قبل. ورغم تأثير المسلسلات التركية على المشاهد العربي والسوري إلا أن الاهتمام بات اليوم أكثر من ذي قبل بسبب مواقفها المساندة للثورة السورية واستقبالها الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين.