أخبار الآن | درعا – سوريا ( أسامة زين الدين)
بعد تنامي ظاهرة الاغتيالات في محافظة درعا، والتي تم تنفيذ قسم كبير منها سيارات مجهولة، وانتشار عمليات الاحتيال ببيع سيارات مسروقة وضياع الحقوق، عمد مجلس محافظة درعا الحرة عبر مديرية النقل فيه إلى طرح مبادرة لضبط الفوضى المتعلقة بالآليات في محافظة درعا والتي انتعشت فيها ظاهرة السيارات المجهولة بشكل هائل بعد غياب سيطرة الدولة وتلاشي مؤسساتها في المناطق المحررة.
أهداف المبادرة
يهدف المشروع الذي تقوم به مديرية النقل في مجلس محافظة درعا بالتعاون مع نقابة المحامين الأحرار إلى إعادة تعريف كافة السيارات المجهولة الهوية في المناطق المحررة، وذلك عبر منحها أوراقا ثبوتية خاصة توثق البيع والشراء النظامي وتوفر لكل سيارة لوحة ونمرة خاصة ودفتر ميكانيك يحوي كافة معلوماتها كما كان يتم ذلك في مؤسسات الدولة.
كما أكد الدكتور "يعقوب العمار" رئيس مجلس المحافظة لأخبار الآن أن هذه الخطوة تأتي في سياق سعي المجلس لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحسين الإدارة المحلية في المناطق المحررة عبر استقطاب الكوادر ذات الخبرة في هذا المجال واستثمارهم في بناء مؤسسات تخدم المجتمع وتساهم في بنائه وترفع العزلة والتهميش عن منشقي مؤسسات النظام ذوي الخبرة الفنية والإدارية في هذه المجالات.
مواجهة لظاهرة الاغتيالات
شكل تنامي ظاهرة الاغتيالات وخاصة في الفترة الأخيرة هاجسا أمنيا كبيرا لنشطاء الثورة والعاملين فيها. فقد تعرضت شخصيات إعلامية وعسكرية ومدنية لمحاولات اغتيال نجح قسم كبير منها كاغتيال نائب رئيس دار العدل ومحاولات اغتيال متكررة لرئيسها، وجرت مؤخرا محاولة اغتيال قادة الصف الأول في جيش اليرموك.
يعزو العقيد "خالد الدهني" قائد فرقة 18 آذار لأخبار الآن تنامي هذه الظاهرة إلى ضعف شبكة الحواجز الأمنية على مداخل القرى إضافة إلى العدد الهائل من السيارات المجهولة و"المفيمة" التي يصعب تتبعها أو معرفة أصحابها.
يؤكد الدكتور يعقوب أن من شأن هذا المشروع أن يسهم في منع أو التخفيف من ظاهرة الاغتيالات في درعا عبر تعريف كافة السيارات فيها، وإنشاء نظام يسهل عملية تتبع ملكية كل سيارة فيها والوصول لصاحبها بشكل عملي وسريع.
تحديات المشروع
يعاني المشروع من ضعف التمويل المادي، لذا عمد إلى اقتطاع رسوم رمزية من قبل أصحاب السيارات تذهب لطباعة نمرها ودفاتر ميكانيكها. كما أنه يحتاج بعض الجهد لتوفير القناعة الكافية لدى أصحاب السيارات والفصائل العسكرية بأهمية هذا الأمر وضرورة تفاعلهم معه وهو ليس بالأمر السهل كما يبدو.
خلال الشهر الأول من إطلاق هذه المبادرة تم العمل على تنمير ما يزيد عن خمسين سيارة وهو أمر يدعو للتفاؤل بنجاح هذا المشروع كما يقول "العمار".
يذكر أن عددا من الفصائل كانت قد قامت بمبادرات شبيهة لتعريف سياراتها، وكان قدم السبق فيها لجيش اليرموك إذ قام بطباعة نمر خاصة لكافة سياراته العسكرية والمدنية وتابعته على ذلك لاحقا بعض الفصائل.