أخبار الآن | ريف حماة – سوريا (خليل يونس)

ترزح سلمية تحت حكم الشبيحة الذين تعددت مجموعاتهم ومسمياتها، أمام تراجع واضح لسلطة من يمثل النظام هناك كالأجهزة الأمنية والشرطة وشعبة الحزب. لكن يبدو أن هناك تطورات فرضتها الوقائع المستجدة في ريف سلمية الشرقي، إضافة إلى واقع التناحر الحاصل بين مجموعات التشبيح مما يهدد بانفلات الأمور من يد النظام.

اعتقالات في صفوف شبيحة السلمية

 حول أهم مجموعات التشبيح في مدينة السلمية، يشرح "خالد" الناشط في مركز سلمية الإعلامي: "كانت أولى مجموعات التشبيح التي ظهرت هي مجموعة مصيب سلامة وأبنائه، والتي اشتهرت في البداية بعمليات الخطف بغية طلب الفدية. ثم لاحقاً ظهرت مجموعات أخرى أبرزها عصابة علي حمدان التي مارست الخطف بحق العابرين من أبناء المحافظات الأخرى، وقد تم قتل بعض هؤلاء ورميهم في الآبار. ويوجد أيضاً مجموعة الشبيح محمود عفيفة في خنيفس التي كانت تنسق مع مجموعة مصيب سلامة في عمليات الخطف والقتل. وبالطبع كل هذا لم تكن ميليشيات الدفاع الوطني بقيادة الشبيح فاضل وردة غافلة عنه، بل على علم ودراية ولم تحرك أي ساكن اتجاه هذه الممارسات".

مؤخراً، أقدمت قوى أمنية على اعتقال بعض الشبيحة المحسوبين على آل سلامة (عائلة أديب سلامة رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب). وفي تصريح من "إتحاد ثوار سلمية" لأخبار الآن حول ذلك: "البداية كانت مع اعتقال الشبيحين بهاء سلامة ونادر سلامة في طرطوس، ويوم أمس قامت عناصر أمنية بمداهمة مكتب عقاري يملكه بهاء سلامة، مما أدى لاشتباكات بين الأمن والشبيحة، انتهى باعتقال جميع العاملين في المكتب. الجرائم التي قام بها بهاء ومن معه كبيرة وعديدة، كالخطف والقتل، بل سبق وأن قام بإطلاق النار على شبيحة آخرين في سلمية، وفي كل مرة كانت تحل المشكلة بتدخل من وزير أو المحافظ أو شعبة الحزب أو لجان أهلية، ويمضي بهاء دون عقاب أو مساءلة".

فماذا استجد إذاً لكي يتم اعتقاله؟. يجيب "إتحاد ثوار سلمية": "يوجد سببين رئيسيين: الأول هو تجاوز انتهاكات واعتداءات بهاء وجماعته كل حد معقول إلى درجة بروز بعض بوادر التمرد لدى لجان سلمية (شبيحة) والمؤيدين الذين هددوا بقطع الطرق احتجاجاً. الثاني: وهو مرتبط بالأول، أن النظام الآن في وضع لا يتحمل مثل هذه الأمور، لاسيما وأن الوضع على طريق الرقة متوتر، فقام باعتقال بهاء وبعض المحسوبين عليه لتخفيف الاحتقان وكسب باقي شبيحة السلمية".

اشتباكات في الريف الشرقي .. وخسائر للنظام

لا يزال طريق حلب بين أثرية وخناصر محور العمليات العسكرية في الريف الشرقي بعد أن سيطرت داعش على جزء من الطريق الوحيد المفتوح أمام النظام إلى حلب. عبد العزيز ناشط ميداني يتحدث لنا: "استطاع النظام ان يتقدم إلى حد ما على طريق حلب وسط مقاومة كبيرة من داعش التي حشدت بدورها للحفاظ على نقاط سيطرتها الجديدة على الطريق. وتمكن التنظيم من استهداف سيارة أحد ضباط النظام في حاجز المجبل (شرق الشيخ هلال) مما أدى لمقتله مع سائقه وجرح بعض من كانوا معه في السيارة. كما سقطت عدة قذائف مجهولة المصدر حتى الآن، على بلدتي الصبورة وعقارب الواقعتين تحت سيطرة النظام، ولا أنباء عن خسائر".

ومن ناحية أخرى لا يزال مسلسل القصف على بلدات الريف الشرقي مستمراً. أنور ناشط ميداني يتحدث لأخبار الآن: "أقدمت المدفعية المتمركزة في بري الشرقي (شرق مدينة السلمية) على استهداف بلدة بوحنايا (شمال شرق السلمية)، وهناك أنباء عن شهداء وإصابات. كما قام الطيران الحربي باستهداف كلاً من بلدة عنيق باجرة التابعة لناحية السعن، وقرية جديدة (جنوب شرق ناحية الحمرا) بعدة غارات".