أخبار الآن | السويد – تحقيقات (عادل سليمان)
"العدالة هي مطلبنا، لسنا ضد التسامح والمصالحة لكن يجب محاسبة كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء من شعبنا السوري، ليس مقبولا أن يجدوا مكانا آمنا بعد كل ما اقترفوا من جرائم"، بهذه الكلمات بدأ كل من حاورتهم حول وصول أعداد كبيرة من الشبيحة والمجرمين الى أوروبا، بعد أن ارتدوا جلد الضحية، وادعوا البراءة أمام أجهزة الرقابة وعلى المعابر. ولاسيما مع صدرو كتاب "عملية قيصر، في قلب آلة القتل السورية" الصادر في باريس حديثا والذي يوثق جرائم النظام الممنهجة.
من العمل الفردي إلى المجموعات المنظمة
اختلفت ردود أفعال الشباب السوريين في أوربا على وصول هؤلاء المجرمين، بين العمل الفردي والعمل الجماعي، والذي بدأ يضغط على مؤسسات الثورة بدءا من الائتلاف إلى تجمعات المحامين الأحرار وصولا إلى مؤسسات الدول المضيفة والجهات الدولية التي تعمل على تحقيق العدالة.
"خليل" شاب فلسطيني سوري من سكان مخيم اليرموك، وعانى الكثير من أفعال الشبيحة والمجرمين، خليل لم يتعرض لأذى مباشر باستثناء الأضرار المادية واضطراره إلى اللجوء، لكنه لم يحتمل أن ينجو من ارتكب جريمة بحق أي سوري، يقول: "يجب معاقبة كل من ارتكب جريمة بحق الأبرياء ليكونوا عبرة، فنجاة المجرم من العقاب يشجع آخرين على ارتكاب المزيد من الجرائم ".
خليل وعند مشاهدته لصور الشبيحة على إحدى صفحات الفيس بوك، قام من فوره بالاتصال بالبوليس الألماني بمساعدة جارته الألمانية والتي ساعدته بالترجمة، حيث تقدم بشكوى وطالب بمحاكمة كل مجرم يصل إلى المانيا، أو على أقل تقدير طرده وعدم قبول طلبات لجوئه فهو بذلك يحرم سوريا مضطهدا يستحق الحماية.
شبيحة النظام وداعش
وفي متابعتنا للمجموعات التي تعمل بشكل منظم التقت أخبار الآن مع الشاب "مازن الحمادة" المقيم في ألمانيا والمسؤول عن صفحة "مجرمو الأسد وداعش في أوروبا" والتي تم إغلاقها عدة مرات من قبل إدارة الفيس بوك، فقام مؤخرا بإنشاء مدونة على موقع "وورد برس wordpress" تحمل نفس الاسم، و دار بيننا الحوار التالي:
- ما هو الدافع وراء إنشاء الصفحة؟.
لقد تعرضت للاعتقال عدة مرات من قبل نظام الأسد، وقد كنت شاهدا على الكثير من الجرائم، كنت في مشفى 601 "مشفى يوسف العظمة" وشاهدت المجرم "محمد تفكجي" وكنت شاهدا على جرائمه، وقد تقدمت بشهادتي لأكثر من جهة قانونية وإعلامية أثناء وجودي في سوريا، لي أربعة أخوة مازالوا معتقلين لدى أجهزة الأمن في سوريا، لا أدري إن كانوا أحياء أم أموات، لذلك سأتابع ما بدأته في سوريا وسألاحق كل المجرمين.
- وماذا عن مجرمي داعش؟.
أنا من دير الزور وشاهدت الكثير من جرائم داعش، والتي لا تختلف كثيرا عما يقوم به شبيحة النظام. ألاحق أيضا كل من ساهم في دعم داعش وسبب الأذى والإجرام للمدنيين.
- كيف توثق جرائم الشبيحة وتتابعهم؟.
أنشأت مجموعة تتابع تحركات الشبيحة في كل المحافظات السورية وتوثق جرائمهم عن طريق الصور والشهادات الشخصية، وتلاحق تحركاتهم في حال مغادرتهم سوريا.
- ما هي الجهات القانونية والدولية التي تعاملت معها؟.
كانت البداية عندما تقدمت بشكوى لمحكمة الجنايات الدولية بشأن احتجاز اخوتي، كذلك فقد تقدمنا بشكوى للإنتربول عن طريق البوليس الهولندي، وقدمت تقريرا لمنظمة العفو الدولية "أمنستي" في هولندا، وقد تواصلنا مع العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية، الجزيرة العربية والانكليزية والعربية، التلفزيون الهولندي والنرويجي، والآن معكم، وقد تم مؤخرا إصدار كتاب في فرنسا يوثق جرائم النظام.
- هل ستلاحق أية جهة ترتكب جرائم وانتهاكات بحق السوريين؟.
نعم، أنا مستعد لملاحقة وتسليم أي شخص ارتكب جريمة بحق شخص مدني بريء أيا كانت الجهة التي ينتمي إليها.
اللاجئون في السويد .. استعداد للشهادة والتعاون
حاولنا بعد ذلك التواصل مع ناشطين آخرين مثل القائمين على صفحة "اصطياد الشبيحة والمجرمين في أوربا" الذين أجابونا عن سؤالنا عن مصادر توثيقهم فكان ردهم هو المتابعة للشبيحة ولصورهم وأفعالهم في سورية على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها.
قمنا باستمزاج آراء بعض اللاجئين السوريين، هنا في السويد، حول هذا الموضوع، فأعرض البعض عن الموضوع وأبدى البعض استعدادهم للإدلاء بالشهادة ضد المجرمين والشبيحة.
"مهدي" لاجئ سوري في السويد من دمشق يقول لأخبار الآن: "أنا مستعد للذهاب إلى أية جهة دولية في أي مكان للإدلاء بشهادتي حول جرائم الشبيحة، لقد كنت شاهدا على تجاوزاتهم والإرهاب الذي يقومون به".
أما "أم مجد" فترى أن من واجب كل اللاجئين السوريين أن يتكاتفوا ضد كل المجرمين الذين أوصلوهم إلى هذه الحال، مطالبة في الوقت نفسه بتشكيل أكبر قدر من المجموعات في كل دول اللجوء لمتابعة المجرمين الهاربين، حتى: "تتحقق العدالة ويرد الظلم والقهر الذي عانينا منه طويلا".