أخبار الآن | الرقة – سوريا – (عزام الحاج)
أعلن قائد لواء الرقة "أبو عيسى" اليوم الرقة "منطقة عسكرية"؛ وقال في بيان مصور نُشر اليوم: "إننا نعلن اليوم محافظة الرقة بكاملها منطقة عسكرية"، وخاطب سكان الرقة بقوله: "إن الوقت قد حان لتحريركم من ظلم واضطهاد داعش وسنقف في وجه كل من يريد أن يذلكم ويستعبدكم"؛ في إشارة منه إلى اقتراب موعد معركة تحرير الرقة.
ولواء ثوار الرقة، الذي يُقدَّر تعداده بـ 1000 مقاتل جُلهم من أبناء محافظة الرقة، هو واحد من التشكيلات القليلة التي بقيت على ولائها لتصور الجيش الحر كحامٍ للمدنيين بداية، ثم كأداة مسلحة تستهدف إسقاط نظام بشار الأسد، كما بقي متمسكاً بخطاب الثورة السورية القائمة منذ منتصف آذار 2011، ووفياً لطبيعتها بوصفها ثورة شعبية تستهدف الحرية والكرامة للسوريين كافة.
إعلان يكمل خطة حصار داعش
يأتي هذا الإعلان بعد تطورات ميدانية كبيرة شهدتها مناطق شمال الرقة خلال الأشهر القليلة السابقة. إذ استطاعت قوات وحدات حماية الشعب الكردية بالتنسيق مع لواء ثوار الرقة ومجموعات مسلحة أخرى تنضوي تحت لواء ما يُسمى "غرفة عمليات بركان الفرات" في شهر حزيران الماضي من التقدم في منطقة تل أبيض المحاذية للحدود السورية التركية على حساب داعش، بغطاء جوي مكثف من طيران التحالف الدولي، مما أدى إلى تقهقر قوات داعش نحو الجنوب باتجاه مدينة الرقة التي تُعتبر عاصمته السورية. وبعدها توقف الزحف على الأرض فيما واصل طيران التحالف قصف أهداف لداعش في أماكن متفرقة من رقعة انتشار سيطرته.
وارتسمت خطوط تماس عسكري بين القوات الكردية ولواء ثوار الرقة من جانب وقوات داعش من جانب آخر على مسافة حوالي 50 كيلومتر شمال مدينة الرقة، حيث تشهد مناوشات يومية بين الطرفين.
كما يتزامن الإعلان مع تسارع التحركات في شمال سورية، كان آخرها الإعلان عن تحالف جديد بين القوى العاملة على الأرض تحت مسمى "القوى الديمقراطية السورية" يضم كل القوى التي تضع قتال داعش في أعلى سلم أولوياتها. كما يأتي بعد أيام قليلة من إسقاط الجيش الأمريكي عشرات الأطنان من الذخائر بالمظلات فوق منطقة عين عيسى، شمال مدينة الرقة، لصالح القوات الكردية المكلفة من قبل الأمريكيين قيادة وإدارة الحرب ضد داعش على الأرض.
التحرير قريب
وجاء في البيان المصور الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي منذ ساعات الصباح الأولى "سنعلن ساعة الصفر قريباً لبدء معركة التحرير من الظلم والاضطهاد. نعلم أنكم انتظرتموها طويلاً وانتظرها السوريون والعالم كله".
وتعهد أبو عيسى أنها ستكون "معركة تاريخية ومصيرية للرقة أولاً ولسورية ثانياً وسيصل صداها إلى العالم كله"، في تلميح منه إلى أهمية معركة طرد داعش من الرقة في جهود محاربة الإرهاب التي تتجاوز في أهميتها سورية، وتنال اهتمام وتأييد ودعم معظم بلدان العالم.
كما تحدث أبو عيسى عن استعداد مقاتلي اللواء لمعركة دحر داعش وطرده من مدينة الرقة بقوله: "سيُثبت رجال الرقة أن أرواحهم ودماءهم رخيصة من أجل عزة وكرامة أهلهم". ووجه قائد ثوار الرقة رجاءه إلى أهالي مدينة الرقة بضرورة الابتعاد عن الأماكن التي يتواجد فيها عناصر داعش. كما أنذر منتسبي داعش من أبناء الرقة بضرورة الانسحاب منه في مهلة أقصاها خمسة أيام من تاريخ اليوم "قبل أن يفوت الأوان وحينها لا ينفع الندم"؛ كما ذكَّرهم بمعركة تحرير تل أبيض في حزيران من العام 2015 عندما "تخلى المرتزقة "عناصر داعش من غير السوريين" وولوا هاربين".
وختم أبو عيسى بطلب التعاون من سكان الرقة كما طالبهم بإيلاء لواء ثوار الرقة الثقة من أجل التخلص من "استبداد الأسد والإرهاب المتمثل بداعش، ونبني وطننا على أساس الحرية والعدالة والكرامة".