أخبار الآن | الغنطو – ريف حمص الشمالي – ناشطون (تحرير: عمار توفيق)
قتل ستة اشخاص على الأقل وجرح عشرات إثر قصف بالصواريخ من قبل قوات الأسد على بلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي وفق ما أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا.
وكانت بلدة الغنطو وبلدة تير معلة المجاورة شهدت في وقت سابق مجزرة راح ضحيتها تسعة وخمسين شخصا بينهم ثلاثة وثلاثين طفلا، إثر غارات روسية على مأوى للمدنيين في الغنطو، وسوقا مكتظة بالمدنيين في تير معلة.
من جانبها أدانت منظمة هيومن رايست ووتش في تقرير أصدرته أمس الغارتين وعدَتْهُما خرقا لقوانين الحرب، لأنه وبحسب شهود محليين لم يسبقها أي تحذيرات روسية أو سورية، ولم يُعلم المدنيون بالغارة الجوية.
ذكرت وكالة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر في 25 تشرين الأول (أكتوبر) إن غارتين جويتين على الأقل شمال حمص، يعتقد السكان المحليون أنهما روسيتان، انتهكتا قوانين الحرب. وأدت الغارتان اللتان وقعتا في 15 تشرين الأول (اكتوبر)، إلى مقتل 59 مدنيا بينهم 33 طفلا، إضافة إلى قائد مجموعة من الثوار.
وأصاب الهجوم الذي يعد الأعنف من القوات الروسية بصاروخ منزلا في قرية الغنطو اتخذته عائلة عساف ماوى لها، وكان فيه قرابة 46 شخصا. وذكرت "هيومن رايتس ووتش" أنها تلقت قائمة بأسماء القتلى والمفقودين، وبينهم 32 طفلا و 12 امرأة.
أما الغارة الجوية الثانية، فكانت على بلدة تير معلة المجاورة، منذ الساعة 6 صباحا، وفقا لشهود محليين قالوا أنها استهدفت موقعا بجانب مخبزالعلي في سوق مزدحم، وقتلت 13 مدنيا على الأقل وقائدا محليا في الجيش الحر.
وذكرت "هيومن رايتس ووتش" أن صور 8 من الضحايا الـ 13 تظهرهم مرتدين ملابس مدنية دون علامة إلى أي انتماء لجماعات مسلحة، وأنه بحلول الساعة 9 مساء، وصل العدد الإجمالي للقتلى في تير معلة إلى 18، لكن لم تُحدد إن كان الخمسة الإضافيين توفوا بسبب الغارة التي جرت في الصباح الباكر أم لا.
وقال سكان محليون انهم يعتقدون أن الهجمات نفذتها القوات الروسية، لاختلاف صوت الطائرات عن صوت طائرات سلاح الجو السوري، كما أن الطائرات الروسية تحلق على ارتفاعات أعلى بكثير. وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، أن القوات الجوية الروسية ساعدت القوات المسلحة السورية لشن غارات جوية في 15 تشرين الأول(أكتوبر).
وأظهرت مقاطع فيديو على "يوتيوب" عقب الغارة الجوية، ناشطين محليين في حفرة كبيرة ناتجة عن الغارة، وذكرت ان المنطقة هي الغنطو وان الحفرة كانت ملجأ. واظهر الفيديو جثثا متناثرة على الأرض والناس يغطونها بالبطانيات، وأنقاض المنازل المتضررة، فيما كان الناس يحاولون انتشال الجثث من تحت الانقاض التي كانت تبدو ثقيلة جدا.
وقالت "هيومن رايتس ووتش" ان جروح الانفجار والحروق الشديدة على الضحايا في الفيديو وصور الضحايا، إضافة إلى أحجام الأنقاض، تشير إلى احتمال استخدام قنابل الوقود الغازي، المعروفة أيضا باسم "القنابل الفراغية".
وتعد قنابل الوقود الغازي أقوى من الذخائر شديدة الانفجار التقليدية ذات الحجم المماثل، وتُنتج أضرارا واسعة النطاق، وبالتالي قد يكون تأثيرها عشوائيا في المناطق المأهولة بالسكان.
وقالت "هيومن رايتس ووتش" أن هاتين الغارتين تعدان خرقا لقوانين الحرب، لأنه وبحسب شهود محليين لم يسبقها أي تحذيرات روسية أو سورية، ولم يُعلم المدنيون بالغارة الجوية. وأشار السكان إلى أن التحذيرات الوحيدة التي جاءت من الجيش السوري تمثلت بطلب استسلام الجيش الحر.
وأصافت الوكالة إن على روسيا وسورية التقيد بالالتزامات المترتبة عليهما بمقتضى القانون الإنساني الدولي، بما فيها عدم استهداف المدنيين، وإعطاء إنذار مسبق بجميع الهجمات التي قد تؤثر على المدنيين، والسماح لوكالات الاغاثة بالوصول الفوري وإنشاء ممر آمن للمدنيين للخروج من القرى التي تعرضت للقصف أو التي قد تتعرض له.
وشكلت بلدة تير معلة ملاذا لحوالى 30 ألف شخص على الأقل وقت الهجوم السوري – الروسي، وكثيرون نزحوا إليها من مناطق أخرى، لأنها تعتبر أكثر أمنا مقارنة ببلدات أخرى ضمن المنطقة الخاضعة للمعارضة.
يذكر أنه وفقا للجنة المفوضة من الأمم المتحدة بالتحقيق في سورية، فرضت قوات الأسد حصارا على محافظة حمص، تقوم فيه بشكل منتظم وضمن نقاط التفتيش بالاعتقالات التعسفية ومصادرة المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الأساسية.