أخبار الآن | درعا – سوريا (براء عمر)
الإستهداف المتكرر للمدراس بالصورايخ والبراميل، أدى إلى خروج عدد كبير منها من الخدمة، فضلا عن النقص في مستلزمات الدراسة وضعف الإمكانيات لدى الأهالي والمنظمات المعنية في المناطق المحررة، أدى إلى تدهور المنظومة التعليمية، وحرمان عدد كبير من الطلبة حقهم في التعليم. الأمر الذي حدا بالهيئة التعليمية في مدينة درعا بتحويل إحدى حظائر الدجاج إلى مدرسة إبتدائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولضمان عدم إنقطاع الطلاب عن الدراسة.
من مدجنةٍ إلى مدرسةٍ للأطفال. حوّلَ الفريقُ التدريسي في الهيئةِ التعليميةِ في مدينةِ درعا هذا المبنى، ليُصبحَ شبهَ مؤهلٍ لاستقبالِ أكثرَ من مئتي طالبٍ في المرحلةٍ الابتدائية، من أبناءِ النازحينَ الذينَ باتوا يعيشونَ في السهول. فهذهِ المدرسةُ ومع شُحِ إمكانياتِها لاقتْ إقبالاً كبيراً من النازحين، كونَها الفرصةَ الوحيدةَ، ربما، لتعليمِ أطفالِهم.
يقول الطالب عبد الكريم: "نحن منقرأ بالمزارع ,هي المدجنة تبعة دجاج نظفوها وصرنا نقرأ فيها من القصف لأنه بقصفو كثير علينا ,ومات عندنا بالمدرسة كثير أطفال من القصف, وأنا لازم أكون صف سادس بس بقرأ صف ثالث لأنه راح علي سنتين ثلاث قرأه"
صعوباتٌ وتحدياتٌ جَمْةْ تقفُ أمامَ التعليمِ هنا، يكمنُ أبزَرُها في نقصِ الكتبِ وعدم ِجاهزيةِ المكانِ ليكونَ ملائِماً للتعلمْ، فضلاً عن عدمِ قدرة ِالطلابِ والمدرسينْ على التركيزِ بسببِ قُربِ الصفوفِ بين بعضِها وعدمِ توفرِ جدرانٍ فاصلةٍ بينها.
يقول الأستاذ محمود قطيفان: "عثرنا على هذه المدجنة لتعليمهم وتفتقر هذه المدجنة لأكثر من مقومات التعليم كما تلاحظون من فصل بين الصفوف وصوت الضجة التي تمنع الانشغال بالدرس ,واجهتنا أكثر من مشكلة منها مشكلة المناهج فالكتب حيث الكتب بالكاد تكفي عدد الطلاب الموجودين بالمدارس ,فقمنا باقتسام الكتب وتوزيعها على الطلاب حيث اربع او خمس طلاب يدرسون في كتاب أو ربما لا يجدون هذا الكتاب ليدرسونه. "
بعدَ انقضاء ِاليومِ المدرسيِ يُغادرُ الطلابُ هذا المكانَ آملينَ بأنْ يعودوا إلى مدارِسِهم المدمّرةِ التي كانتْ شاهدةً على مَصرعِ كثيرٍ من زملائِهم.
رغم انعدام الأمان والاحتياجات الأساسية للمدارس يستمرون في تعليم أبنائهم على أمل أنشاء جيل لبناء سوريا المستقبل
>>