أخبار الآن | عنتاب – تركيا – (محمود العبدالله)
في ظل سيطرة نظام الأسد على أغلب الجامعات الحكومية والخاصة في سوريا وفي ظل الاعتقالات المستمرة التي تمارسها شبيحته على الطلاب والتضيق عليهم وارتكاب الجرائم بحقهم، حيث وثق مقتل عشرات الطلاب واعتقال المئات في جامعات دمشق وحلب والعديد من الجامعات الأخرى. هذه الأسباب وأسباب أخرى أجبرت الطلاب السوريين على ترك جامعاتهم وجعلتهم يعزفون عن إكمال الدراسة.
اضطر آلاف الطلاب السوريين إلى البحث عن جامعات خارج سوريا تؤمن لهم الفرص لإكمال دراستهم الجامعية، فتوجه القسم الأكبر من الطلاب باتجاه تركيا وقد تمكن الميسورون منهم من تأمين قبولات جامعية وإكمال دراستهم، حيث أن الدراسة في تركيا ليس أمراً متاحاً للجميع فقد يحتاج الطالب السوري إلى أكثر من "250" $ في الشهر الواحد من أجل تأمين مكان للسكن وتغطية مصروفات الطعام والمواصلات والكتب الدراسية، وهذا مبلغ لا يستطيع أي طالب تحصيله إلا إذا وجد من يساعده على تأمين متطلبات دراسته.
الإجراءات المطلوبة
قدمت الحكومة تركيا عبر وزارة الخارجية التركية والمعروفة اختصاراً "T.C.B" أكثر من 500 منحة دراسية للطلاب السوريين، حيث أعلنت في وقت سابق عن بدء تسجيل الطلاب الذين يرغبون بإكمال دراستهم في تركيا، وقد تمكن آلاف الطلاب السوريين من التسجيل عبر الإنترنت وتحديد الجامعات والكليات التي يرغبون الدراسة بها، وقد أتيح للطلاب اختيار جميع الكليات والأقسام كالطب والصيدلة وطب الأسنان والهنداسات بأنواعها المختلفة والكليات العلمية والأدبية.
بعد انتهاء المدة المحددة للتسجيل قامت وزارة الخارجية التركية عبر مركزها المسمى "المنح التركية" بفرز المتقدمين وتصنيفهم حسب معدلاتهم ورغباتهم ومن ثم بدأت باختيار الطلاب المقبولين وإجراء المقابلات في مدينتي "غازي عنتاب" و"أنقرة" وفي سفارتها في الدول التي تضم طلاب متقدمين، وقد استمرت مدة اجراء المقابلات شهرا كاملا، تلاها مرحلة اعتماد الطلاب المقبولين والبدء بالإجراءات اللازمة ك:
- إرسال تهنئة القبول عبر البريد الإلكتروني لجميع الطلاب المقبولين.
- تسجيل الطلاب في الجامعات الحكومية التركية وتقديم أوراقهم.
- استقدام الطلاب الذين يقيمون خارج تركيا وجلبهم إلى جامعاتهم التي قبلوا بها.
- تأمين مكان لإقامة وسكن الطلاب.
- البدء بتدريس اللغة التركية والذي سيستمر عاماً كاملاً من أجل تأهيل الطلاب للدخول إلى الكليات التي ستدرسهم باللغة التركية.
"أحمد النواف" أحد الطلاب المقبولين في المنح التركية والذي سيدرس الماجستير في الهندسة المدنية، يقول: "بعد أن وجدت إعلان المنحة في أحد مجموعات الفيس بوك قمت بالدخول إلى الرابط المرفق وقمت بتعبئة المعلومات المطلوبة وإرفاق شهاداتي والوثائق المطلوبة وبعد 32 يوماً وصلتني رسالة القبول في "جامعة غازي" وهي تقع في العاصمة أنقرة، ومن ثم قامت إدارة المنح بحجز تذكرة سفر لي من مطار بيروت والآن بدأت بدراسة اللغة التركية وبعد سنة سأدرس الماجستير . "
ماهي ميزات المنحة
تعطي "إدارة المنح التركية" لكل طالب راتبا شهرياً بقيمة "600" ليرة تركية (210$) بالنسبة لطلاب الليسانس و"900" ليرة تركية لطلاب الماجستير و"1200" ليرة تركية لطلاب الدكتوراة.
كما تدفع عن الطلاب الأقساط والرسوم الجامعية وتتكفل بتأمين سكن مجاني ووجبات طعام يومية للطلاب المقبولين، بالإضافة إلى التأمين الصحي وتغطية نفقات المواصلات.
الطالبة "رغد فرحات" التي قبلت في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة "إيجه" تقول أن وزارة الخارجية التركية تقدم لها احتياجاته لإكمال دراستها الجامعية: "قُبلت هذه السنة بجامعة "إيجه" وهي من الجامعات المعروفة في تركيا، ويقدم لي شهرياً مبلغ بقيمة 600 ليرة تركية وهو مبلغ كاف لتغطية احتياجاتي، وقامت إدارة المنحة بدفع تكاليف دراستنا لمعهد تعليم اللغة الذي سيعطينا شهادة إتقان اللغة بعد تسعة أشهر من التعيلم لننتقل بعدها إلى الكليات، كما قاموا بتأمين سكن لنا وإعطائنا بطاقات مجانية لإستخدام وسائل النقل العامة في المدينة".
الجامعات التي التي قُبل بها الطلاب
يوجد في تركيا 206 جامعة منها 31 جامعة حكومية كجامعات: "أنقرة، اسطنبول، غازي، أتاتورك، حاجي تبي، شوقور ايفه"، تم قبول طلاب المنح في الجامعات الحكومية فقط وبلغ عدد الجامعات التي تستقبل الطلاب السوريين وتقدم لهم التسهيلات إلى أكثر من 50 جامعة.
وفي حديث خاص لأخبار الآن قال "إيمري كوكدومان" مدير أحد الأقسام في جامعة "أرجيس": "قبلت الحكومة التركية أعدادا كبيرة من الطلاب الأجانب وكان القسم الأكبر منهم من الطلاب السوريين ونحن هنا نقوم بتعليمهم اللغة التركية والإختصاصات العلمية الأخرى ليحصلوا على شهادات من الجامعة تمكنهم من ممارسة أعمالهم وتأهلهم لخدمة بلدهم".
تسعى تركيا إلى قبول أكبر عدد ممكن من الطلاب السوريين الذين حرموا من حق التعليم والذي يعتبر من أبسط الحقوق، لكن الأعداد الكبيرة لطلاب الجامعات والتي تقدر بأكثر من خمسة آلاف طالب سوري في تركيا وقلة المقاعد الشاغرة في الجامعات الحكومية التركية يشكل مشكلة كبيرة تستوجب الحلول والتفكير فيها.