أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (هاديا المنصور)
تتلقى أم رشاد "35 عاما" معونة شهرية مقدمة من جمعية سداد الخيرية، هذه المعونة عبارة عن سلة غذائية ومبلغ من المال يكفيها مع أولادها الأيتام طيلة الشهر، حيث تكفلت هذه الجمعية بها وبأطفالها الأربع بعد استشهاد زوجها في إحدى غارات الطائرة الحربية على مدينتها كفرنبل.
تقول أم رشاد: "لا أعرف ما كنت سأفعله لولا مساعدة هذه الجمعية لي، فنحن ليس لنا من معين بعد وفاة زوجي إلا الله، كما أنني لا أحمل أية شهادة أو أجيد أية مهنة". وتتابع بأن الجمعية تعمل من أجل رفع المآسي عن الأرامل والأيتام والفقراء والمحتاجين متمنية لها دوام الاستمرارية والعطاء.
نشأة الجمعية ونشاطها
وحول هذه الجمعية ونشاطاتها يتحدث مدير مكتبها المهندس "عبد الرحمن اليحيى" 45 عاما: "تأسست الجمعية في أواخر شهر أيار /مايو 2015، وبالرغم من أنها حديثة النشأة إلا أنها حققت الكثير من الخدمات وعلى كل المستويات" ويضيف متحدثا عن نشاطات الجمعية وخدماتها بأنها تنشط في كافة المناطق المحررة في سوريا عبر كادر بسيط يبلغ عدد أعضائه نحو /60/ شابا ممن تتوفر لديهم الخبرة الكافية.
يتوزع الكادر على عدد من المكاتب، منها خارج المقر الرئيسي في كفرنبل نظرا لطبيعة عملها، كمكتب النقل والمكتب الإغاثي، حيث يقوم الأعضاء بتأمين كافة أنواع الخدمات للمواطنين في عدد من المجالات مجانا، وفي بعض المجالات الأخرى بأسعار رمزية لا تتعدى سعر التكلفة. ويؤكد اليحيى على وجود مكاتب ثابتة لتنظيم العمل منها المكتب الصحي، مكتب الخدمات، مكتب التعليم والتأهيل والتدريب المهني، مكتب الدراسات، مكتب النقل، المكتب الإغاثي والمكتب الإعلامي. وقد افتتحت الجمعية فرعا آخر لها إضافة لكفرنبل في قرية بابولين لتغطية منطقة شرقي مدينة معرة النعمان.
خدمات تعليمية
أنشأت الجمعية مدرسة ابتدائية في قرية "حاجي باشا" داخل الأراضي التركية للطلاب السوريين المهجرين، كما أنشأت مركزا لرعاية الأطفال يشمل التأهيل النفسي ومعالجة حالات مرض التوحد في مدينة كفرنبل، إضافة الى وجود دورات محاسبة وكمبيوتر وخياطة وتمريض، بحسب ما صرح لمراسل أخبار الآن رئيس مكتب التعليم والتدريب المهني ناصر الحسين "43 عاما"، ويشير الحسين إلى نشاطات الجمعية في مناطق أخرى ومنها تجهيز مدرسة إعدادية وثانوية في قرية معرزيتا القريبة من كفرنبل، كما وقامت جمعية سداد بالتعاون مع المكتب التربوي في بلدة تل مرديخ بتوزيع الحصص الغذائية على مستحقيها من المدرسين وحصريا ممن توقفت رواتبهم أو تم فصلهم لمواقفهم المساندة للثورة.
خدمات طبية
أما في المجال الصحي فقد استحدث مخبر مجاني للتحاليل الطبية في كفرنبل يقوم بكافة التحاليل ماعدا الهرمونية منها، كما قامت الجمعية ولأول مرة في ريف إدلب بافتتاح عيادة سنية مجانية أيضا في كفرنبل بإشراف أمهر أطباء الأسنان في المنطقة بحسب ما أشار إليه رئيس المكتب الصحي في الجمعية الطبيب حسين الخطيب 48 عاما، ويتابع الخطيب قائلا: "تم إنشاء مستوصف في كفرنبل بالمشاركة بين جمعية سداد ومنظمة اتحاد المكاتب الثورية، إضافة الى مستوصف آخر أنشأته الجمعية في قرية الشيخ إدريس التابعة لمدينة سراقب. يعمل ضمن هذه المستوصفات أطباء أطفال، أطباء صحة عامة، صيادلة وعدد من الممرضين والممرضات، هؤلاء يقدمون الفحوصات الطبية والدواء المجاني للمرضى، كما ويقوم المكتب الصحي في الجمعية بتقديم الدعم اللازم لمشفى أورينت الميداني وللصيدلية المركزية في المجلس المحلي، إضافة الى دعم منظومة الإسعاف السريع".
"أم حسين" 32 عاما، من مدينة كفرنبل تقول: "لقد ساءت الحالة الصحية لابنتي الصغيرة سيدرا نتيجة تعرضها لصعوبة في التنفس ناتجة عن إصابتها بالزكام والتهاب قصباتها، فقصدت مستوصف سداد، وهناك قام طبيب الأطفال بفحصها، وأجرى لها جلسة إرذاذ ثم وصف لها الدواء المناسب الذي حصلت عليه مجانا من المستوصف".
تحمد أم حسين ألله لتحسن حالة ابنتها، وتشكر جميع القائمين على هذا المشروع الإنساني الذي ساعدها وساعد أمثالها من الفقراء ممن لا يستطيعون دفع التكاليف الباهظة للعيادات الخاصة.
مكتب للخدمات في المناطق المحررة ومخيمات اللجوء
وعن مكتب الخدمات في الجمعية يتحدث مديره "سامي السلوم" قائلا: "هناك مشاريع خدمية عديدة نفذتها الجمعية ومنها تأمين مياه الشرب للمواطنين بسعر التكلفة ولأسر الشهداء والفقراء مجانا، كما تم إنارة 60%من قرية حزارين بواسطة ثلاث مولدات كهربائية، وأهم من ذلك تأمين مادة الخبز وتوزيعها للجميع بسعر 60 ليرة سورية، مع العلم أن سعر الربطة الواحدة في الأفران الأخرى هو 100 ليرة سورية".
ويتطرق السلوم في حديثه إلى خدمات الجمعية الإغاثية ومنها توزيع السلل الغذائية على كافة المناطق المحررة للمحتاجين، إضافة لتقديم الخيام للمهجرين في مخيم أطمة، وتزويد المناطق المنكوبة بمياه الشرب، كما تم توزيع وجبة إفطار صائم لأهالي مدينة الصنمين في درعا ولأهالي الغوطة الشرقية في شهر رمضان المبارك.
وينوه السلوم إلى قيام الجمعية بمشاريع تنموية، الهدف من وراءها تشغيل الشباب وصرف عائداتها في المجال الإغاثي، ومن هذه المشاريع إنشاء محطة وقود في مدينة كفرنبل ومغسل سيارات وغيرها.
وحول هذا الموضوع يتحدث الشاب "إبراهيم" 28 عاما: "أمام صعوبة الحصول على عمل في ظل الأوضاع الراهنة فقد وفرت لي الجمعية فرصة عمل في مغسل السيارات براتب شهري، هذا الراتب دفع عني وعن عائلتي الفقر والعوز".
تنسيق مع كافة الجهات المعنية
تسعى إدارة الجمعية لبناء علاقات جيدة مع كافة الجهات والهيئات التي تهتم بمصلحة المواطن وتأمين ما يحتاجه. وعن هذه التجربة يتحدث "أبو أسامة" 38 عاما، أحد أعضاء المجلس المحلي في كفرنبل لأخبار الآن: "قامت الجمعية بتقديم الدعم المالي واللوجستي لمركز الدفاع المدني في مدينة كفرنبل، كما وقام المجلس بالتعاون مع الجمعية بتوزيع سلل غذائية على المحتاجين والمنشقين في كفرنبل، كما أستلم المجلس مساعدة مالية مقدمة من الجمعية خاصة بالخدمات".
ويختتم مدير الجمعية المهندس "عبد الرحمن اليحيى" كلامه عن الجمعية متحدثا عن الدعم الذي تتلقاه سداد حيث يقول: "تتلقى الجمعية الدعم عن طريق مجلس الأمناء المكون من مجموعة من الشبان الناشطين المتواجدين في عدد من الدول العربية والغربية، هذا الدعم عبارة عن تبرعات غير مشروطة، ولا يوجد تبعية لأي جهة أو منظمة".
ويردف اليحيى واعدا: "سنسعى بهذا الدعم لإنشاء المزيد من المشاريع الإغاثية والتنموية، محاولين بذلك رفع بعضا من المعاناة عن كاهل الشعب السوري الصامد".