أخبار الآن | القلمون- سوريا (أبو محمد اليبرودي)
لم تكن تدري "عبير" ابنة الـ 24 ربيعا والنازحة من مدينتها المحتلة القصير أنها ستواجه مصيرا في لبنان شبيها بالذي واجهته مدينتها المغتصبة منذ عامين من قبل ميليشيا حزب الله.
فكما اغتصب حزب الله حرمة القصير وسلبها من أهلها أمام أعين جيش لبنان وأجهزته الأمنية، ها هي عبير اليوم تُخطف بقوة السلاح من بين أهلها داخل لبنان من قبل عصابة شيعية ليحرم زوجها وعائلتها منها، والسبب أن زعيم العصابة المدعو "مهدي نزهة" والملقب "مهدي الله" قد أعجبته عبير ولم يجد رادعا له في اختطافها.
حادثة الاختطاف
تبدأ تفاصيل القصة كما يروي زوج المخطوفة "أيوب حوري" لأخبار الآن، أنه عندما خرجت الفتاة مع أخوتها وأمها في بلدة العين البقاعية بالقرب من بعلبك في 13 الشهر الجاري لإحضار بعض الحاجيات، فقد قام مهدي مدعوما بعصابة مسلحة باختطاف الفتاة من بين أهلها بقوة السلاح وإدخالها بسيارته وثم الاختفاء عن الأنظار.
يقول "أيوب" أن أهل زوجته سارعوا بالتبليغ للأجهزة الأمنية والجيش اللبناني ووجهاء البلدة لكي يتدخلوا في محاولة استعادة ابنتهم المخطوفة، لكنهم صدموا بفتور الاستجابة من كل الأطراف التي ناشدوها إلى أن يأتيهم هاتف من المختطف أن الفتاة أصبحت زوجته الآن ولا يتعبوا أنفسهم في البحث عنها.
يتفاجئ ذوو المخطوفة عندما يعلمون بعد عدة أيام أن ابنتهم الآن أصبحت في مسقط رأس مهدي في النبي عتمان البلدة الشيعية، والتي تبعد عشرات الكيلو مترات عن بلدة العين، وكيف استطاع المرور بسلاحه عبر سلعة حواجز تتبع للجيش اللبناني والأمن العام دون إيقافه أو مساءلته عن الفتاة التي يختطفها، مع العلم أنه من أكثر المطلوبين للدولة اللبنانية بقضايا تجارة سلاح ومخدرات.
تاريخ من الإجرام
وعقب انتشار الحادثة في الوسط اللبناني أوردت عدة وسائل إعلام أنها ليست الحادثة الأولى له في الاختطاف بل هي الحالة الرابعة لاختطاف فتيات بقوة السلاح وفي أماكن مكتظة بالجيش والأمن اللبناني، لكن كونه من أنصار حزب الله فهذا الأمر خوّل له الخروج عن القانون اللبناني والإنساني، فهو يعلم أنه في دولة محكومة من الحزب الذي يواليه ولن يتجرأ أحد حتى على محاولة الإمساك به.
صحافة صفراء
سارعت وسائل الإعلام المقربة من حزب الله لتبرير تلك الفعلة ليكون العذر أقبح من الذنب. فقد تفاجئ أيوب عند قراءته لرواية "جريدة النهار" -الموالية لحزب الله- عن الحادثة والتي ذكرت فيها أن مهدي اختطف عبير بطريق الخطأ!! ثم لتقول عنه أنه مختل عقليا ولكن لأنها أعجبته فقد قرر الزواج بها!!. ليؤكد أيوب أن مهدي كان يتقصد خطفها تحديدا وعلى الرغم من ذلك ولو كان ذلك خطأ فبأي حق يقرر مهدي أن يجعلها زوجتا له وهي زوجة رسمية لأيوب!!.
ويضيف أيوب أنه لمس في هذا التقرير تبريرا كبيرا للجيش والأمن اللبناني لعدم مقدرتهم على استعادة الفتاة حتى اللحظة بالإضافة للحديث عن جهودهم الكبيرة في استعادتها وهو الأمر الذي لم تلمسه عائلة عبير بل إنهم متعجبون من مرور مهدي عبر سبعة حواجز للجيش والأمن اللبناني من بلدة العين إلى بلدة النبي عتمان بسلاحه الكامل دون إيقافه أو تفتيشه.
مناشدة لزوج المخطوفة عبر موقع أخبار الآن
ويضيف أيوب أن والدا عبير تواصلا مع وجهاء شيعة ومسؤولين في حزب الله ولكن ردهم كان بأن الفتاة أصبحت تريد الشاب كزوج لها، ليأتي ردهم بأنه في أي قانون في الدنيا يحق لهم الرضى بأن يجبر هذا المجرم الفتاة على الزواج ويوجد عقد قران بينها وبين أيوب مسجل في الدوائر القانونية السورية؟!.
وفي نهاية الحديث وجه أيوب رسالة عبر موقع أخبار وقناة الآن إلى كل من بقي فيهم ضمير في لبنان التحرك لتخليص زوجته من أيدي المجرم مهدي وإعادتها إليه قبل أن يتعمد إيذائها، ويضيف بأنه مهما حاول إيهام الناس بأنه تزوجها فإن عقد الزواج الذي يمتلكه "وقد زوّد موقع أخبار الآن بنسخة منه" سيبطل كل الرواية والأكذوبة التي يسعى مؤيدو حزب الله ترويجها لتبرير فعلة المجرم كما فعلت جريدة النهار وغيرها.
وهذه الحادثة كسابقاتها تعزز التساؤلات حول عجز أجهزة الجيش الأمن اللبناني أمام شبيحة حزب الله الطائفية وللمطلوبين للدولة اللبنانية؟.