أخبار الآن | تركيا – (خاص)

عمل داعش على حرمانِ أهالي المناطق التي يحتلها من الخدماتِ الرئيسة منها الطبابةُ والنظافة، فضلا عن تمييزِه بين مسلحيه وأهالي المناطق المحتلة، في الحصول على الخدمات والإمتيازات، خاصة الرعاية الصحية. 

انتهاكاتُ داعش ادت إلى تفشي الأوبئة والأمراض في مدينة دير الزور، بسبب رمي جثث ضحاياه في العراء. أخبار الآن التقت أحد الممرضين الهاربين مؤخرا من دير الزور ليشرح الوضع الصحي في المدينة. 

في الجزء الثاني من شهادة أحد الممرضين، الخارج حديثاً من مناطق سيطرة داعش في دير الزور، يروي لأخبار الآن عن سوء الوضع الصحي والطبي في ظل سيطرة التنظيم، مع انتشار الأمراض والأوبئة بسبب رمي الجثث في العراء، والتمييز في المعاملة الطبية من عناصر داعش وذويهم وما بين الأهالي بشكل واضح .

علماً أن الممرض فضل عدم الكشف عن هويته خوفاً على ذويه داخل دير الزور من أن يطالهم بطش التنظيم.

حيث يقول الأمراض " أن سبب إنتشار الأوبئة يعود لقتل الضحايا من قبل عناصر داعش، ورمي جثثهم في العراء من دون دفن وحتى لو قطعوا يد أم ساق خلال عملية " قصاص " أيضا يرمونها في العراء، وانتشرت الأمراض جراء هذه التصرفات ، وأيضاً بعد رمي الجثث تقوم الكلاب بنهشها وأكلها ما أدى لانتشار مرض ( الكَلَبْ) بشكل كبير في دير الزور وريفها ، وجراء انتشار هذا المرض توفي أكثر من 8 مدنيين، وأصيب حوالي 45 آخرين .

ويضيف الممرض : طلبنا عدة مرات من داعش إيجاد توفير علاج لهذا المرض، أو السماح لنا بالتواصل إلى خارج مناطق سيطرتهم لتوفير علاج مناسب، ولكن لم يسمحوا لنا، ويبدو أنهم يتقصدون نشر الأوبئة بين الأهالي، أما بالنسبة لهم أو لعائلاتهم فهم يؤمنون لهم كل ما يريدونه .

أما عن الأمراض والأوبئة التي انتشرت مؤخراً في مناطق دير الزور مؤخراً فقال الممرض: "بالإضافة لوباء (الكلب) انتشرت أيضاً أوبئة كـ (الحمى التيفية) و (اللشمانيا) و(التهاب الطفح الجلدي) و(التهاب الكبد C ) وغيرها من الأمراض وجميعها مزمنة وصعبة ".

ويتابع : "أما بخصوص الأطفال وأمراضهم، فلم يبقى في دير الزور طبيب اختصاصي طب أطفال، وعندما يكون هناك مرض بحاجة للعلاج خارج منطقة سيطرة داعش ، ويطلب منا الأهالي إعطائهم تقرير طبي لكي يتمكنون من تقديمه للحواجز والسفر، نتهم نحن الكوادر الطبية بالكذب ليمنعون مغادرة أي شخص للعلاج ".

وقال الممرض بخصوص التميز في التعاطي الطبي بين عناصر داعش والأهالي: "عندما يصاب عناصر من داعش يقومون بنقلهم إلى مشافي الموصل المتطورة، أما الأهالي فلا يكترثون بهم بالمطلق ".

وختم الممرض : "غطرسة داعش أجبرت الكوادر الطبية على الرحيل من مناطق سيطرتهم، ولاسيما أطباء دير الزور ، فمنذ حوالي ثلاثة أشهر غادر آخر طبيب جراحة من المحافظة، حيث كانت الرقابة علينا شديدة لدرجة أننا كنا لا نتكلم أي شيء في المشفى خشيةً من أن نكون مراقبين بكاميرات أو أجهزة تسجيل ".