أخبار الآن | حمص – سوريا (خليل يونس)
بعد توقف نسبي للاشتباكات على جبهات حمص يوم أمس، حيث اكتفى النظام وحلفائه باستهداف بلدات ريف حمص الشمالي بالقصف بالبراميل والطيران الحربي والأسلحة الثقيلة، عادت اليوم الاشتباكات في محاولة جديدة لقوات النظام التقدم إلى مواقع الثوار، تحت تغطية نارية جوية وأرضية كثيفة.
في تفاصيل المعارك اليوم
حول التطورات الميدانية منذ صباح اليوم، يتحدث الناشط الميداني طارق بدرخان "أبو الفدا" لأخبار الآن: "بدأ النظام بالتمهيد أمام قواته عبر القصف الكثيف بالمدفعية والدبابات ومختلف أنواع الأسلحة، وشارك في ذلك الطيران الروسي والمروحي أيضاً. وبالفعل بدأت قوات النظام محاولتها للتقدم، إلا أن الثوار كانوا في مواقعهم وحصلت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسقط العديد قتلى من عناصر النظام، مع فشل في إحراز أي تقدم من قبله".
وعلى سؤالنا عن الأماكن التي ينطلق منها القصف بالراجمات والمدفعية، أجاب طارق: "هناك بعض الآليات التي تقصفنا موجودة على الجبهات ترافق قوات النظام، وقد استطاع الثوار تدمير بعضها (شيلكا ودبابات ورشاش 14,5 وغير ذلك). ولكن أيضاً تقوم حواجز النظام المنتشرة في المنطقة بقصفنا بشكل دائم، وهي مزودة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، من مدافع ميدانية إلى مدافع هاون عيارات ثقيلة وراجمات صواريخ ومدافع فوزديكا ودبابات. وأهم هذه الحواجز: الكلية الحربية، الهجانة، الغربال، مؤسسة الكهرباء، كلية الهندسة، الأشرفية، الفرقة 26، قرية الكم، وجبورين وكراد الداسنية، والمختارية وسوق الغنم".
ويضيف "أمجد" ناشط ميداني في حمص: "استهدفت براميل الطيران المروحي وصواريخ الحربي الروسي، كل من تلبيسة والغنطو وتيرمعلة وعز الدين، كما استهدفت مدفعية جاجز ملوك مدينة تلبسية، وكذلك قامت حواجز النظام باستهداف كل من سنيسل وجوالك والسعن الأسود. ومن جهتهم قام الثوار باستهداف تجمعات النظام والشبيحة في كل من قرية الكم وكراد الداسنية وحاجز المختارية بالهاون والأسطوانات المتفجرة، وهناك أنباء مؤكدة عن خسائر في قوات النظام. ولا تزال الاشتباكات قائمة حتى الآن وسط تأكيد بمقتل قائد حملة قوات النظام على الريف الشمالي وهو برتبة عقيد ومعه العديد من الجنود، وكذلك تدمير دبابة وشيلكا ورشاش 14,5 واغتنام تركس".
ويذكر أن مسلسل استهداف المدنيين لا يزال مستمراً عند النظام، إذ استهدف قناصي النظام المتمركزين في الكلية الحربية على أطراف حي الوعر، مدنيي هذا الحي، وسط أنباء عن استشهاد أحد المدنيين وإصابة آخر. وكانت مدفعية حاجز العثمانية قد استهدفت يوم أمس مدرسة ابتدائية في "المخرم التحتاني"، مما أدى إلى استشهاد 13 شخصاً، معظمهم من الأطفال.
تشكيل عسكري جديد للثوار في حمص
توصلت فصائل مقاتلة في حمص إلى اتفاق على توحيد الجهود أمام هذه الهجمة العنيفة التي تطال ريف حمص الشمالي من قبل النظام والروس والإيرانيين، وأعلنوا في بيان أطلقوه عن تشكيل "مجموعة التنسيق في حمص"، ووقع على هذا البيان كلاً من "جيش التوحيد، غرفة عمليات تلبيسة، حركة تحرير حمص، كتائب الوعر في مدينة حمص، فيلق الشام، القيادة المشتركة في الرستن، وكتائب جيش حر وغرف عمليات عسكرية". وجاء في البيان أن هذه "المجموعة مرحلية وغير مغلقة، وستحل نفسها لصالح أي مشروع وحدوي أوسع تراه أنسب". ويتكون البيان من تسعة نقاط توضح أهداف هذا التشكيل الوليد، نلخصها بالتالي: "وحدة الكلمة والقرار السياسي والعسكري، المتابعة لإسقاط النظام ومقاومة الاحتلالين الروسي والإيراني ورفض كل ما يخالف مبادئ الثورة، رفض أشكال التطرف وأفكار الغلو، ورفض أي تقسيم قد يطال مدينة حمص أو سورية، ودعم مؤسسات الثورة السياسية والعسكرية والهيئات الرسمية والشرعية وغرف العمليات والمجالس المحلية، ودعم الحلول السياسية التي تلبي تطلعات الشعب الثائر، وحماية الحاضنة الشعبية للثورة، والوقوف في وجه المصالحات مع النظام وملاحقة أزلامه في المنطقة".
نداء استغاثة من مجلس محافظة حمص
من جهة ثانية، وجه مجلس محافظة حمص يوم الاثنين نداء استغاثة لجميع الجهات المعنية ومن يهمه أمر ريف حمص الشمالي، بعد النقص الطبي الحاد، وتهجير المدنيين لتقديم مساعدات لأهالي الريف الشمالي.
وجاء في أن "عدداً كبيراً من مدنيي ريف حمص الشمالي، نزحوا من بيوتهم خوفاً من قصف قوات النظام والطيران الروسي لبيوتهم وقراهم، ولجأوا إلى مناطق يتوقعونها أكثر أمناً، ومعظمهم افترش الأرض، حيث تم إحصاء أكثر من تسعة آلاف أسرة نازحة حتى الآن:.
وأكد البيان على ضرورة تقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لمحافظة حمص لتخفيف معاناة المدنيين وتثبيتهم في مناطقهم "حتى لا يتحقق هدف النظام المجرم والاحتلال الروسي، بتهجيرهم وإحداث تغيير ديمغرافي في المحافظة"، كما جاء في البيان.