أخبار الآن | دمشق – سوريا (نور حمزة)
استهدف الطيران الحربي للنظام أمس مخيم اليرموك ومحيطه بالبراميل المتفجرة. وكان أنباء قد تسرّبت منذ أيام عن تقدم لعناصر جبهة النصرة في مخيم اليرموك، حسب صفحات مروّجة لها على المواقع الإلكترونية، وذكرت تلك الصفحات على استيلاء هذه الأخيرة مع داعش على معظم محاور مخيم اليرموك، وهو ما يعني التنسيق بين الطرفين.
حصار متعدد وتقدم لداعش
رغم الحصار الذي يعيشه أهالي مخيم اليرموك منذ ما يقارب 850 يوما، فإن ذلك لم يمنعهم من التضامن مع الأحداث التي تجري في فلسطين هذه الأيام. فقد جرت وقفتين تضامنيتين في اليرموك وبلدة "ببيلا" القريبة تدعمان وتنصران القدس.
وفتحت أحداث القدس الباب أمام المحاصرين في مخيم اليرموك للمقارنة بين تشابه النظام الأسدي مع أي نظام محتل آخر.
"عبيدة" الناشط الإعلامي في اليرموك يقول لأخبار الآن: "لم يعد هناك وقت للجدل وكشف عنف وإجرام النظام الأسدي. نحن مهتمون اليوم بما تفعله داعش والنصرة لأننا أصبحنا بين أكثر من حصار".
ويؤكد الناشط أن هناك سيطرة لداعش والنصرة على أجزاء كبيرة من المخيم، ويحاول داعش الامتداد نحو مناطق في حي التضامن ليحكم سيطرته ويتقاسمها مع جبهة النصرة.
ويفيد متابعا: "لم تتأكد حتى الآن تلك المعلومات التي أفادت بهجوم عناصر داعش على مقرات للجيش الحر في مخيم اليرموك وقيامهم بقتل مجموعة منهم بل والتمثيل بجثثهم. لم يصرح مصدر رسمي عن الخبر".
مخيم بلا مياه وكهرباء
لم يعد بالأمر الجديد الحديث عن أزمات المياه والكهرباء في اليرموك المحاصر، فمدينة دمشق التي تقع تحت سيطرة النظام تعاني هي الأخرى من أزمات لا تنتهي في الخدمات التحتية، فكيف الحال بالمخيم المحاصر بشكل منظم ومنهجي.
مع ذلك، يتحايل سكان اليرموك على الحياة ويصارعونها. فـ "أم العبد" تسكن مع عائلتها في منطقة "دوار شارع فلسطين" تقول أن الشكوى لم تعد تجدي، وأصبحنا نخترع وسائل جديدة للتغلب على تفاصيل قهرنا اليومي.
وعليه فقد كانت الآبار الموجودة داخل المخيم هي الحل الوحيد، إذ أُعيد تشغيل بعض تلك الآبار بجهود محلية. لكن ذلك لم يمنع من بدء انتشار بعض الأمراض التي يُخشى من أن تشكل بداية وباء ينتشر بين المحاصرين. وقد سجلت، حسب صفحات ذات شأن وناشطين من داخل المخيم، عدة حالات تمثّلت بالتهاب الكبد الإنتاني والحمى التيفية. إذ لا تصلح مياه الآبار تلك إلا للاستخدام الخارجي لتلوثها وعدم معالجتها لتكون صالحة للشرب. ورغم محاولة تعقيم المياه من قبل بعض الأهالي إلا أن ذلك يتطلب جهدا كبيرا ومصادر للطاقة هي بالأساس غائبة داخل المخيم.
اليوم، وبعد تدخل القوات الروسية لاستكمال ما بدأه النظام من قتل وعنف وإجرام، يبدو أن مخيم اليرموك لا يزال يحتفظ بحصته اليومية من القهر والموت البطيء، والمفاجئ أيضا حين يجد الأهالي أنفسهم مشاريع موتى ببرميل يلقى فوقهم أو بعناصر داعش وجبهة النصرة ووحشيتهم .. في كل هذا، من يذكر اليرموك اليوم وسط موت بات يتبختر في شوارع سورية كلها؟!.