أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)
تدخل المعارك في ريفي حماه الشمالي والغربي يومها الخامس، وكان النظام قد أعلن عن بدئها عبر رئيس أركان جيشه العماد علي أيوب، مما يعكس أهميتها بالنسبة إليه. لكن، وعلى الرغم من القوة النارية الأرضية والجوية الروسية، فإنه تلقى مقاومة حالت دون تقدمه في الثلاثة أيام الأولى، مع تكبيده خسائر كانت كبيرة بالعتاد والأرواح.
حصيلة اليوم الرابع
كانت المحاور التي ركز عليها النظام وحلفائه الروس قوتهم النارية، هي ثلاث محاور: الأولى كانت في الريف الشمالي الشرقي لحماه على محور معان-عطشان. واستطاع النظام بعد معارك كبيرة ومقاومة عنيفة لتقدمه من قبل الفصائل المقاتلة على تلك الجبهة، أن يسيطر على كل من بلدة "عطشان" وقرية "أم حارتين" التي استطاع المدافعون عنها تدمير دبابتين للنظام. ثم تقدمت قوات النظام نحو تل سكيك واستطاعت أن تحكم سيطرتها عليه، وأن تبدأ بالتمهيد الناري للسيطرة على قرية سكيك التي تبعد عن التل ما يقارب 1 كم، وبهذا أصبحت على مشارف ريف إدلب الجنوبي من جهة خان شيخون.
المحور الثاني كان كفرنبودة، حيث استطاعت قوات النظام التقدم في البداية عبر هذا المحور تحت غطاء كبير من النار من الأرض والجو ووصلت قواته إلى الصوامع، ولكن لم يتأخر رد فصائل كفرنبودة فقامت بهجوم معاكس استطاعت على إثره إجبار قوات النظام على التراجع إلى المغير التي كانت قوات النظام المتمركزة فيها هدفاً طوال يوم البارحة لقذائف الهاون والمدفعية مما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة في العتاد، كما تم تدمير دبابة على الأقل أثناء المعركة حول الصوامع.
حول هذين المحورين يخبرنا الناشط الميداني "حسن": "جبهة كفرنبودة لا تزال كما هي دون تغيير، ولا زالت المعارك هناك بين كر وفر. أما على محور عطشان فقد تقدمت قوات النظام واستخدمت سياسة الأرض المحروقة، فكثافة النيران كانت فوق طاقة المقاتلين. ومع ذلك استمرت المعارك العنيفة هناك، وأرسلت عدة فصائل مؤازرة للمشاركة في وقف تقدم النظام. أحد القادة العسكريين من كفرزيتا واسمه "مروان الفرج"، هو أحد قادة الفرقة 60 التابعة لجبهة الأصالة والتنمية، استشهد أثناء الدفاع عن تل سكيك".
في الريف الغربي، أيضاً حققت قوات النظام تقدماً، وتُخاض هناك معارك على ثلاث جبهات أساسية: جبهة جب الأحمر التي استطاع النظام السيطرة عليها، وتقوم الفصائل المقاتلة بهجوم معاكس وعنيف منذ يومين من أجل استعادتها، وذلك لأهميتها الاستراتيجية، فهذه التلال كاشفة للغاب ولمناطق في ريف اللاذقية وعلى أجزاء من جبل الزاوية في إدلب. الجبهة الثانية استطاع فيها النظام أن يسيطر على قرية "فورو"، وبذلك أصبح على مشارف "السرمانية" التابعة لجسر الشغور. أما الجبهة الثالثة فهي المنصورة، والتي استطاع النظام التقدم إليها أيضاً.
الناشط الميداني "أبو العبد" المتواجد هناك يفيد لأخبار الآن: "الضغط كبير على الفصائل التي تقاتل النظام، فالمعارك المشتعلة على امتداد الريف الحموي تحتاج إلى إمكانيات كبيرة للتعامل معها، إضافة إلى الدعم الكبير لقوات النظام من الطيران المتطور. هذا عدا العتاد الجديد الذي وصل لمشاة النظام من روسيا. وفوق ذلك يعتمد النظام في هجومه البري مع قواه على عناصر غير سورية، والدليل هو مقتل "حسن الحاج" أحد قادة حزب الله، وقد اعترف الحزب بذلك ونعاه. لا زالت الاشتباكات عنيفة حول المنصورة، رغم تقدم النظام".
خارج الجبهات .. القصف لم يتوقف
لم تكن بلدات ريف حماه الشمالي، التي شهدت جبهاتها بعض الهدوء النسبي، في منأى عن القصف بكافة أنواع الأسلحة. إذ نالت كل من كفرزيتا واللطامنة نصيبهما اليومي من القصف الجوي الروسي والقصف بالبراميل عبر طيران النظام المروحي. يضاف إلى ذلك القصف بالأسلحة الثقيلة من راجمات ومدفعية ثقيلة من حواجز النظام المتمركزة في المنطقة، لاسيما الحماميات ولحايا والزلاقيات والمغير. وحتى وقت متأخر من الليل لم تتوقف الطلعات الجوية وتم استهداف كلاً من لطمين والتمانعة وخان شيخون بالصواريخ الفراغية من قبل الطيران الروسي، وبالبراميل حيث كان نصيب لطمين اثنين منهما.