أخبار الآن | كفر زيتا – حماه (خليل يونس)
كفرزيتا، هذه البلدة التي تقع في أقصى الريف الشمالي لمدينة حماه، هي إحدى بوابات الشمال نحو المدينة، لأنها تقع على الحدود الإدارية بين إدلب وحماة، وإنها تمتاز بأشجار الفستق الحلبي والزيتون، وهي مهددة اليوم باجتياح قوات النظام والقوات الروسية لها.
البلدة التي خاف منها النظام!
بعد أن امتص النظام الهجوم عليه في حماه، قبل أكثر من عام، واستطاع التقدم حتى مورك، توقفت عملياته العسكرية هناك ولم يتجه نحو كفرزيتا القريبة جداً، على الرغم من أهميتها، فالسيطرة عليها تعني السيطرة على كل الريف الشمالي في حماه.
يعلق "حسن الأعرج" ناشط ميداني من أبناء البلدة لأخبار الآن: "كان النظام مجبراً على التوقف وتثبيت نقاطه في مورك، فقد خسر كلاً من وادي الضيف ومعسكر الخزانات والحامدية، وتكبد خسائر فادحة هناك، ولم تعد له طاقة على تحمل المزيد لاسيما وأنه يعلم أن كفرزيتا كانت مستعدة لملاقاته، فاكتفى بمورك كنقطة استراتيجية له للدفاع عن نقاطه في مدينة حماة".
في الجهة المقابلة، وطوال مدة تواجد قوات النظام في مورك، لم تكن كفر زيتا منطلقاً للهجوم على تلك القوات، إذ بقيت التخوم بين البلدتين هادئة إلى حد ما، مع أن النظام لم يتوقف عن قصف كفرزيتا بطيرانه وأسلحته الثقيلة المتنوعة.
ناشط إعلامي من أبناء المدينة يشرح لنا: "كان مقاتلي كفرزيتا يخوضون معارك على جبهات أخرى، هناك الجبهة الغربية لريف حماه الشمالي، وتدعى الطار الغربي "جبين، تل ملح، الحلمة" وعلى جبهة اللطامنة والحماميات، وباعتقادي أن جبهة مورك لو فتحت لكانت نتائجها محسومة لغير صالح النظام، لقد كان منهكاً ومشتتاً".
كفرزيتا.. معركة النظام والروس القادمة
يتداول أهالي كفرزيتا ومقاتليها الآن أخباراً يعتبرون أنها مؤكدة عن نية مبيتة لدى النظام لاقتحام البلدة وعن تحضيرات لأجل ذلك، وهو ما أدى إلى موجات نزوح كبيرة للمدنيين خلال الأيام الأخيرة نحو ريف إدلب والشمال السوري.
أما عن المعطيات الجديدة التي استند إليها أهالي البلدة حول الهجوم المحتمل، فهي بحسب أحد الناشطين الميدانيين أن: "هناك تسريبات من النظام، ونتعامل معها على أنها تسريبات مؤكدة لأن مصدرها أشخاص في النظام، الثوار استطاعوا خلال هذه السنوات اختراق النظام، بالرغم أن الغارات الجوية لم تتوقف، لكنها زادت كثيرا بعد انضمام الروس، وهناك حشود في مورك التي يُعتقد أنها ستكون منطلقا للقوات البرية نحو كفرزيتا".
تقصف كفرزيتا اليوم من ثلاث جهات على الأرض، من الغرب يأتي القصف من حواجز الحماميات والجبين، وجنوباً هناك حاجز دير محردة، وشرقاً لحايا ومورك، ومؤخراً هناك تركيز على المداخل والطرق الشمالية المفتوحة على إدلب، تقصف براجمات الصواريخ لأنها تعتبر خطوط إمداد.
وتشير الأخبار إلى أن النظام سيباشر معركته التي يحضر لها خلال بضعة أيام، وربما كان الهدف منها هو إطباق الحصار على اللطامنة، فإذا ما سقطت كفرزيتا عسكرياً بيد النظام، فإن الحصار يكون قد أطبق على اللطامنة مما يسهل السيطرة عليها لاحقاً، وبالتالي السيطرة على ريف حماه الشمالي بمجمله.
أما عن القوات الروسية فيخبرنا الناشط الميداني "حسن الأعرج": "خلال الأربعة أيام الأخيرة، فقط الطيران الروسي من يقصفنا. أحيانا يبدو القصف مدروساً، كما حصل حين قصفت مدجنة كانت مقراً للجيش الحر، وأحيانا عشوائي يطال الجميع.
غارات الطيران الروسي تتألف عادة من ثلاث أو أربع صواريخ فراغية وهي كما يشاع موجهة على الليزر، وكل غارة روسية تتألف عادة من سرب(عدة طائرات)، طيران النظام لم يكن يأتي على شكل سرب، بل كل طائرة منفردة.
الوضع أصبح أكثر تعقيداً مع دخول الروس على الخط، فهي طائرات حديثة يصعب رصدها ومشاهدتها أو التجسس عليها عبر المراصد، من الواضح أن الروس يمهدون الأرض أمام قوات النظام، لتبدأ معركتها مع كفرزيتا".