أخبار الآن | ريف حمص – سوريا – (متابعات)

شنت الطائرات الحربية الروسية عدة غارات جوية على مختلف مناطق سوريا، كان أعنفها على ريفي حمص وحماة، والتي أدت لسقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح في صفوف المدنيين. 

ووثق ناشطون سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى  حتى اللحظة، إثر القصف الذي طال سوقا شعبية في بلدة عقيربات في ريف حماة. 

وبدأت روسيا منذ ستة أيام بشن الهجمات العسكرية في سوريا في ظل رفض عالمي لهذا الانتهاك الذي تدعي روسيا أنه بذريعة القضاء على داعش. 

ويرى الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي د. فايز الدويري، أنه توجد العديد من الأسباب التي دفعت روسيا للتدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية، هذا التدخل العسكري جاء تتويجا للدعم الروسي لنظام الأسد في المجالات السياسية والإقتصادية والعسكرية، حيث قدمت روسيا دعما بمئات الملايين من الدولارات كما وفرت غطاء سياسيا كبيرا في مجلس الأمن الدولي من خلال إستخدام حق النقض / الفيتو للحيلولة دون إدانة نظام الأسد أو صدور أي قرار أممي تحت الفصل السابع حتى إنها إستخدمته للحيلولة دون فتح ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة، كما أنها إستمرت في تزويد النظام السوري بالأسلحة والمعدات العسكرية المختلفة والذخائر وقطع الغيار اللازمة، وإرسال الخبراء والمستشارين العسكريين للإشراف على التخطيط العملياتي وتدريب الكوادر السورية، كما أنها قامت بتعزيز أماكن وجودها في ميناء طرطوس ومطار حميميم. أما أهم الأسباب المباشرة وغير المباشرة الكامنة وراء التدخل الروسي فيمكن تلخيصها يما يلي:

· النجاحات العسكرية الميدانية لجيش الفتح والتي تمثلت في السيطرة على محافظة إدلب بإستثناء بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين والسيطرة على سهل الغاب والتوقف أمام بلدة جورين مما يفتح الطريق أمام جيش الفتح لبدء معركة الساحل والتي توجد بها المنشئات الحيوية الروسية، علما أنها آخر النقاط في المياه الدافئة، بعد أن خسر الإتحاد السوفييتي نفوذه في سبعة دول عربية خلال العقود الماضية.

· التردد الأمريكي في إتخاذ قرارات إستراتيجية حاسمة لنصرة المعارضة السورية المعتدلة، مما نشأ عنه حالة من الإستعصاء السياسي والإنكفاء الأمريكي والذي خلف حالة من الفراغ إقتنصها "الدب الروسي" فحاول إملائها.

· حالة العزلة التي تعاني منها روسيا بعد إحتلالها جزيرة القرم ومحاولة الهيمنة على الإجزاء الشرقية من أوكرانيا، حيث وجدت في الأزمة السورية الجسر الذي تعبر منه لإعادة تواجدها على الساحتين الإقليمية والدولية.

· ظهور داعش وتمددها على الجغرافيا السورية وإعتبارها حصان طروادة الذي من خلال الإدعاء بقتالها تحقق أهدافها تحت شرعية مكافحة الإرهاب.

الغارات الروسية التي نفذت حتى هذه اللحظة لم توجه ضد تنظيم داعش، ولكنها وجهت ضد مواقع الجيش الحر وبعض الفصائل الأخرى، وفي مناطق لا يتواجد فيها مسلحوا داعش في أرياف إدلب وحماة وحمص، وهذا يؤكد زيف وكذب إدعاءات المسؤولين الروس حول غايات وأهداف تلك الغارات خاصة وان المسؤولين الروس أكدوا أنه تم إنتقاء الأهداف بالتنسيق مع الحكومة السورية.

لن تستطيع الغارات الروسية هزيمة الثوار أو تنظيم داعش إذا ما تم إستهدافه على المديين القريب والمتوسط ​​ولكنها تزيد الأزمة السورية تعقيدا وتطيل أمد الصراع مما سيضاعف أعداد القتلى والجرحى والنازحين والمهجرين، كما أنها ستساعد النظام في السيطرة على الكتلة الإستراتيجية / الأرض المفيدة وهذا يدعم المشروع الإنفصالي الذي يسعى له النظام السوري كخيار أخير، كما أن التدخل الروسي سيعزز التواجد والهيمنة الروسية على كل من العراق وسوريا على حساب النفوذ الأمريكي.